في الوقت الذي لاحت فيه بوادر توتر حقيقي في افق العلاقات الاسرائيلية - الاميركية على خلفية بناء "الجدار الفاصل" الذي كرر الرئيس جورج بوش وصفه بأنه "مشكلة"، أعربت مصادر اسرائيلية عن قلقها ازاء التدهور الذي طرأ على علاقات الدولة العبرية مع دول العالم، بما في ذلك الاتحاد الاوروبي الذي يحاول وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد سلفان شالوم ترميم العلاقات معه منذ توليه منصبه الجديد بداية العام الحالي. وفي مقال له، اكد المحلل الاسرائيلي الوف بن ان سياسة عزل الرئيس ياسر عرفات التي اتبعتها الحكومة الاسرائيلية ورئيسها ارييل شارون ووزير خارجيته سلفان شالوم منذ ايار مايو الماضي "الحقت اذى بعلاقات اسرائيل الديبلوماسية". وكانت اسرائيل اتخذت قراراً بمنع مسؤوليها من استقبال قادة العالم او مبعوثيهم الديبلوماسيين اذا ما التقوا الرئيس الفلسطيني في مقره في رام الله حيث يحاصر منذ نحو عامين. واشار الكاتب الى ان المبعوث الاوروبي الجديد للشرق الاوسط مارك اتوى الذي خلف ميغيل انخيل موراتينوس "عالق في بروكسيل من دون ان يعرف متى سيتوجه الى منطقة الشرق الاوسط"، بسبب رفض الاتحاد الاوروبي الخضوع للاملاءات الاسرائيلية بعدم زيارة عرفات اذا ما رغب مسؤولوه بلقاء المسؤولين الاسرائيليين بمن فيهم شارون وشالوم اللذان يعتبران عزل عرفات حسب تعبير الكاتب "جوهرة في تاج علاقاتهم الخارجية". واوضح المحلل الاسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية ان اسرائيل بمنعها عددا من قادة العالم، بمن فيهم رؤساء حكومات، من زيارة المنطقة واجراء محادثات مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين حصدت "نتائج عكسية"، اذ يمتنع عدد كبير من هؤلاء عن زيارة المنطقة بسبب الشروط الاسرائيلية، مشيراً الى ان طلبات المسؤولين الاجانب لزيارة الشرق الاوسط "متكدسة"، وان اسرائيل رفضت استقبال رئيس الوزراء السويدي غورن بيرسون ووزراء خارجية روسيا والنروج والدانمارك، وحتى مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي قال انه يرغب في اقامة علاقات اكثر قرباً مع اسرائيل لكنه "يواجه صعوبات في ترتيب موعد زيارة له". كما رفض المسؤولون الاتراك، وكذلك المبعوث الياباني الخاص للشرق الاوسط، الشروط الاسرائيلية للقيام بمهامهم الديبلوماسية. واكدت الصحيفة الاسرائيلية ان موقف الحكومة الاسرائيلية ما زال على حاله وانها تطالب الاوروبيين وغيرهم بالخروج ب"حل خلاق". وفيما يقلق هؤلاء من تأثير سياسة ابعادهم القسري عن الساحة السياسية في الشرق الاوسط على الدور الذي يحاولون لعبه في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، ترى اسرائيل ان موقف اوروبا ينبع من سعيها الى بناء دور "مستقل وبعيد" عن خط سياسة واشنطن التي تقاطع الرئيس الفلسطيني، كما ترغب اسرائيل، ولا تقبل بالتوضيحات الاوروبية بأن زيارة عرفات ليست الا "زيارات ادبية". وكان شالوم واجه في جولته الاوروبية الاخيرة موقفاً اوروبياً منتقداً لسياسة اسرائيل في هذا الشأن، اذ نقل عن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان قوله لنظيره الاسرائيلي ان "اسرائيل الواحدة يجب ان تصنع السلام مع فلسطين واحدة"، رافضاً التفريق بين عرفات ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن.