أوصل نجم كرة القدم الانكليزية ديفيد بيكهام بلاده الى نهائيات كأس العالم المقبلة في اللحظة الاخيرة بتسجيله هدفًا قاتلاً في مرمى اليونان، لكنه لن يشارك فيها... والسبب فعل أرعن ارتكبه النمسوي بيتر شودر مدافع ديبورتيفو لا كرونيا الاسباني حين تعمد اصابة الفتى المدلل في بريطانيا. هذا هو السيناريو الحزين الذي تعيشه انكلترا كلها بعد ان عرفت ان هذه الاصابة ستبعد نجمها المفضل عن الملاعب لفترة تتراوح ما بين 6 و8 أسابيع، ما يعني حكماً أنه سيغيب عن مشاركة ناديه في ما تبقى من البطولة المحلية ودوري الابطال... لكن يبقى الاسوأ هو غيابه عن الدور الاول بالكامل على الاقل من مونديال كوريا الجنوبية واليابان. وفي حال غيابه فعلاً عن المشاركة في هذا الدور، وهو شبه أكيد إلا إذا حدثت معجزة إلهية وتماثل الى الشفاء بسرعة البرق... وهو امر ممكن وسبقه اليه صانع الالعاب الايطالي روبرتو بادجيو ، فان وضعية المنتخب الانكليزي ستكون معقدة للغاية لأن مجموعته السادسة تضم الارجنتين المرشحة الاولى لنيل اللقب، والسويد المقبلة بقوة على هذه النهائيات، ونيجيريا التي ترى في نفسها الخيار الاول لتحقيق انجاز افريقي تاريخي في هذا المضمار. ويعيش الشعب الانكليزي عموماً، ومحبو كرة القدم خصوصاً حال غليان لا مثيل لها، وناقش مجلس الوزراء الامر في جلسته الاخيرة. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير: "لا شيء اكثر اهمية في الوقت الحالي من شفاء ساق بيكهام، لأن نجاح انكلترا في نهائيات كأس العالم مرتبط بهذا الامر نظراً لما يمثله في صفوف المنتخب". وخرجت الصحف البريطانية بعناوين واشارات تعكس الحزن الذي خيم على البلاد بعد تعرضها لهذة "الخيبة". واكدت ان المنتخب اصيب في مقتل قبل اقل نحو من خمسين يوماً على بدء المونديال. ويعتبر بيكهام ملهم المنتخب وقد اصيب بكسر في مشط قدمه التي سجل بها هدف التعادل 2-2 في مرمى اليونان الذي منح بلاده بطاقة التأهل. ووضعت شبكة "بي بي سي" الخبر في المرتبة الثانية بعد الوضع في الشرق الاوسط في نشراتها الاخبارية على مدار الساعات الاخيرة. ونشرت صحيفة "ذي ميرور" صورة لساق اللاعب، وكتبت تحتها عنوان عريض "هذه اهم ساق في تاريخ الرياضة البريطانية". ورأى مدرب فريق مانشستر يونايتد اليكس فيرغسون أن "غياب بيكهام عن مباريات فريقه المحلية والاوروبية، وعن المنتخب في المونديال سيكون له تأثير سلبي حتماً". مؤكداً انه "يشعر بالاحباط كما هو الحال تماماً بالنسبة الى اللاعب ذاته". اما السويدي زيفن غوران اريكسون مدرب المنتخب الانكليزي، فأكد ان مكان بيكهام محفوظ في تشكيلته حتى لو لم يشفَ تماماً قبل انطلاق المونديال "فالمهم ان تكون حالته في تحسن، ما يعني انه من الممكن ان نستفيد منه في مباريات الادوار التالية، اذا اكتملت مسيرتنا في هذا المحفل العالمي الكبير بنجاح". وكان بيكهام ضحية تدخل قاس من شودر الاربعاء الماضي على ملعب "اولد ترافورد" في مانشستر خلال المباراة التي جمعت بين مانشستر يونايتد وديبورتيفو لا كورونيا الاسباني في إياب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا 3-2، وتأهلهم الى نصف النهائي الذي يواجهون فيه بايرن ليفركوزن الالماني. عموماً، وعلى رغم أن الآمال البريطانية في المونديال تظل قائمة بسبب وفرة اللاعبين الجاهزين من البدلاء أو توافر امكان لحاق بيكهام نفسه بمنتخبه لاحقاً، فان غياب الفتى المدلل سيكون له تأثيرات معنوية ونفسية كبيرة على الجميع وخصوصاً هو نفسه... لأنه صار مثل "العريس" الذي اعد كل شيء للاحتفال بليلة عمره من دون ان يتمكن من حضورها!