رفض الرئيس جورج بوش تحديد موعد لانسحاب القوات الاميركية من العراق، مشيراً الى ان ذلك رهن ب"ظهور الحرية" في البلد. جاء ذلك في تصريحات ادلى بها بوش الى شبكة "ان بي سي" ليل الاحد - الاثنين وسط ضغوط دولية متزايدة لتعزيز جهود اعادة السيادة الى العراقيين ووضع اسس لانسحاب تدريجي للقوات الاميركية. وأظهر استطلاع للرأي اجراه معهد "غالوب" نهاية الشهر الماضي ان 52 في المئة من الاميركيين يعتقدون بأن الحرب على العراق لا تستحق كل التضحيات التي بذلت، في مقابل 45 في المئة يرون العكس. لكن بوش اعتبر ان مجتمعاً مدنياً في العراق سيعيد تشكيل منطقة الشرق الاوسط ويقلص "تهديد الارهاب". ورفض ذكر اي تاريخ ولو تقريبي لموعد بدء انسحاب القوات الاميركية من العراق، قائلاً: "في النهاية سيكون هناك عراق حر، ولن أحدد موعداً". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول قال ان مشروع قرار قدمته الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى مجلس الامن حول العراق، يفترض ان يتضمن بنداً ينص على ان تمنح الاممالمتحدة قوات التحالف، تفويضاً للبقاء في العراق حتى نهاية العام المقبل فقط. لكنه اوضح ان بقاء القوات الأميركية سيعتمد على رغبة الحكومة العراقية وليس على تفويض من المنظمة الدولية. وقال بوش ان القوات الاميركية ستدرب القوات العراقية لتمكينها من مواجهة اي تمرد مسلح، مما يخفف الضغط عن قوات التحالف. واضاف انه سيعاد النظر في مستوى وجود القوات الاميركية بعد تحقيق هذا الهدف. وزاد ان القادة الاميركيين سيعملون لابرام اتفاق مع الحكومة الموقتة في بغداد، يرسي بعض القواعد للعمليات في ظروف مختلفة. لكنه وعد بألا يجد جنود اميركيون انفسهم في وضع يسعون فيه الى الحصول على اذن من الحكومة العراقية للدفاع عن انفسهم. وزاد: "على الشعب الاميركي ان يدرك ان جزءاً من كسب الحرب على الارهاب يكمن في تشجيع عادات الحرية في اجزاء من العالم تحتاج اليها". واوضح ان كسب هذه الحرب يتطلب اكثر من مجرد مطاردة عناصر تنظيم "القاعدة"، مشيراً الى ان "ذلك يعني اقامة حكومات ليست بالضرورة شبيهة بحكومة الولاياتالمتحدة". وقال ان "عادات الحرية" التي سترسى بمساعدة الولاياتالمتحدة في بلدان مثل افغانستانوالعراق ستزيد الاستقرار في بلدان اخرى مثل باكستان وتركيا. واعرب عن اعتقاده بأن "الناس سيحمدون الله عندما ينظرون الى التاريخ بعد 60 عاماً من الآن، لأن الولاياتالمتحدة عملت لاحلال الديموقراطية في العراق، ما ساهم في احداث تغيير في الشرق الاوسط الكبير الذي اصبح الان مكاناً اكثر سلماً". وتابع ان "واجبه" يفرض عليه شن حرب على الارهاب الذي يشكل العراق فيه "جبهة مركزية"، مؤكداً ان الانتقادات من داخل بلاده وخارجها لن تثنيه عن عزمه. وتابع: "أحاول ان افعل ما اعتقد بأنه صواب ... اي مقاومة الارهاب ونشر الحرية ... والتحرك على اساس قيم بلادي وبلادنا وسأواصل ذلك". سيول في غضون ذلك، كشف مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية ان الولاياتالمتحدة تعتزم خفض قواتها في البلاد بنسبة الثلث بحلول نهاية العام المقبل. وعلى رغم أن القوات الكورية الشمالية التي يبلغ قوامها 1.1 مليون فرد تفوق كثيراً الوحدة الاميركية 37500 جندي فإن أي خفض في هذه القوات، يلقى اهتماماً واسعاً بسبب رمزية وجودها. وقال رئيس مكتب أميركا الشمالية في الوزارة كيم سوك: "أبلغنا مسؤولون أميركيون انهم يعتزمون خفض 12500 جندي من القوات الاميركية هنا بحلول نهاية كانون الاول ديسمبر 2005". ويتضمن هذا العدد 3600 جندي أميركي تقرر نقلهم من كوريا الجنوبية الى العراق.