المحت مصادر عسكرية روسية امس، الى وجود "اصابع عربية" في الهجوم المسلح على مدن انغوشيتية ليل الثلثاء الماضي. وقالت ان المجموعة المهاجمة ضمت "تشكيلة من قوميات عدة، فيها مقاتلون روس وعرب وشيشانيون وانغوشيتيون". وفي الوقت نفسه، اعلن الكرملين ان موسكو ستعزز تواجدها العسكري في شمال القوقاز وتزيد من قدراتها الدفاعية هناك. واتهمت جهات انغوشيتية صراحة، "مرتزقة عرباً" بالمشاركة في الهجوم الذي اسفر عن مقتل 98 وجرح 109 آخرين. ونقلت وكالة انباء "انترفاكس" عن مصادر روسية وصفها الهجوم بأنه "تدخل من جانب الارهابيين الدوليين"، ما شكل عودة الى الحديث المتكرر عن "الدور العربي في الشيشان" الذي درج عسكريون روس على الترويج له، عقب كل فشل يمرون به. وقال ل"الحياة" ممثل انغوشيتيا في مجلس الفيدرالية الشيوخ الروسي عيسى كوستويف الموجود حالياً في نزران حيث وقعت اعنف المواجهات اثر الهجوم، ان شهوداً ذكروا ان بين المهاجمين مقاتلين "اجانب ذوي ملامح شرق اوسطية"، من دون ان يؤكد ما اذا كانوا عرباً، علماً ان اعداداً كبيرة من المقاتلين الاتراك شاركت في القتال في الشيشان منذ اندلاع الحرب هناك. الى ذلك، رفض وزير الداخلية الشيشاني الو الخانوف محاولات الربط بين الاوضاع في الشيشان والعملية الاخيرة في انغوشيتيا، لكنه اعترف بوجود محاولات "لتصعيد الموقف في جمهوريات شمال القوقاز" اعتماداً على متطرفين في كل جمهورية. انفجار جديد ميدانياً، اعلنت اجهزة الامن الانغوشيتية انها عثرت على مخبأين استخدمهما المقاتلون بعد تنفيذ الهجوم الاخير. وقالت انها وجدت هناك اسلحة ومعدات اضافة الى ملابس عسكرية واقنعة كان المهاجمون استخدموها. وتزامن ذلك مع وقوع انفجار جديد في نزران حيث زرع مجهولون عبوة ناسفة داخل معرض سيارات. ووصفت جهات امنية التفجير أنه جزء من عمليات تصفية حساب بين مجموعات الجريمة المنظمة. ولفتت المصادر الى تقدم في التحقيق في الهجوم الاخير. وقالت انها اعتقلت عشرة اشخاص ثبت تورط ثلاثة منهم مباشرة في تنفيذ الهجوم. تعزيز الوجود الروسي من جهة أخرى، اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ان بلاده ستعزز قدراتها الدفاعية في منطقة القوقاز". وقال خلال زيارة قام بها الى قاعدة بحرية في اقصى شرق روسيا: "ان الاحداث الاخيرة اظهرت الحاجة الى تعزيز التواجد العسكري الروسي في المنطقة". وشدد على ان روسيا "ستزيد قواتها المنتشرة في شمال القوقاز الى الحجم الذي تراه ضرورياً". وأضاف "ان موسكو ستعزز قدراتها الدفاعية في شكل كبير في المنطقة". وقال بوتين خلال اجتماع مع قادة اسطول الشمال: "ان موسكو ستعمد كذلك الى زيادة قدرات سلاح البحرية"، مشيراً الى خطط الكرملين تطوير اسطول المحيط الهادئ وتعزيز قدراته القتالية. وأكد ان عمليات التطوير ستشمل كل قطعات الاسطول بما فيها النووية، وان ذلك سيترافق مع تحسين الاوضاع المعيشية للعسكريين العاملين في الاسطول.