القرعة أوقعت منتخب سويسرا في مجموعة سهلة جداً في التصفيات، ولم تضم المجموعة العاشرة أي منتخب من الكبار أو المرشحين أو الذي يضم نجوماً مشاهير، وبفارق نقطة واحدة تصدرت سويسرا المجموعة قبل روسيا الضعيفة أيضا، وتبعتها آيرلندا الشمالية وألبانيا وغورغيا، ولا يمكن لأحد أن يصدق أن منتخباً مثل سويسرا يتعادل مع ألبانيا 1-1 ومع غورغيا سلباً في ملعبه، ومع روسيا 2-2 ويخسر أمامها 1-4 في موسكو، يتأهل مباشرة إلى النهائيات، ولكنها كرة القدم. السلاح الوحيد لمنتخب سويسرا هو وجود ثلاثة من لاعبيه الأساسيين في صفوف أندية فرنسا، المدافع باتريك مولر في ليون بطل الدوري وجوهان لونغا نجم وسط سوشو، وألكسندر فراي هداف رين والمنتخب، ووجودهم وسط اللاعبين والأندية في فرنسا يمنحهم ثقة وخبرة كبيرتين عند مواجهة المنتخب الفرنسي، ومن يدري؟ ولكن كل شيء يبقى في غير صالح منتخب سويسرا، ويشكو مدربه جاكوب كوهن من غياب الاحتكاك الجاد وحساسية المباريات الرسمية عن معظم لاعبيه المحترفين في أندية أوروبا، وهم من أصدقاء مقاعد الاحتياطيين على مدار الموسم الماضي. وزاد الطين بلة هجمة شرسة من الإصابات على النجوم ياكين سيبلنغز وموارت ياكين وشقيقه هاكان ولودفيك ماغنيني وستيفان هينشوز وريموماير وريكاردو وكاباناس. وانعكست تلك السلبيات على نتائج وأداء المنتخب السويسري في مبارياته الودية وخسر في الرباط من المنتخب المغربي الثاني 1-2 بعد مباراة من جانب المغاربة وأهدروا فرصاً بالجملة. وتكرر السقوط الودي أمام اليونان صفر-1. الخبراء وضعوا سويسرا في المركز الرابع والأخير في المجموعة، وهو الأمر الذي لم يجادله السويسريون واعتبروه جانباً إيجابياً يرفع الضغوط عن اللاعبين، وهو المنتخب الوحيد الذي لا يمتلك شيئاً ليخسره في البطولة مع منتخب لاتفيا الجديد. ويرى النجم المخضرم ستيفان تشابويزان ثاني أكبر لاعبي الفريق أن اعتبار المنتخب السويسري التشكيلة الأدنى في مجموعته يمثل أمراً طبيعياً ولكنه يصب في مصلحته، واللاعبون يدركون أن الصعود إلى الدور التالي سيكون إنجازاً تاريخياً يضعهم في مرتبة النجوم في الأوساط الاجتماعية مثل أبطال التزلج. تشابويزان خاض مباراته الدولية رقم 100 في مواجهة ألمانيا ودياً قبل البطولة مباشرة، وبات ثاني لاعب في تاريخ بلاده يصل إلى هذا الإنجاز بعد المدافع الأسطوري آلان غيغيه وبحوزته 112 مباراة دولية. وكانت الإصابة المؤلمة للمهاجم الأساسي ماركو شتريلر نجم شتوتغارت الألماني وهداف منتخب سويسرا دون 21 عاماً أجبرت المدرب على ضم المهاجم العائد من إصابة طويلة وهو ليوناردو تور. حراس المرمى السويسري فابريس بورير: من غراسهوبرز عمره 32 عاماً ودخل إلى دائرة الأضواء أخيراً بعد فوزه بالدوري المحلي، وهو نموذج للالتزام في الملعب. وجورج شتيل: من غلادباغ الألماني وهو الأكبر على الإطلاق بين زملائه، من مواليد 3 آذار مارس 1968 ورصيده 16 مباراة دولية فقط. وباسكال زوبير بولير: من بازل وعمره 33 عاماً ولديه خبرة كبيرة ولكن بقاءه الطويل احتياطياً في احترافه في ألمانيا أبعده عن التشكيلة. المدافعون برونو بيرنر: من فرايبورغ الألماني، ظهير أيسر يجيد التقدم بامتياز وإرسال الكرات العرضية وهو بارع في التغطية، عمره 26 عاماً. وبيرنت هاس: من روست بروميتش الإنكليزي ورصيده 28 مباراة دولية وعمره 26 عاماً، يلعب في الجانب الأيمن ويميل للأداء الدفاعي. وستيفان هينشوز: من ليفربول وعمره 29 عاما، كان أساسياً دائماً في فريقه الإنكليزي وخاض 64 مباراة دولية ولكن استبعاده من تشكيلة ناديه قلل من مستواه، وهو مميز في الرقابة والالتحام. وستيفان كيلر: من زيورخ وعمره 25 عاماً وهو قلب الدفاع الأفضل في ألعاب الهواء ورصيده الدولي محدود ولا يتجاوز 4 مباريات دولية. ولودوفيك مانين: من فيردر بريمن الألماني وهو موهوب جداً ويجيد اللعب في الجانب الأيسر بطول الملعب، تلاحقه الإصابات منذ فترة وعمره 25 عاماً. وريمو ماير: محترف في ميونخ 1860 الألماني وهو من الصاعدين من منتخب الشباب وعمره 23 عاماً، يلعب في مركز قلب الدفاع أو الظهير الأيمن. وباتريك مولر: من ليون الفرنسي وعمره 27 عاماً وهو قائد الدفاع وأكثر زملائه خبرة برصيد 45 مباراة دولية عبر ست سنوات، قدم موسماً رائعاً. ومورات ياكيني: من بازل وهو تركي الأصل وعمره 29 عاماً، قوي جداً وصاحب خبرة ولكن الإصابات حرمته من اللعب كثيراً في الموسم الأخير. وماركو زيسيغ من بازل عمره 32 عاماً ويتمتع بقامة فارعة تميزه في ألعاب الهواء ولكنه ليس مميزاً في الرقابة اللصيقة. لاعبو الوسط ريكاردو كاباناس: من غراسهوبرز وهو من أصول إسبانية وعمره 25 عاماً يمنحه المدرب الفرصة للعب بين الدفاع وخط الوسط. ماريو كانتالوبي: من بازل، أكمل 30 عاماً بينها أكثر من 7 سنوات في المنتخب الأول، وهو عنصر أساسي في المباريات الصعبة التي تحتاج للدفاع. وفابيو سيلستيني: من مرسيليا الفرنسي، عمره 28 عاماً، لاعب نشيط ذو جهد خارق ويميل للدفاع ولكن هدفه في آيرلندا الشمالية كان حاسماً، وقدم موسماً رائعاً مع ناديه في كأس الاتحاد الأوروبي. وينامين هاغل: من بازل لاعب ارتكاز في الوسط ويكمل 28 عاماً بعد البطولة مباشرة، ويبحث عن مكان أساسي بعد انضمامه المتأخر إلى المنتخب. ويوهان لونفات: من سوشو الفرنسي وهو من أقدم اللاعبين في المنتخب ولعب مباراته الأولى في آب أغسطس 1997 ولكن رصيده 16 مباراة بعدما تجاوز 29 عاماً. وكريستوف سبيتشر: من غراسهوبرز لاعب وسط في الجانب الأيسر ويمكن عودته لمركز الظهير، عمره 26 عاماً ويعيبه صغر حجمه. ويوهان فوغل: من آيندهوفن الهولندي صاحب خبرة عملاقة في 27 عاماً وحاضر 64 مباراة عبر 9 أعوام، موهوب جداً ويؤدي واجباته الدفاعية بامتياز. ورافييل فيكي: من هامبورغ الألماني صاحب رؤية واسعة وخبرة كبيرة وذكاء واضح وقدرة على تنويع ألعابه، عمره 27 عاماً ولكنه ليس هدافاً. وستيفان تشابويزات: من يانغ بويز، عمره 35 عاماً، القائد الذي أكمل 100 مباراة، موهوب جداً ويمتلك قدرة قيادية كبيرة وهو الأفضل في تمويل زملائه، لعب مباراته الدولية الأولى في حزيران 1989 ضد البرازيل. المهاجمون هاكان ياكين: من شتوتغارت الألماني وهو الشقيق الأصغر لمورات، هداف من طراز جيد إذا نجح في الاحتفاظ بهدوئه أمام ضغوط واستفزاز المدافعين، عمره 27 عاماً. ميلايم راما: من تون، عمره 28 عاماً، دخل المنتخب قبل شهور قليلة بعدما توج هدافاً لناديه ولكنه لم يسجل دولياً حتى الآن، فضل اللعب مع منتخب سويسرا على حساب ألبانيا التي ينتمي إليها. وألكسندر فراي: من رين الفرنسي وهو الهداف الأول والأخطر في فريقه، عمره 24 عاماً وسجل 15 هدفاً مع المنتخب في 25 مباراة، لديه مهارة هائلة في تخطي المدافعين وخطف الكرة قبل أن تصل إلى أقدام منافسية. وليوناردو تور: من سرفييت، عمره 26 عاماً، كان بعيداً على المنتخب منذ فترة طويلة، واستفاد من غياب شتريلر وكثير من المصابين. المدير الفني يواجه تياراً هائلاً من النقد لأنه عجز عن إثبات وجوده مع المنتخب الأول بعدما نجح بامتياز مع فرق الناشئين في المنتخب السويسري، وسبق له العمل في منتخبي دون 17 و21 عاما، وهو تولى المهمة في منتصف عام 2001 وقاد الفريق للمرة الأولى في مباراة النمسا في آب أغسطس بعد استقالة الأرجنتيني إنزو تروسيرو. كان نجماً ذائع الصيت في وسط الملعب وخاض 62 مباراة دولية لمدة 14 عاماً من 1962 إلى 1975 ولكنه لم يحقق أي نجاح كمدرب بسبب خطته الدفاعية الدائمة واحتفاظه ببعض اللاعبين القدامى أمثال الحارس شتيل ونجم الوسط والهجوم تشابويزات. لا ينفذ ما يقول، وهو أكد للصحافيين أن الأداء السيئ لفريقه، سواء في التصفيات أو في المباريات الودية، يدفع أي مدرب للاستقالة ولكنه لا يزال جالساً في مكانه.