عدا عن ربح مادي يفوق ال22 مليون دولار حققه مع صدور كتابه "حياتي" عن دار "نوبف" في نيويورك، يسعى الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الى ضرب "عصفورين بحجر" واحراز مكسب سياسي، في مساعدة المرشح الديموقراطي للرئاسة جون كيري قبل أقل من خمسة أشهر على موعد الانتخابات. وفي وقت يتخوف جمهوريون وديمقراطيون من سيطرة "كلينتونية" على "عقول وقلوب" الأميركيين، وعد كاتب ال950 صفحة من المذكرات بالدخول فعلياً على خط حملة كيري الرئاسية، والتنسيق معه خلال جولته لتسويق المطبوعة. وسيعمد كلينتون على ذكر كيري على الأقل مرة في كل خطاب خلال الجولة التي تشمل أكثر من 40 ولاية، كما سيمتنع عن توقيع كتابه وتسويقه خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي يعقد في ولاية ماساسوشتس في آخر تموز يوليو المقبل. وتشير استطلاعات الرأي الى شعبية كلينتون في أوساط الديمقراطيين، والتي تضاعف أحياناً أصوات التأييد لسناتور ماساتشوستس. ويبرز تيار الرئيس السابق بقوة داخل حملة المرشح الديموقراطي، خصوصاً في رسم السياسة الخارجية والاقتصادية، خصوصاً وان من أبرز وجوه الحملة، وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت ووزير الدفاع السابق وليام بيري والمندوب الاميركي السابق لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك، اضافة الى مساعدين اساسيين سابقين لكلينتون مثل جوزف ويلسون وريتشارد مورنينغ ستار وراند بيرز وساندي برغر وجيمس ستاينبرغ. ونجحت هذه القوى في نقل حملة كيري من اليسار المتمثل بمناصري الرئيس الراحل جون كينيدي أمثال بوب شروم وماري بث كاهيل في الطاقم الاداري، وادوارد كنيدي. وكان من ابرز مواقف كلينتون نهاية الاسبوع الماضي، انتقاده خلفه في البيت الابيض جورج بوش، حاملاً على الحرب على العراق ومؤكداً انه حذر بوش عند مغادرته البيت الابيض من خطورة اسامة بن لادن. وقال في مقابلة اجرتها معه مجلة "تايم" انه "ما كان شن الحرب" على العراق قبل "انتهاء مهمة" كبير المفتشين الدوليين عن الاسلحة في هذا البلد هانس بليكس. ورأى ان بوش قرر شن الحرب لأن نائبه ديك تشيني ومساعد وزير الدفاع بول وولفوفيتز اقنعاه ان العراقيين سيكونون افضل حالاً من دون صدام حسين وان في وسع الولاياتالمتحدة "زعزعة الانظمة العربية المتسلطة في الشرق الاوسط" وزيادة "قدرتها على حض الفلسطينيين والاسرائيليين على السلام".