باغت حسام حسن قائد المنتخب الوطني المصري الأول لكرة القدم وعميد لاعبي العالم سابقا افراح الجماهير المصرية بالفوز الكبير الذي حققه المنتخب على شقيقه السوداني 3-صفر مساء الأحد الماضي في الخرطوم وتصدر قمة المجموعة الافريقية الثالثة المؤهلة لمونديال 2006 في المانيا بإعلان قرار انسحابه من قيادة المنتخب احتجاجا على مشاركته في مباراة السودان. وقام مهاجم مصر الاول والمخضرم - 38 سنة - بالافصاح عن قراره الى عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة داخل الطائرة التي عادت على متنها بعثة المنتخب المصري من الخرطوم الى القاهرة بعد ظهر أول من أمس . وأكد حسام أنه يرفض إهانة اسمه وتاريخه ويقبل ان يكون مجرد كمالة عدد في المنتخب او يكتفي بحمل شارة القيادة وانه يرفض أن يكون دوره هامشيا مشيراً أنه فوجئ بالايطالي ماركو تارديللي المدير الفني الجديد للمنتخب يستبعده عن التشكيلة الاساسية وفضل الدفع بالعناصر الشابة وابقائه بجواره على دكة البدلاء، وحتى عندما تقدم المنتخب المصري على شقيقه السوداني بهدف ثم آخر لم يدفع به رغم أنه - اي تارديللي - كان يبحث عن المزيد من الاهداف وفضل ان يدفع بلاعب الوسط طارق السيد بدلا من المهاجم عبد الحليم علي. كما أنه اشرك محمد ابو تريكة منذ البداية كرأس حربة بجوار عبد الحليم رغم أن مركز ابو تريكة في الاهلي وهو لاعب وسط مهاجم، كل هذا من دون ان يدفع به. ومن دون انفعالات وجه حسام حسن انتقادات الى تارديللي مؤكداً أنه - أي المدير الفني - يعوّل على الشباب من دون النظر الى حجم العطاء، لافتا الانظار الى احرازه لهدفين في أقل من خمس دقائق فور مشاركته في ربع الساعة الأخيرة من لقاء مصر والغابون الودي الذي اقيم في القاهرة أخيراً وقبل مواجهة السودان وبهدفيه فازت مصر بعد أن ظل التعادل من دون أهداف قائماً لمدة 75 دقيقة قبل أن يشارك هو، وبعد هذه المباراة خرج تارديللي يدلي بقصائد شعرية في إمكاناته الفنية والبدنية وانه بحق مهاجم مصر الأول الذي لا يمكن الاستغناء عنه ابداً. واضاف حسن انه يرفض ان يكون وجوده نوع من التكريم له من قبل رئيس اتحاد الكرة، ومن دون رغبة المدير الفني، ولهذا فإنه يفضل الانسحاب في هدوء من دون اثارة أزمات أو مشاكل قد تفسد الاجواء في الوقت الذي يحتاج فيه المنتخب الى المزيد والمزيد من التركيز والهدوء حتى يحقق احلام 70 مليون مواطن مصري بالتأهل لمونديال المانيا. وطلب عبد المنعم من حسام التروي في قراره، مؤكداً أن الجميع يقدرونه وعلى رأسهم تارديللي الذي لم يضمه من قبيل التكريم أو أي شيء آخر. هذا وقد غادر تارديللي القاهرة بعد ساعات قليلة من عودة البعثة عائداً الى بلاده لقضاء عطلة قصيرة يعود بعدها للإعداد لمواجهة ساحل العاج في الاسكندرية في 20 الشهر الجاري في المرحلة الثانية من تصفيات المجموعة التي تصدرتها مصر بفارق ا لاهداف عن كل من الكاميرون التي فازت على بنين 2-1 وساحل العاج التي فازت على ليبيا 2-صفر. واللافت ان الأزمة الطارئة التي فجرها حسام حسن من دون سابق إنذار افسدت على المصريين فرحتهم بالانطلاقة الهائلة لمنتخبهم في التصفيات، وتناسى الجميع الفوز وتفرغوا للحديث عن الأزمة والتكهن بتوابعها.