نفى مصدر إماراتي رفيع المستوى امس ما كشفته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن وجود اتصالات اسرائيلية مع دولة الامارات لفتح مكتب تمثيلي في أبوظبي. ووصف المصدر في تصريح الى "الحياة" هذا الكلام بأنه "ترويج اسرائيلي" في محاولة من جانب اسرائيل للحصول على مكاسب في مقابل ما يسمى بخطة فك الارتباط في غزة. ولفتت اوساط سياسية في أبوظبي الى ان اسرائيل سبق ان رددت مثل هذه الادعاءات قبل عامين من دون ان يكون لها أساس في السابق أو الحاضر. يذكر ان دولة الامارات بنت على نفقتها "مدينة الشيخ زايد" في غزة، وتعهدت بناء أكثر من 800 منزل في مدينة رفح التي دمر جيش الاحتلال الاسرائيلي مئات المنازل فيها. في المقابل، اكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان تل ابيب تسعى الى استثمار اقرار خطة "فك الارتباط" في اقامة علاقات ديبلوماسية مع دول عربية، وان اتصالات جرت أخيراً مع عدد منها قد تثمر قريباً بفتح ممثلية اسرائيلية في أبوظبي تحمل رسمياً صفة "مكتب مصالح تجارية" وتكون في الواقع سفارة للدولة العبرية. وقال مساعد وكيل الوزارة رون بروسور في حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي ان وزير الخارجية سلفان شالوم يبذل جهوداً كبيرة "لاستغلال نافذة الفرص بعد قرار الحكومة ودعوة الدول العربية الى المساهمة في العملية السلمية بدلاً من اتخاذ موقف المتفرج وتوجيه انتقادات الى اسرائيل". واضاف ان اسرائيل تلمس، بعد الحرب على العراق، ان ثمة تصدعات في "جدار العداء العربي" لها وان ثمة تغييراً طرأ على الساحة الاستراتيجية في الشرق الأوسط "يبذل وزير الخارجية طاقة كبيرة لاستغلاله" عبر ايفاد مبعوثين وارسال رسائل الى دول عربية لشرح الموقف الاسرائيلي. وتأتي هذه التصريحات تعقيباً على أنباء نشرتها الاذاعة وصحيفة "هآرتس" أفادت ان لقاءات كثيرة جمعت في الأشهر الأخيرة بين ممثلين من الخارجية ومسؤولين في الامارات، وان رجل قانون اسرائيلياً زارها للبت في المكانة القانونية للممثلية الاسرائيلية المزمع افتتاحها في أبوظبي، وان مبعوثين اسرائيليين سيزورون دولاً عربية اخرى "توافق على استقبالهم" حاملين رسائل من وزير الخارجية سلفان شالوم تعتبر التصديق على خطة "فك الارتباط" انجازاً يقود الى تحقيق السلام ما يستدعي تحسين العلاقات بين اسرائيل والعالم العربي على غرار ما حصل على جبهة العلاقات بين اسرائيل من جهة وأوروبا والأمم المتحدة من جهة اخرى. وذكرت "هآرتس" ان المبعوثين سيتوجهون أولاً الى كل من قطر والمغرب البحرين وتونس وعُمان "التي تقيم علاقات سرية مع اسرائيل من دون ان تكون علاقات ديبلوماسية رسمية" وانه يُدرس امكان ايفاد مبعوثين آخرين الى دول عربية اخرى. وأضافت ان الامارات أبدت موافقتها على فتح ممثلية اسرائيلية يدرج في كادر موظفيها ديبلوماسيون اسرائيليون لكن يُتعامل معها على انها مكتب للمصالح التجارية تابع لشركة اجنبية، وان مسؤولين اماراتيين اشترطوا أن يبقى ذلك الأمر سريا. ونقلت الصحيفة عن أوساط سياسية ان ثمة تقدماً طرأ على العلاقات بين اسرائيل والسودان وان اتصالات أولية جرت بين الطرفين بواسطة رجال أعمال يهود. الى ذلك، اضاف المسؤول الاسرائيلي ذاته ان الولاياتالمتحدة وأوروبا ودولاً عربية تجري اتصالات مع اسرائيل لثنيها عن هدم منازل المستوطنين المزمع اجلاؤهم، لكنه رفض التطرق الى موقف اسرائيل من هذا الطلب، وأعرب عن خشيته من ان يؤدي الكشف عن التقدم في الاتصالات مع الدول العربية الى "خطوات الى الوراء"، كما حصل حين كُشف عن اتصالات اسرائيلية - ليبية في أوروبا العام الماضي. ولم يستبعد مراقبون ان يكون قريبون من وزير الخارجية وراء التسريب عن هذه الاتصالات في اطار جهوده لإجهاض احتمال استبداله بزعيم حزب "العمل" شمعون بيريز في حال انضمامه الى حكومة "وحدة وطنية".