حذر وزير خارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل واشنطن من ان التهديدات الاميركية بفرض عقوبات على بلاده يفاقم الاوضاع في أقليم دارفور غرب السودان، وذلك في الوقت الذي يستمر مجلس الامن في مناقشة مشروع قرار اميركي في هذا الصدد. وزادت الحكومة الالمانية من ضغوطها امس على الخرطوم عشية زيارة وزير الخارجية يوشكا فيشر اليها المقررة غداً الاحد، ودعت الحكومة السودانية الى تنفيذ كل الوعود التي التزمتها امام الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الاميركي كولن باول بسرعة. اكد مسؤول اميركي في نيويورك ان العمل على مشروع قرار فرض عقوبات على ميليشيات "الجنجاويد" واعطاء حكومة الخرطوم فترة 30 يوما قبل فرض حظر للاسلحة والطيران عليها "مستمر اثناء عطلة نهاية الاسبوع". وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه ان المسألة "ليست قضية اميركية او مشروعا اميركيا او خسارة وربح للاميركيين. انها قضية ارواح سودانية واي تأخير في اتخاذ اجراءات يعني المزيد من الموت للسودانيين". واعترف بان هناك مقاومة من اعضاء في المجلس لاصدار قرار آني. واضاف: "اذا كان المجلس لا يبدي الشجاعة لمساعدة شعب السودان، فلا عجب انه لم يكن قادرا على مساعدة شعب العراق". وفي برلين، قالت وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الالمانية كيرستن موللر أنه "يجب على الخرطوم ان تنفذ كل الوعود التي التزمتها امام الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الاميركي كولن باول في اسرع وقت ممكن". واضافت محذرة: "اذا لم تتحرك الخرطوم في هذا الاتجاه في الايام القليلة المقبلة ولم تنزع اسلحة الميليشيات سيتخذ مجلس الامن قراراً خلال الاسبوع المقبل او الذي يليه على ابعد تقدير يفتح الباب امام فرض عقوبات دولية عليها". وذكرت موللر التي سترافق وزير الخارجية يوشكا فيشر في زيارته الى الخرطوم غداً قبل انتقالها الى اقليم دارفور، في مقابلة مع صحيفة "هاندلسبلات" ان المعلومات التي لديها "لا تفيد عن حصول تحسن على الارض" مشيرة الى حصول اختراقات عدة لقرار وقف النار. وفي الخرطوم ا ف ب، طالب وزير الخارجية السوداني مصطفى اسماعيل واشنطن بعدم اثارة ازمة تشبه ازمة العراق بسبب الحرب الاهلية في دارفور، مؤكداً ان التهديدات الاميركية بفرض عقوبات على بلاده لن تؤدي سوى الى تفاقم الوضع. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "الرأي العام" السودانية أمس، محذراً "تلك الاصوات التي جرت العالم الى حرب العراق بان لا تدخله مرة اخرى في حرب جديدة يصعب الخروج منها". واعتبر دعوات واشنطن الى مجلس الامن بالتفكير في فرض عقوبات على بلاده "تتناقض مع معطيات الواقع وتضعف جهود الحكومة والاتحاد الافريقي". واضاف ان هذه التهديدات "من شأنها تعقيد العلاقة بين السودان والمنظمة الدولية واضعاف صدقية الاتفاقات التي وقعت ولم يجف حبرها سواء مع كوفي انان او كولن باول". وتعهدت الخرطوم في هذه الاتفاقات نزع اسلحة الميليشيا العربية الموالية للحكومة والتي القيت عليها مسؤولية معاناة سكان دارفور. وقال اسماعيل ان "هناك مؤامرة تحاك ضد السودان تستهدف هويته وتركيبته وعلينا الاستعداد لكل الاحتمالات"، مضيفا ان الخرطوم تعارض فرض العقوبات على اي سوداني. وكانت واشنطن عرضت مسودة قرار امام مجلس الامن ينص على فرض عقوبات على قادة الجنجاويد ويهدد بتوسيع دائرة العقوبات لتشمل مسؤولين سودانيين اذا لم تتحرك الخرطوم بسرعة لوقف الانتهاكات في دارفور. من جهة اخرى، ما تزال قضية المهاجرين السودانيين ال 37 على متن الباخرة "كيب أنامور" من دون حل، فيما يزداد الوضع الصحي للمهاجرين سوءاً. وتواصل الحكومة الإيطالية رفضها نزول المهاجرين في ميناء بورتو إيمبيلوكدي قرب مدينة أريجينتو جنوب صقليّة وتطالب بعودتهم إلى مالطا. وترسو السفينة على بعد 15 ميلاً من الميناء الإيطالي. وأكد السودانيون ال37 أنهم فروا من دارفور للنجاة من من الحرب والمجازر التي ترتكب ضد السكان المدنيين في الاقليم. واقترح محاميان من رابطة البيئة الإيطالية على المهاجرين تقديم شكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ضد الحكومة الإيطالية لرفضها استقبالهم على الأراضي الإيطالية وطلب اللجوء السياسي. وانتقد محامون وحقوقيون قرار وزير الداخلية الإيطالي جوزيبي بيزانو رفض نزول المهاجرين واعتبروه "انتهاكاً لمبدأ منع الطرد الجماعي الذي يتضمنه اتفاق جنيف".