في احتفال خلا من العمائم السوداء للمرة الأولى منذ إطاحة نظام صدام حسين، واتسم بالارتجال، وكثرت فيه حالات السهو، كنسيان تقديم فؤاد معصوم، رئيس لجنة المؤتمر الوطني، والخلط بين الجد والهزل في تقديم الشخصيات، وتسلل الملل بعد سهر وقلق وطول انتظار، نصِب الشيخ غازي عجيل الياور أول من أمس رئيساً للجمهورية، وأعلنت تشكيلة مجلس الوزراء برئاسة الدكتور أياد علاوي. كانت للحدث ردود فعل تباينت، ولكن في الإمكان حصرها في ثلاثة اتجاهات: مؤيد ومعارض ووسط. والمعارضون نوعان: أحدهما استقبل التنصيب والتشكيل بثلاث سيارات مفخخة، والثاني استقبل التنصيب بسيل من التصريحات والأحاديث الصحافية المحذرة من مستقبل قاتم، لإشاعة مخاوف. ويتزعم الدكتور أحمد الجلبي، الموجود في النجف لانهاء مشكلة "جيش المهدي"، المعارضة العلنية، معارضة "التصريحات والمؤتمرات الصحافية". ففي الوقت الذي رحب بانتخاب الياور رئيساً، شن هجوماً على التشكيل الوزاري، متهماً اياه بعدم القدرة على مجابهة أحداث "جسام". وقال إن استبدال بول بريمر بالأخضر الإبراهيمي لا يرتقي الى مستوى الطموح. أما "هيئة علماء المسلمين" فأعربت عن خشيتها من أن تكون الانتقالية نسخة عن "مجلس الحكم المنحل" الذي واجه كثيراً من الانتقادات. وأكدت أنها كانت تأمل بتشكيل وزاري "محايد"، يمثل كل اطياف العراق. واعتبر الشيخ عدنان آل خوام، شيخ مشايخ بني زريج، رئيس أفخاذ عشائر العراق، اختيار غازي الياور رئيساً "انتصاراً" للعشائرية العراقية باعتبارها "خيمة العراقيين"، فيما هدد الشريف علي بن الحسين بالانضمام الى المعارضة، في حال ثبت عدم قدرة الحكومة الجديدة على فرض الأمن وتخطي حال فقدان الوزن. وهاجم عزيز الياسري، "المنسق العام للحركات الديموقراطية في العراق"، التشكيل الوزاري الجديد، متهماً اياه بأنه "لم يضع الرجل المناسب في المكان المناسب". وحذر من أن ذلك ستكون له آثار على النشاط السياسي الحكومي والمعارض، في حين رحب بتقليص حصص الأحزاب التي كان لها حضور في مجلس الحكم. ورأى الدكتور رحيم أبو ارغيف الموسوي، الاستاذ في الحوزة، ان العبرة ليست في التشكيلة الوزارية ومَن فيها، بل في قدرتهم على تنفيذ ما يرونه مناسباً ومفيداً لبلادهم. وأعرب الدكتور أحمد محمد المفتي، المدرس في كلية الطب، عن رضاه بما تحقق باعتباره "خطوة جديدة على الطريق الصحيح"، لكنه استغرب التغيير السريع لوزيرين في وزارة الداخلية خلال شهور قليلة. مصدر مأذون له في "المؤتمر الوطني العراقي" اعتبر أن "ولادة حقيقية لمعارضة نشطة دشنت على يد أحمد الجلبي". وان هذه المعارضة "لن تفسح المجال للحكومة كي ترتكب الأخطاء أو تتجاوز على القانون من دون حساب". وأشار الدكتور عبدالمنعم سلمان، الأمين العام ل"حركة الديموقراطيين المستقلين" إلى ان المعارضة ستنظم نفسها في تيار وتجمع أو اتحاد، لمواجهة الحكومة التي تشارك فيها أحزاب وأطياف كثيرة. وذكر أن هناك مشاورات بين قوى سياسية لعقد مؤتمر يتبنى خط المعارضة.