تحولت جمهورية انغوشيتيا المجاورة للشيشان ساحة حرب شاملة، اذ شن زهاء 200 مقاتل هجوماً مفاجئاً اربك الروس، وسيطروا خلاله على الجمهورية لبضع ساعات ليل الاثنين -الثلثاء، قبل ان يتفرقوا في مجموعات توارت في الجبال. راجع ص10 وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "العثور على المهاجمين والقضاء عليهم وتقديم من يعتقل حياً الى القضاء"، فيما اتهمت موسكو المقاومة الشيشانية بالتورط في الهجوم. ولوحظ ان الزعيم الانفصالي الشيشاني اصلان مسخادوف سارع الى التنصل من مسؤولية انصاره عن الحادث، فيما توجهت اصابع الاتهام الى القائد الميداني للمقاومة شامل باسايف الذي اثار موجة من الرعب في الاشهر الاخيرة، بسلسلة تفجيرات وهجمات في موسكو وسائر انحاء روسيا. ودارت خلال الهجوم في انغوشيتيا مواجهات دامية بين المسلحين وقوى الامن المحلية، اسفرت عن مقتل اكثر من خمسين شخصاً، غالبيتهم من عناصر الشرطة والاجهزة الامنية. وقالت مصادر انغوشية رسمية ان من بين القتلى وزير الداخلية المحلي ابوكار كوستويف ومسؤولين رفيعين في اجهزة التحقيق والنيابة العامة. ووجهت موسكو اصابع الاتهام الى المقاتلين الشيشان، فيما لم تستبعد مصادر ان يكون متمردون محليون نفذوا الهجوم، في تطور قد يسفر عن اتساع نطاق المواجهات العسكرية لتشمل شمال القوقاز بكامله. وقال مصدر في رئاسة الجمهورية القوقازية ان قوات الامن احبطت محاولة المهاجمين الوصول الى العاصمة ماغاس حيث تتمركز غالبية المجمعات والمرافق الحكومية. وتركز القتال الذي استمر طوال ليل الاثنين - الثلثاء، حول العاصمة بعدما تمكن المهاجمون من السيطرة على مبنى وزارة الداخلية في مدينة نزران المجاورة لها، اضافة الى عدد من المنشآت الحكومية الاخرى، قبل ان ينسحبوا مخلفين وراءهم دماراً في محطة السكك الحديد ومباني الداخلية وهيئة الامن الفيديرالي والنيابة العامة الانغوشية. ولفت الانظار ان المقاتلين استخدموا اسلحة آلية وصواريخ محمولة مضادة للمدرعات. وقال شهود ان غزارة النيران اثارت رعباً في المناطق السكنية الانغوشية التي شهدت في السابق عمليات تفجير مختلفة لكنها لم تتعرض لهجوم شامل من هذا النوع. ولجأ السكان الى الملاجئ وسط ترجيحات بتجدد المواجهات. وانسحب المهاجمون نحو قرى تقع في محيط العاصمة ماغاس بينها قرية غالاشكي حيث تركوا سيارات كانوا استولوا عليها قبل مغادرتهم. وعثر رجال الشرطة على جثث سبعة شرطيين تركت في داخل السيارات التي تم تفخيخها. وفرضت القوات الفيديرالية طوقاً مشدداً في محيط المنطقة امس، واعلنت بدء عملية تمشيط واسعة النطاق، فيما قررت الجهات العسكرية نقل جزء من الضباط العاملين في الشيشان الى انغوشيتيا موقتاً.