بأقل مجهود فاز منتخب انكلترا على نظيره السويسري 3-صفر مساء امس في ملعب سيداد في كويمبرا في المرحلة الثانية ضمن المجموعة الثانية في البطولة الاوروبية الثانية عشرة لكرة القدم 2004، وتجدد امل الانكليز في التأهل الى ربع النهائي بعدما رفعوا رصيدهم الى 3 نقاط، ولكن الاداء لم يرتق ابداً من الفائز الى المستوى الذي يضع المنتخب بين المرشحين لاحراز لقب البطولة. فرض كابتن انكلترا ديفيد بيكهام نفسه على الجميع بقيادته الرائعة وتمريراته السحرية وجهده الكبير والتزامه الكامل، وصنع الهدفين الاول والثالث واعاد الى انصاره الذكرى الجميلة للنجم المحبوب بعدما اهتزت صورته عقب الخسارة امام فرنسا 1-2 واهداره لركلة جزاء. احرز الناشيء واين روني الهدفين الاول والثاني واكد انه الافضل بين مهاجمي انكلترا لاسيما في ظل التدني غير المبرر لمستوى مايكل اوين، واضاف ستيفان غيرارد الهدف الثالث واصلح ايضاً خطأه الجسيم الذي اسفر عن ركلة الجزاء الحاسمة في الوقت الضائع في مباراة فرنسا. الفوز الكبير والتفوق العددي للانكليز بعد طرد المدافع السويسري هاس في الدقيقة 60 لم يدفعا المدرب السويدي اريكسون الى التخلي عن الالتزام الخططي وظل المدرب المخضرم متمسكاً بطريقته 4-4-2 حتى النهاية دون مجازفة او اي زيادة عددية بين المهاجمين. وعلى الصعيد السلوكي كان الجمهور الانكليزي الذي ملأ كل مدرجاته في كويمبرا نموذجياً في تشجيعه وهتافاته دون اي خروج عن الروح الرياضية بل وحرص على تحية لاعبي سويسرا بعد المباراة. بداية المباراة جاءت غريبة على الجميع، المنتخب الانكليزي لم يندفع للهجوم كما توقع الخبراء، والمنتخب السويسري لم ينكمش كما توقع الكثيرون، وسار الشوط الاول متكافئاً مع خطورة واضحة للسويسريين في البداية مع سلسلة من الكرات العرضية من الجانبين عن طريق الركلات الحرة او الركنية. وبدا واضحاً ان هدوء المدرب السويدي اريكسون انعكس على لاعبيه الذين لم يفقدوا التزامهم او تركيزهم، وساروا على اسلوبهم المتوازن ونالوا المكافأة بعد 23 دقيقة عبر هجمة منظمة ساهم فيها الحكم الروسي ايفانوف بقدر كبير من الكفاءة، وكان الانكليزي لامبارد تعرض لمخالفة عنيفة امام منطقة الجزاء السويسرية ولكن الحكم الواعي لم يوقف اللعب لأن الكرة ذهبت الى بيكهام غير المراقب، وبعين الخبير ارسل بيكهام الكرة قطرية وطويلة ودقيقة الى مايكل اوين الذي احتل مكاناً خالياً داخل منطقة الجزاء وخلق لنفسه مساحة واسعة، وتسلم اوين الكرة دون ضغط ومررها باتقان على رأس واين روني امام المرمى، ولم يجد الاخير اي صعوبة في ايداع الكرة في شباك الحارس شتيل هدفاً ملعوباً 100 بالمئة. اتسعت المساحات في الجانب السويسري بعدما تقدم لاعبوه للهجوم بحثاً عن التعادل، ولاحت فرصتان كبيرتان اولهما من ضربة رأسية لفراي المواجه للمرمى ولكنها خرجت بجوار القائم، والثانية من ركلة حرة غير مباشرة من 20 ياردة فقط، وسددها هاكان ياكين بجوار القائم الثاني، وبينهما لاحت فرصتان اقل خطورة للانكليز من تسديدة لبول سكولز اصطدمت بالدفاع وكرة عرضية قوية من اشلي كول لم تجد من يستغلها. وقدم ديفيد بيكهام خلال الشوط دروساً متنوعة في التمرير السليم لزملائه عبر كل المسافات، وادى واجبه الدفاعي على اكمل وجه، وكان افضل لاعبي الفريقين بفارق كبير. دفع المدرب السويسري كوهن باللاعبين كاباناس وغيفاس في بداية الشوط الثاني لزيادة القوة الهجومية، ولكن العمق بقي مفقوداً وندرت الخطورة الحقيقية للسويسريين وعلى العكس كانت لهجمات الانكليز العكسية اثراً وفاعلية، واهدر المدافع سول كامبل هدفين في حلق المرمى من كرتين عرضيتين لبيكهام من ركلتين حرتين. الدقيقة 60 كانت فاصلة في المباراة عندما تسرع الحكم في انذار هاس لمخالفة ضد اشلي كول، وفوجيء ايفانوف انه الانذار الثاني واخرج البطاقة الحمراء وطرده وقل السويسريون الى عشرة لاعبين. لم يغير المدرب اريكسون اسلوبه الخططي ولكنه طلب من لاعبيه كثرة التمرير السليم والسريع لارهاق لاعبي سويسرا، ومع مرور الوقت هدأ الخاسر وتألق بيكهام في التمرير والتحرك وفرض نفسه مجدداً نجماً للقاء، واهدى زملاءه عدداً كبيراً من الكرات الجميلة. تدخل اريكسون في الدقيقة 70 للاستفادة من الارهاق الشديد للاعبي سويسرا، واشرك اللاعبين هيرغريفز وفاسيل بدلاً من سكولز ومايكل اوين غير الموفقين واثمرت التغييرات سريعاً وتمكن فاسيل من الاستحواذ على كرة عالية امام منطقة الجزاء ومررها الى روني غير المراقب، وبكل ثقة-وكأنه في الثلاثين من عمره- تقدم روني وسدد بقوة في القائم، ووقف الحظ معه وعادت الكرة لتصطدم برأس الحارس السويسري شتيل وتستقر في شباكه هدفاً ثانياً بعد 75 دقيقة. وعاد بيكهام وصنع هدفاً جديداً من تمريرة رائعة الى غاري نيفيل الذي ارسل كرة عرضية مرت من الجميع ووجدت غيرارد وحيداً امام المرمى، وسدد الاخير الكرة في الزاوية القريبة وفي متناول الحارس شتيل ولكن الاخير لمسها وتركها تدخل مرماه هدفاً ثالثاً بعد 81 دقيقة. الانكليز تلاعبوا بمنافسيهم في الدقائق الاخيرة، وتباروا في محاولة احراز الاهداف على حساب الاداء الجماعي.