سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اشتباكات في الكوفة واغلاق مقر الجلبي في الرمادي ... ومايرز يشبه "تضحيات الأميركيين" بالحرب العالمية . بريمر يرفض التصويت "تفادياً لفوز الياور" و"التحالف" لن يبحث عن رئيس من مجلس الحكم
شهدت المواجهة بين الائتلاف ومجلس الحكم الانتقالي في العراق، مزيداً من التجاذب والتأزم، بعدما كشِف عن اصرار الجانب الأميركي على رفض التصويت في المجلس "تفادياً لفوز غازي الياور" الذي يُعتقد أنه حظي بدعم 22 من الأعضاء، في مواجهة المرشح الآخر لرئاسة الدولة عدنان الباجه جي. وبعدما أجّل الأميركيون حسم المسألة أمس، للمرة الثانية، استبعد "التحالف" كلاً من المرشحين. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في "التحالف" قوله: "إنها بالكامل قصة مفبركة أن تكون المنافسة على منصب الرئيس محصورة بين الياور والباجه جي، ونبحث لتولي المنصب وثلثي الوزراء الجدد، عن شخصيات من خارج مجلس الحكم". ولم يُنج الحاكم المدني الأميركي بول بريمر ومستشار الأممالمتحدة السفير الأخضر الإبراهيمي من اتهامات واضحة وأخرى مبطنة، حول الانحياز إلى الباجه جي، في حين نقلت عن السفير شكواه من "ضغوط" أميركية وعراقية. ميدانياً، انفجرت سيارة مفخخة في بغداد، في حين تجددت الاشتباكات في الكوفة بين الأميركيين وأنصار مقتدى الصدر. واتهم "المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة أحمد الجلبي الشرطة بدهم مقره في الرمادي واغلاقه، في حين شدد رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز على أن العراق لن يكون قادراً على ضمان أمنه لدى نقل السلطة آخر الشهر. وشبّه "تضحيات الجيش الأميركي في العراق" بتلك التي قدمها خلال الحرب العالمية الثانية. راجع ص3 و4 وقال عضو مجلس الحكم محمود عثمان لوكالة "فرانس برس" إن جميع أعضاء المجلس حضروا إلى الاجتماع الذي كان مقرراً أمس "لكن الأميركيين أرادوا تأجيله، وجميع الأعضاء ما زالوا مصرين على اختيار الياور رئيساً، رغم الضغط الأميركي باتجاه اختيار الباجه جي". وأشار إلى أن "الأممالمتحدة غائبة عن المناقشات وليس لها أي دور معين، حتى ان بريمر يتحدث باسم الإبراهيمي، ولا أعرف لماذا لا يأتون للمشاركة في مثل هذه الاجتماعات". وأفاد مصدر قريب من الياور ان 22 من أعضاء المجلس يؤيدون اختياره رئيساً، متهماً الأميركيين ب"تمييع المسألة والإصرار على عدم اجراء تصويت، لأنه سيكون في مصلحة الياور". وكانت وكالة "اسوشييتدبرس" نسبت إلى عضو في مجلس الحكم، رفض ذكر اسمه، ان بريمر والإبراهيمي يمارسان "ضغوطاً هائلة" لاختيار الباجه جي. وأفادت مصادر المجلس أن بريمر والموفد الرئاسي الأميركي روبرت بلاكويل حضرا جانباً من اجتماع مجلس الحكم الذي عقد أول من أمس واستمر خمس ساعات، وحضا الأعضاء على عدم التصويت لاختيار المرشح للرئاسة "تفادياً لفوز الياور" بالترشيح. وركزت المحادثات أمس، بعد تأجيل إعلان الحكومة، على تقليص حصة مجلس الحكم. وعلمت "الحياة" أن وزير الخارجية هوشيار زيباري سيحتفظ بمنصبه، وكذلك وزير التخطيط والتعاون الدولي مهدي الحافظ ووزير الثقافة مفيد الجزائري وأيضاً وزير العلوم والتكنولوجيا، في حين سيتولى الداخلية على الأرجح محافظ تكريت فلاح حسن النقيب وهو صديق شخصي لأياد علاوي، وسيتولى وزارة المال عادل عبدالمهدي ووزارة المرأة نرمين المفتي. أما الأسماء الأربعة المقترحة لتشغل منصب رئيس الجمهورية فهي، كما طرحها مساعدو بريمر قبل يومين: رعد مولود مخلص وهو طبيب جراح، والأمين العام ل"التجمع من أجل العراق"، ومحسن الياور شيخ مشايخ شمر في العالم العربي، وعم الشيخ غازي الياور، وإبراهيم فيصل الأنصاري رئيس الأركان السابق في منتصف الستينات، وشاكر محمود شاكر وزير الدفاع السابق في منتصف الستينات أيضاً. وذكرت مصادر مطلعة أن غازي الياور هو مرشح "البيت الشيعي" والأحزاب الكردية، وأن الإبراهيمي اعترض عليه مفضلاً الباجه جي مرشحاً مستقلاً أو شخصاً آخر مستقلاً قد يختاره الأخير. وأفادت مصادر أخرى أن الإبراهيمي امتنع عن حضور جلسة لمجلس الحكم، احتجاجاً على طريقة إعلان ترشيح اياد علاوي لرئاسة الحكومة، ومحاولة المجلس انتزاع صلاحية دولية أعطيت للأمم المتحدة لاختيار المرشحين، خصوصاً أن هناك اتفاقاً على أن المجلس هو أحد ثلاثة أطراف، ولا يحق له أن يعيّن أو يتظاهر بتعيين رئيس للوزراء أو وزراء أو رئيس دولة. وتزامنت أجواء التأزم والشد والجذب المحيطة بعملية اختيار الرئيس المقبل وتشكيلة الحكومة الانتقالية، مع تصعيد ميداني، إذ قتل أربعة عراقيين وجرح أكثر من 21 بانفجار سيارة مفخخة قرب مدخل المنطقة الخضراء، حيث المركز الرئيسي لقوات "التحالف". وروى شهود أن التفجير تلى دقائق قليلة على مرور موكب عضو مجلس الحكم رئيس الوزراء المعين اياد علاوي. وكانت سيارة أخرى انفجرت قرب منزل نعيم حداد، وهو مسؤول سابق في حزب "البعث"، ما أسفر عن تدمير منزله واصابة زوجته. كما اغتيل المسؤول الإعلامي في "الحزب الإسلامي" قحطان الربيعي. الذي لعب دوراً في المفاوضات مع الأميركيين لفك الحصار عن الفلوجة. وتجددت الاشتباكات في الكوفة مع أنصار مقتدى الصدر جيش المهدي، وقتل جنديان أميركيان، ثم أحكمت القوات الأميركية تطويق المدينة. وفي النجف واصل وفد شيعي برئاسة عضو مجلس الحكم أحمد الجلبي وعضوية الأعضاء المناوبين في المجلس، مساعيه للتقريب بين الصدر ورئيس "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" عبدالعزيز الحكيم. وقالت مصادر مطلعة إن الجلبي اجتمع مع الصدر واتفقا على خطوط عريضة، تشمل تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين. في غضون ذلك، قال مثال الألوسي، أحد قادة "المؤتمر الوطني العراقي" الذي يتزعمه الجلبي، إن "عناصر من الشرطة العراقية التي يقودها قائد شرطة مدينة الرمادي جعدان الدليمي، أحد أعضاء حزب البعث المنحل، اقتحمت مساء الأحد مقر الحزب في المحافظة، وصادرت محتوياته وأغلقته".