أفادت مصادر قريبة من "الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة" في تشاد التي تحتجز عدداً من قادة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، ان قوات مشتركة تابعة للجيشين الجزائري والنيجري عادت، أمس، إلى عمق الصحراء النيجرية بعد رفض القادة الميدانيين للحركة التشادية المعارضة نقل المحتجزين لديها إلى مدينة فاصلة بين حدود النيجروتشاد. وقالت مصادر متطابقة ان الحركة التشادية أُبلغت، صباح الأحد، بأن قوة مشتركة جزائرية - نيجرية ستنتقل إلى مدينة "مادما" الحدودية بين النيجروتشاد لتسلّم عماري صايفي المدعو "عبدالرزاق البارا" وعدد من قادة "الجماعة السلفية". وأضافت ان ذلك تعذر "لعدم التشاور مسبقاً مع الحركة التشادية على ترتيبات التسليم وعدم حصول توافق معها على عدد من القضايا أبرزها محاكمة "البارا" أمام هيئة قضائية مستقلة وفي شفافية وعدالة وبحضور هيئات دولية". وقال مسؤولون في الحركة التي تسعى الى إطاحة حكم الرئيس إدريس دبي، في اتصال هاتفي من باريس، أمس، ان الحركة أبلغت رسمياً بتحرك القوة الجزائرية - النيجرية "في مدة قصيرة لا تتجاوز 24 ساعة، وهو أمر غير مقبول لتنظيم عملية بمثل هذه الأهمية". وأكد قادة ميدانيون في الحركة ان نحو 40 عربة عسكرية تضم القوة المشتركة للجزائر والنيجر توغلت منذ السبت في عمق الصحراء النيجرية في اتجاه الحدود مع تشاد، لكنها تراجعت أمس بعدما امتنعت الحركة التشادية عن إكمال ما تصفه بأنه "عملية لم يجر التحضير لها في شكل كاف". وقال مصدر قريب من الحركة: "كان يفترض أن نبلغ في وقت أطول حتى نعرف كيف نرتب الأمر في شكل مقبول". وأكد رفض الحركة الخضوع ل"منطق الأمر الواقع". وقال مصدر آخر ان الحركة التي تحتجز "البارا" ورفاقه في حال "حرج" نظراً إلى أن تسليم المحتجزين لديها الى الجزائريين سيفرض على عناصرها السفر أكثر من 40 كلم في اتجاه الحدود مع النيجر شمالاً، وهي منطقة غير آمنة إذ تكثر فيها الاشتباكات مع القوات الحكومية التشادية. بن عيسى الى مدريد للمرة الثانية في شهر