تتفاعل قضية وجود منظمة "مجاهدين خلق" على الأراضي العراقية، لتضيف هماً جديداً الى هموم لا عد لها ولا حصر، في وقت تتحدث مصادر رسمية عراقية عن توصل المنظمة الى "صفقة" مع جهات عراقية تعمل لدعم المنظمة باعتبارها "منظمة سياسية ديموقراطية" بحسب تلك الجهات. وقال الشيخ دحام مطلك، عضو مجلس شيوخ العشائر العراقية: "سنواصل دعمنا المنظمة باعتبارها تقدمية تدعو الى الديموقراطية والسلام". وذكر مصدر في مجلس الحكم ان المسؤولين العراقيين يدركون ان "مجاهدين خلق" تموّل الآن بعض التيارات والأحزاب والتكتلات السياسية من أجل الضغط على الحكومة العراقية بعد نقل السيادة في 30 حزيران يونيو للتخلي عن قرار سابق لمجلس الحكم يقضي بإبعاد عناصر المنظمة الى خارج البلد. وتتحدث أوساط مطلعة عن تحركات واسعة لعناصر المنظمة في العراق، ويتردد ان هذه النشاطات تستهدف تأمين الغطاء القانوني أو السياسي المبرر لبقاء عناصر "مجاهدين خلق" على الأراضي العراقية، عبر اعادة ترتيب التحالفات. ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يكون للادارة الاميركية دور في ذلك، ففي الوقت الذي رفضت تنفيذ قرار الطرد الصادر عن مجلس الحكم العام الماضي، سمحت لأعضاء المنظمة بالتجول، ولوفود منها جاءت من الولاياتالمتحدة للاطمئنان الى عناصر في العراق. وتقول مصادر ايرانية مطلعة ان طهران ترى ان بعض مراكز القوى الاميركية قد يعمد الى استخدام ورقة "مجاهدين خلق" بالطريقة ذاتها التي استخدمها صدام حسين، في أي مواجهة سياسية مع ايران. في المقابل تشير مصادر اميركية الى الكثير مما لا يمكن الركون الى صدقيته في الطروحات التي قدمتها المنظمة الى الاميركيين، لا سيما القول ان النظام الايراني يمكن ان يسقط بمجرد حشد قطعات من الجيش الاميركي على الحدود العراقية - الايرانية. مصدر في المنظمة قال ان بقاء اعضائها في العراق اذا عُدلت أوضاعها، قد يعطيها أمناً واستقراراً، مع استعدادها للدخول في محادثات مع الحكومة العراقية المقبلة للتوصل الى ترتيبات تغنيها عن التشرد في بلدان العالم. ويشير مسؤول في "حركة 15 شعبان"، الى ان معارضته بقاء "مجاهدين خلق" في العراق نابعة من "امتلاكنا وثائق تدينها بجريمة الضلوع في قمع الانتفاضية الشعبانية في 1991". ويكشف مصدر في مجلس الحكم الى ان اللجنة الأمنية التابعة للمجلس وضعت يدها على محاولات تورطت بها عناصر من المنظمة "لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق"، مؤكداً ان "مجاهدين خلق" قدمت خبرات ومعونات لوجستية لمسلحين عراقيين. وينفي مصدر في المنظمة ما يصفه ب"مزاعم" عن دورها في البلد، ويضيف: "لا يمكن ان نسيء الى شعب العراق، بل كنا وما زلنا نعمل كي يتجاوز محنته".