أكد احمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور في ايران عزم بلاده على تطوير التكنولوجيا النووية الخاصة بها "اياً كان الثمن"، مشدداً على ان الجمهورية الاسلامية عازمة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال. وتزامن ذلك مع تحذير ديبلوماسيين غربيين من ان تقارير الاستخبارات الغربية اظهرت اخيراً ان طهران تحاول شراء مكونات يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية. وجاء ذلك غداة تنديد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ب"سياسة الكيل بالمكيالين" الاميركية التي "تتيح لاسرائيل امتلاك ترسانة نووية"، فيما تحرم بلاده من التطور التكنولوجي لاغراض سلمية. قال احمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور في خطبة الجمعة ان ايران ستواصل تطوير برنامجها النووي المثير للجدل "اياً كان الثمن"، مشدداً على انه "حتى ولو كان بعض المسؤولين لا يأخذون مأخذ الجد امتلاك التكنولوجيا، فان الشعب لن يتخلى عنها". واضاف جنتي: "اننا مصممون ويجدر بنا ان نحقق البرنامج النووي بأي ثمن". وأكد ان "التكنولوجيا النووية هي الحل اليوم، ولن يتخلى مسؤولونا وشعبنا عن هذا التقدم العلمي"، مشيراً الى ان ايران ترغب في ان تعتمد على نفسها في انتاج الكهرباء من الطاقة النووية حتى عبر التحكم بدورة انتاج الوقود النووي الحساسة. وقال: "ما زلنا نتسول من الغرب الخبرات النووية باستيراد ما ينقصنا في هذا المجال، وعندما نتوصل الى امتلاك التكنولوجيا لن نكون في موضع المطالبين". ويعتبر الملف الايراني من اولويات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تسعى الى جمع ادلة تثبت الادعاءات القائلة إن طهران تستخدم برنامجها النووي كغطاء لبرنامج سري لانتاج السلاح النووي. وتشدد طهران على ان برنامجها النووي يقتصر على اغراض مدنية لانتاج الكهرباء لسد احتياجات سكانها الذين يزدادون عدداً وتخفيف ضغوط الاستهلاك على موارد النفط والغاز بهدف تصديرها. ويأتي تصريح جنتي 78 سنة المكلف الملف النووي في بلاده، غداة اعادة تعيينه رئيساً لمجلس صيانة الدستور الذي يصادق او يرفض الترشيحات الانتخابية. وعارض المجلس خلال السنوات الاربع الماضية، معظم القوانين الرامية الى ادخال اصلاحات ليبرالية الى النظام. معلومات مثيرة للقلق في غضون ذلك، أشار ديبلوماسيون غربيون في فيينا حيث مقر وكالة الطاقة، الى معلومات جمعتها أجهزة استخبارات وجمارك اوروبية في الشرق الاوسط، أظهرت ان طهران حاولت شراء مفاتيح عالية السرعة يمكن ان تستخدم في صنع سلاح نووي وكاميرات عالية السرعة قد يستخدمها الايرانيون في تجربة تفجير نووي. وقال الديبلوماسيون ان الايرانيين "يعملون على ما يبدو في التخطيط للحصول على ادوات تفجير داخلي نووي عالي السرعة". وأضافوا ان ايران تجري تجارب على "مادة متفجرة شديدة القوة مناسبة لأن تصبح نواة سلاح نووي". وصرح مسؤول اميركي رفيع ل"رويترز" في واشنطن أن هذه الجهود لشراء مكونات تمثل جزءاً من محاولات مستمرة منذ فترة طويلة. وامتنع عن تأكيد المعلومات الاخيرة، لكنه قال انها "ليست جميعها جديدة" بالنسبة الى واشنطن. وأضاف ان "عملية الشراء هذه مستمرة. وأعتقد تماماً انهم مستمرون في ذلك، لكن لا يمكنني القول إن هناك لائحة جديدة يحاولون شرائها حالياً". وقال الديبلوماسيون ان دافعهم لتقديم معلومات هو القلق من ان تمكن وساطات من فرنسا وبريطانيا والمانيا، ايران من كسب الوقت، فيما تحاول الدول الثلاث ايجاد وسيلة لحمل طهران على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم بالكامل. واتفقت ايران مع الاوروبيين في تشرين الاول اكتوبر الماضي، على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تعتقد الولاياتالمتحدة انه يهدف لصنع مادة تستخدم في صنع سلاح نووي. لكن طهران لم توقف تماماً برنامجها. وقالت اخيراً انها ستستأنف انتاج وتجميع واختبار أجهزة تخصيب اليورانيوم بالطرد المركزي. ويتوقع ان تستغل الولاياتالمتحدة المعلومات الجديدة لتقديم مزيد من الادلة على اعتقادها بأن طهران تطور اسلحة نووية سراً. الكيل بمكيالين وكان خرازي قال خلال زيارته لتونس اول من امس، ان "اسرائيل تملك ترسانة خطرة من الاسلحة النووية من دون ان تخضع لأي مراقبة، على عكس ايران التي تريد استغلال تقدمها التكنولوجي لأغراض سلمية". ودان سياسة الكيل بالمكيالين الاميركية في هذا الشأن.