أكد رئيس الأركان الكونغولي الليوتنانت جنرال بودوان ليانغا ماتا - نيامونيمبو في بيان أن "هيئة أركان قواتنا المسلحة تدين في شدة العدوان الذي تتعرض له بلادنا باحتلال مدينة بوكافو من عسكريين غير منظمين مدعومين من قوات الجيش النظامي الرواندي". وأكد تلقيه "تعليمات من القيادة العليا بإعادة السلام والأمن والنظام العام إلى بوكافو بسرعة"، داعياً السكان إلى "تقديم الدعم المعنوي اللازم" لحماية وحدة الأراضي الكونغولية وسلامتها. وجاء هذا الإعلان في وقت قالت مصادر في الأممالمتحدة إن قوات تنتمي إلى حركة التجمع من أجل الديموقراطية الكونغولية آر سي دي المتمردة سيطرت على واليكالي في شرق الكونغو، فيما نفت مصادر أخرى ذلك، مشيرةً إلى أن مقاتلين عرقيين من الماي ماي قاموا بأعمال شغب في واليكالي وأخمد الجنود الموالون للحكومة انتفاضتهم. واتهم الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا رواندا بالضلوع في الهجوم على بوكافو، وهو ما نفته الحكومة الرواندية. وناشد القوات الأوروبية التدخل للمساعدة على إرساء الاستقرار، في اتصال هاتفي اجراه مع وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه. وفي غضون ذلك، وصل وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال في "مهمة طارئة" إلى جمهورية الكونغو ورواندا وأوغندا. وأعلن أن الاتحاد الأوروبي يفكر في القيام بعملية في بوكافو المحاذية للحدود مع رواندا والتي سقطت في 2 الشهر الجاري في أيدي جماعة نكوندا الذي تقول كينشاسا انه يحظى بدعم كيغالي. في المقابل، أكد نكوندا الذي يعتقد انه يسيطر على أربعة آلاف جندي، انه أتمّ مهمته وسيغادر بوكافو، مشيراً إلى "أننا سنبقى في ما وراء المطار في كافومو وسنعطي فرصة للحكومة لتحل مشكلتها". وأفاد بأنه استولى على بوكافو لحماية ال"بانيامولينغ" وهي مجموعة عرقية في شرق الكونغو من قبائل التوتسي التي استهدفتها مجازر عام 1994، من هجمات الجيش الكونغولي الذي يهيمن عليه التوتسي سياسياً. غير أن مراقبين عسكريين تابعين للأمم المتحدة أكدوا أن المنشقين لم يلتزموا وعدهم بالانسحاب تماماً من بوكافو. ولا تزال قوات حفظ السلام الموجودة هناك في وضع حذر. وعلى رغم ذلك، قال سكان في العاصمة إن الطلاب الكونغوليين الذين كانوا دعوا إلى يوم جديد من التظاهر ضد بعثة الأممالمتحدة ألغوا هذه الدعوة امس. اطلاق نار وسجل إطلاق نار في الأحياء الغربية لمدينة بوكافو امس. ولم يكن مصدر النيران واضحاً، لكن بعثة الاممالمتحدة اعلنت انه لم يعثر على رجال الضابط المنشق الكولونيل جول موتيبوزي الذين كان يفترض ان يكونوا في ثكنة المدينة صباحاً. وقال الكولونيل موتيبوزي ان تبادلاً لإطلاق النار سجل مع القوات النظامية التي اخرجها المنشقون من المدينة مطلع الشهر الجاري، وتحاول مجدداً دخولها. وزادت المخاوف من انهيار عملية السلام الهشة في هذا البلد بعد مقتل جنديين من جنوب أفريقيا من قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام اول من امس. وقتل الجنديان رمياً بالرصاص وأصيب تسعة جنود آخرون بجروح، إثر تعرض قافلتهم لمكمن خارج بلدة غوما في شمال بوكافو. ونسب الجنرال اوبيد رويباسيرا قائد الجيش في اقليم كيفو الشمالي الهجوم إلى متمردي الهوتو الروانديين الذين تسللوا إلى الكونغو بعد حرب الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، علماً ان الأممالمتحدة نفت معرفتها بهوية المعتدين. وأعلنت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو ألفي مدني كونغولي معظمهم من ال"بانيامولينغ" فروا عبر الحدود إلى بلدة سيانغوغو الرواندية. على صعيد آخر، أعلن جورج سير السفير الفرنسي في كينشاسا أن الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك بحثا الوضع في الكونغو في اجتماعهما في النورماندي اول من امس. وقال إنه تم التوصل إلى "توافق" بين الرئيسين، وان المباحثات في المسألة الكونغولية جارية أيضاً على أعلى مستوى في مجلس الأمن في نيويورك. خطف مدنيين إلى ذلك، أعلن مسؤول في الأممالمتحدة أن متمردين هوتو روانديين خطفوا 60 مدنياً كونغولياً في شرق الكونغو في الأيام الماضية. وقال إن المدنيين خطفوا في سانج، على بعد 30 كلم شمال أوفيرا، على أيدي تنظيم "القوات الديموقراطية لتحرير رواندا". وتقع بلدة أوفيرا جنوب بوكافو على الحدود مع بوروندي. وتضم "القوات الديموقراطية لتحرير رواندا" متمردين هوتو روانديين لجأوا إلى الكونغو بعد الإبادة الجماعية ضد أقلية التوتسي في رواندا والتي شارك فيها بعضهم عام 1994. وقاموا منذ ذلك الحين بعمليات توغل دامية في رواندا في محاولة للإطاحة نظام كيغالي.