تشهد الاسواق العراقية تدفقاً كبيراً للأجهزة الكهربائية والسلع الكمالية، على رغم سوء الاوضاع الامنية الذي عرقل وصول كثير من الحمولات التجارية الى العراق عبر الطرق البرية. وتستورد البضائع الداخلة الى العراق من دول شرق آسيا ومن مناشئ رديئة، اذا ما قورنت بمثيلاتها المعروضة في الاسواق العربية، وتشحن الى العراق براً وبحراً. وتتسم البضائع المنقولة بحراً عن طريق الخليج العربي برخص أثمانها مقارنة بالسلع المنقولة عن طريق الحدود البرية مع سورية وتركيا وايران والاردن، لكن سوء الاوضاع الامنية ادى الى زيادة تكاليف النقل البري نتيجة الحراسات المشددة التي ترافق الشاحنات الناقلة اثر تعرض الحمولات التجارية الداخلة الى هجمات داخل الاراضي العراقية، الى جانب مقتل مجموعة من سائقيها العرب واختطاف بعضاً منهم. وتندر الاجهزة الكهربائية والسلع ذات الماركات العالمية الجيدة لارتفاع اسعارها واقبال المواطنين في الاسواق العراقية على السلع الرخيصة الثمن. ويقول جاسم العكيلي، صاحب محل لبيع الاجهزة المنزلية في سوق الشورجة التي تعد أكبر الاسواق المحلية في بغداد، إن"المستهلك يفضل الاجهزة الرخيصة الثمن ولا يعير اهتماماً للماركات العلامات التجارية، ما دفع غالبية التجار الى الاستيراد من الماركات الرديئة". وتمتنع غالبية الباعة عن ضمان الأجهزة وتقديم خدمة ما بعد البيع، عدا اجهزة التبريد التي انتعشت سوقها وازداد الطلب عليها أخيراً في موسم الصيف القائظ. ويقول سالم الجبوري، تاجر أجهزة كهربائية في الكرادة في بغداد:"لا تستطيع تقديم الضمان لجميع البضائع لأن غالبيتها رديئة المنشأ، ويمتنع التجار عن استيراد الماركات الاصلية لارتفاع كلفتها وعزوف المواطنين عن شرائها". ويضيف ان"سبب انتشار الاجهزة الرديئة في الاسواق العراقية يعود الى ارتفاع نسبة الاستيراد ووجود الدخلاء على مهنة التجارة من غير المختصين الذين امتهنوا العمل تخلصاً من البطالة، او تماشياً مع الوضع الجديد من العراق بعد سقوط النظام". ويؤكد أن"أجهزة التبريد تتصدر قائمة المبيعات في الاسواق لارتفاع نسبة الطلب عليها في الآونة الأخيرة". أما في ما يخص السلع الكمالية ومواد التجميل، فتتسم غالبية المعروض منها في السوق بانتهاء نفاد صلاحيتها. ويقول اسعد ناصر، بائع مواد تجميل، ان"حالة الغش طاولت السلع الكمالية ومواد التجميل ما ادى الى انخفاض اسعارها بشكل كبير"، لافتاً إلى أن"بعض التجار يلجأ الى استبدال الملصق الخاص بمدة الصلاحية بملصق آخر أطول مدة ثم يقوم بطرح البضاعة مرة اخرى في الاسواق"