طلبت اسلام آباد من منظمات اغاثة دولية اتخاذ احتياطات لتفادي هجمات انتحارية قد يشنها عناصر حركة "طالبان" في مقاطعة بلوشستان جنوب غربي باكستان. وأفادت مصادر باكستانية ان الملا هاشم ساغزاي الذي يقيم في أحد مخيمات اللاجئين الأفغان في المقاطعة يعتقد انه العقل المدبر لهذه الهجمات التي "تستهدف منظمات غير حكومية تضم متطوعين أميركيين وبريطانيين". وجاء التحذير في رسالة وجهتها وكالة حكومية باكستانية تعمل على التنسيق بين منظمات الاغاثة واسلام آباد الى خمس منظمات أميركية وبريطانية. وفور تلقيها الرسالة أمس طلبت المنظمات الخمس من العاملين لديها عدم الحضور الى مراكز عملهم بدءاً من غد حتى اشعار آخر. من جهة أخرى، اعلن الناطق العسكري الاميركي الكولونيل تاكر منساغر أمس ان القوات الاميركية مدعومة بغطاء جوي واجهت أول من أمس "مجموعة كبيرة من المقاتلين المعادين للتحالف" في ولاية اوروزغان وسط جنوبيافغانستان، وان "قوات التحالف اضطرت للرد على الهجوم وطلبت دعما جويا". ووقع الحادث على بعد نحو 60 كلم جنوب شرقي تيرين كوت عاصمة ولاية اوروزغان وهي من معاقل "طالبان" وينتمي اليها الزعيم الروحي للحركة الملا محمد عمر. وأكد الناطق ان اي جندي اميركي لم يصب خلال هذه المعارك كما لم يؤكد سقوط ضحايا في صفوف "طالبان". وقتل الخميس 17 مقاتلا اسلاميا خلال عملية مشتركة للجيش الاميركي والقوات الموالية للحكومة الافغانية في ولاية زابول المجاورة في اقليم داي شوبان. ويعتبر هذان الهجومان الاكبر ضد جنود مشاة البحرية الاميركية المارينز ال2200 المنتشرين منذ نهاية نيسان ابريل الماضي في هذه المنطقة الافغانية التي تشهد اضطرابات كثيرة. وتصعّد حركة "طالبان" عملياتها العسكرية في المدن الأفغانية الرئيسة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في أيلول سبتمبر المقبل، ما دفع الرئيس حامد كارزاي إلى التلميح الى امكان تأجيلها وتغيير قوانين العملية الانتخابية. وتقوم استراتيجية "طالبان" على محورين، الأول شن عمليات عسكرية ضد المراقبين الدوليين للعملية للانتخابية كما حصل في قتل البريطانيين في منطقة نورستان وتفجير مركز انتخابي في ولاية ننغرهار القريبة من الأراضي الأفغانية، وهو ما أسفر عن جرح عاملين أفغانيين في مجال الإعداد للعملية الانتخابية، الى جانب تكثيف العمليات ضد قوات التحالف لزعزعة الأمن كما في المعارك العنيفة التي دارت بين عناصر الحركة والقوات الأميركية في ولاية زابل أخيراً. كما تستهدف الاستراتيجية "الطالبانية" منظمات الاغاثة الانسانية لإرغامها على تعليق نشاطاتها في أفغانستان مع ما يعني ذلك من تراجع هيبة الحكومة الأفغانية ورمي الاعباء التي تتحملها هذه المنظمات على حكومة كارزاي. وبالفعل قررت ست منظمات إغاثة تعليق عملياتها في إقليم بادغيث شمال غربي أفغانستان لفترة أربعة أسابيع اثر مقتل خمسة من العاملين في منظمة "أطباء بلا حدود"، وهم بلجيكي ونروجي وهولندي وأفغانيان قتلوا في كمين الاربعاء الماضي. واتخذ القرار بعد محادثات مشتركة تضامناً مع المنظمة وأيضاً لأسباب أمنية بحسب ما جاء في بيان لمنظمة الاغاثة الالمانية "هيلب". أما المحور الثاني في الاستراتيجية فيتمثل في توزيع المنشورات التي تهدد كل من يعمل لمصلحة العملية الانتخابية أو يسجل اسمه في هذه الانتخابات، كما حدث في مناطق البشتون المجاورة لباكستان وفي العاصمة كابول، حيث حذرت المنشورات من الاقتراب من المراكز الحكومية والأجنبية لئلا تطاولها الهجمات.