اتخذت السلطات السودانية اجراءات أمنية مشددة لمناسبة زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن، باول الذي وصل الى الخرطوم ليل أمس، وزيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان المقرر أن يصل اليوم راجع ص 8. وأبدت واشنطن اهتماماً أمنياً بزيارة باول، اذ بعثت نحو 300 من جنود "المارينز" وعشرات الكلاب البوليسية لحمايته، خصوصاً انه يقود وفداً كبيراً يضم 95 من المسؤولين والصحافيين. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية آدم ايرلي ان رسالة باول الى الخرطوم واضحة، وهي "أوقفوا عنف ميليشيات الجنجاويد، وأزيلوا العراقيل أمام المساعدات الانسانية، وتعاونوا بشكل كامل مع المجتمع الدولي، وابدأوا محادثات سياسية مع المعارضة المسلحة في دارفور". وأكد ايرلي ان واشنطن قررت عدم تطبيع علاقاتها بشكل كامل مع الخرطوم قبل إقرار السلام النهائي في جنوب البلاد وحل أزمة دارفور. وأبلغ مسؤول رئاسي "الحياة" ليل أمس ان مطالب حكومته من الادارة الأميركية تشمل "رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وتعهد اغاثة دارفور وتنميتها، والضغط على المتمردين في الاقليم والجهات التي تدعمهم بالمال والسلاح وادانة ممارساتهم، ودعم مساعي حل الأزمة سلمياً، والتخلي عن التهديد بفرض عقوبات على مسؤولين". وقال المسؤول ان الخرطوم ستلتزم تسهيل المساعدات الانسانية وضرب الميليشيات ونزع أسلحتها واحترام الهدنة وحماية المدنيين ومحاسبة من يثبت تورطه في أي انتهاكات في الاقليم. وسيزور باول الفاشر، كبرى مدن دارفور صباح اليوم، ويتفقد معسكر أبو شوك للنازحين قبل أن يعود الى الخرطوم لاجراء لقاء مع المنظمات ووكالات الاغاثة ويغادر البلاد بعدها. ويصل أنان الى الخرطوم عصر اليوم ويرافقه مستشاره للشؤون السياسية محمد سحنون ومجموعة من موظفي المنظمة الدولية. وسيجري انان محادثات مع كبار المسؤولين، ويزور غداً الفاشر ومخيمات النازحين ثم يتوجه الى تشاد للوقوف على أوضاع اللاجئين السودانيين، ثم يعود الى الخرطوم لاجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير. وكان انان أعلن في مؤتمر صحافي في الدوحة ان زيارته للسودان يمكن ان تؤدي الى اتخاذ مجلس الامن اجراءات ضد الخرطوم، ما لم تتحرك لتخفيف الأزمة الانسانية في دارفور. وسئل عن طبيعة الاجراءات فأجاب: "اعتماداً على ما نراه على الارض قد يضطر المجلس الى اتخاذ خطوات أخرى... اذا كانت هذه الحكومة السودانية غير قادرة أو غير راغبة في أن تفعل ذلك حماية الناس في دارفور فانه يتعين على المجتمع الدولي أن يفعل شيئاً حيال ذلك". لكنه امتنع عن تحديد اطار زمني لهذا التحرك، قائلا انه سيناقش الأمر مع القادة الأفارقة.