تبين من استطلاع للرأي العام الأمريكي، أجرته صحيفة «لوس انجلوس تايمز» ونشر في عدد يوم الاربعاء (19/1/2005) ان التأييد للحرب على العراق انخفض لدى رجل الشارع الأمريكي إلى درجة لم يصل إليها من قبل. فقد تبين ان نسبة الذين يعتقدون ان الحرب على العراق كانت مفيدة، وصل إلى 39 بالمائة في حين كانت هذه النسبة في شهر (تشرين الأول) اكتوبر الماضي قد وصلت إلى 44 بالمائة. وهذا يعني ان أكثر من 60 بالمائة من الأمريكيين يعتقدون ان الحرب على العراق ليست جيدة بالنسبة للولايات المتحدة. وتأتي هذه النتيجة بعد أيام من إعلان ادارة بوش رسمياً، ان التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق قد انتهى، وانه لم يعثر على أي منها. وكانت هذه الحجة هي السبب الذي تحججت فيه الادارة الأمريكية للقيام بعدوانها على العراق. اضافة إلى ان «وكالة المخابرات المركزية» الأمريكية قد أعلنت ان ليس لديها أدلة قاطعة تؤكد ان نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، قد هرب هذه الأسلحة إلى دول أخرى. وفي سؤال حول الفترة الزمنية التي يجب على الجنود الأمريكيين البقاء في العراق، تبين من نتائج هذا الاستطلاع ان 47 بالمائة يريدون الانسحاب الفوري لأكثرية الجنود المتواجدين هناك، في حين رأى 49 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع، انهم يستطيعون تأييد فكرة ابقاء الجنود لفترة أطول. ورداً على السؤال حول من الذي ينتصر في هذه الحرب، الولاياتالمتحدة أم المتمردين في العراق؟ 58 قالوا ان ليس هناك جانباً منتصراً، في حين قال 29 بالمائة ان الولاياتالمتحدة هي المنتصرة، في حين قال عشرة بالمائة ان المقاومة العراقية هي التي تنتصر. كما تبين من هذا الاستطلاع ان أربعة بالمائة فقط من المشاركين يعتقدون انه يجب زيادة عدد الجنود الأمريكيين في العراق. وبالنسبة للانتخابات التي ستجري في الثلاثين من الشهر الجاري، فإن 31 بالمائة قالوا انه سيكون لها تأثير ايجابي على العراق والشعب العراقي، في حين اعتقد 34 بالمائة انها لن تؤثر كثيراً على الاوضاع هناك، و27 بالمائة قالوا انها ستؤثر سلبياً على البلاد. ورداً على سؤال حول تأثير الحرب في العراق على الولاياتالمتحدة، 65 بالمائة قالوا ان هذه الحرب أضرت بأمريكا وبصورتها في العالم، في حين اعتقد عشرة بالمائة فقط ان هذه الحرب ساعدت صورة أمريكا في العالم. من ناحيتها ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس الخميس ان بريطانيا تسعى حاليا إلى دفع الولاياتالمتحدة إلى وضع برنامج زمني لانسحاب القوات العسكرية من العراق. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر لم تحددها ان مسؤولين بريطانيين يعتقدون ان الوقت حان للحديث عن «برنامج واضح» لانسحاب القوات في الاشهر ال18 المقبلة. واضافت ان تحديد موعد دقيق لانسحاب القوات مرتبط بقدرة القوات المسلحة العراقية على ضمان استقرار البلاد، وهذا ما يتطلب بقاء قوات التحالف حتى منتصف العام المقبل. وحتى الآن لم يقترح اي موعد نهائي لانسحاب القوات الاميركية والبريطانية من العراق. ويرى المسؤولون البريطانيون ان الاعلان عن برنامج زمني سيشجع الحكومة العراقية الموقتة على ادارة شؤون البلاد وينسف مطالب المتمردين الذي يؤكدون ان واشنطن تريد احتلال العراق إلى ما لا نهاية. وقال مسؤول رفيع المستوى ان «تحديد برنامج زمني سيشكل اشارة سياسية مهمة تؤكد اننا نعتزم مغادرة العراق». واضافت «ديلي تلغراف» ان «الأحزاب السياسية الرئيسية العراقية يتحدثون اصلاً عن موعد انسحاب قوات التحالف من العراق والاميركيين يدركون ان عليهم معالجة هذه المسألة قريبا». وتأمل الحكومة البريطانية ان تنجح في دفع واشنطن إلى اصدار اعلان رسمي في هذا الاتجاه في الاشهر المقبلة.