في عام 1998 التقى منتخبا فرنساوكرواتيا في نصف نهائي كأس العالم، وفاز الفرنسيون 2-1 وتوجوا بعدها أبطالاً للمونديال للمرة الأولى في التاريخ. وفي ملعب ليريا يلتقي منتخبا فرنساوكرواتيا مساء 17 حزيران يونيو في المرحلة الثانية للمجموعة الثانية في البطولة الأوروبية الثانية عشرة التي تنظمها البرتغال والفائز من تلك المباراة يقطع نصف الطريق إلى عبور الدور الأول نحو ربع النهائي. وتضم المجموعة معهما منافساً عنيداً وهو المنتخب الإنكليزي المرشح أيضاً لدخول المنافسة على اللقب، والطرف الرابع بعيد تماماً عن الأضواء وعن المنافسة وهو منتخب سويسرا. ووضعت مكاتب المراهنات منتخبي فرنسا وإنكلترا للتأهل في المركزين الأول والثاني، تليهما كرواتيا ثم سويسرا، ومنح المراهنون النسبة الأعلى لمنتخب فرنسا لإحراز اللقب. ولغة الأرقام تؤكد الترشيحات على مستوى المجموعة والبطولة لأن منتخب فرنسا هو حامل اللقب عام 2000 وهو بطل كأس القارات عام 2003 وصفوفه عامرة بالنجوم المتألقة عالمياً وأوروبياً، وعلى رأسهم زين الدين زيدان أحسن لاعب في العالم في 2003 وتييري هنري الفائز بالحذاء الذهبي في أوروبا عام 2004 والنجم الأول في الكرة الإنكليزية ومعهما باتريك فييرا أحسن لاعب وسط مدافع. ولكن الإنكليز لديهم الأكفاء بيكهام وأوين وفرديناند أيضاً. ما أكثر الضغوط التي تحيط بالمنتخب الفرنسي ولاعبيه قبل البطولة، الترشيحات وضعتهم في الصدارة لإحراز الكأس" وهو الأمر الذي يجعل كل مباراة لديهم نهائياً خاصاً، ولا بديل عن الفوز من البداية إلى النهاية. الفرنسيون هم حاملو اللقب، وهو حافز ضخم لكل منتخب يواجههم لإحراز الفوز على البطل السابق، وهي بطولة خاصة خارج المسابقة. المنتخب الأزرق مكتظ بالنجوم الموهوبين الذين يتعرضون لمعاملة خاصة من المدافعين سواء بالرقابة اللصيقة أو الخشونة الزائدة. ذكريات الخسارة المؤلمة في مونديال 2002 والخروج من الدور الأول تطارد اللاعبين، ومسؤولية المدرب جاك سانتين عملاقة لمواجهة هذا الضغط النفسي الكبير الذي لا يمكن إزاحته بسهولة. الإرهاق الشديد أصاب كل اللاعبين بعدما امتد الموسم لناديي مرسيليا وموناكو حتى المباراتين الأخيرتين في كأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا، وانتهى الموسم في الدول الكبرى في منتصف أيار مايو الماضي، وخرج اللاعبون في حالة إعياء ونفور من كرة القدم. الخسائر المتتالية التي لاحقت اللاعبين في أنديتهم كانت مؤلمة جداً" موناكو خسر دوري الأبطال ومرسيليا سقط في كأس الاتحاد، ونجوم تشلسي خسروا كل شئ، وهو ما حدث في ريال مدريد الإسباني، ولم يبق من الفائزين سوى حفنة مع أرسنال ومانشستر يونايتد في إنكلترا وليون في فرنسا. وأخيراً بقي الضغط على سانتين الذي تحكمه قوانين كرة القدم بإشراك 11 لاعباً فقط في تشكيلته الأساسية عند بدء المباراة، وهو في حيرة أمام 16 لاعباً على أرفع مستوى، ويتمناهم أي مدرب في العالم، وإشراك سيلفستر يظلم ليزارارزو وسانيول وغالاس يتنازعان مركزاً واحداًَ. والنجم سيلفيان ويلتورد لن يكون أساسياً، وأحسن لاعبي أوروبا في يسار الوسط لودوفيتش غيلي لا يجد مكاناً في وسط الملعب. وفي مواجهة كل تلك الضغوط لجأ سانتين إلى الهروب الكامل، ونظم معسكراً لفريقه لمدة أسبوع كامل في منتجع لاغراند مون على شاطئ البحر المتوسط، وسمح لكل اللاعبين باستقدام زوجاتهم وأطفالهم والإقامة الكاملة معهم طوال المعسكر، وخصص معظم التدريبات للعناصر الترفيهية وجوانب الهدوء والاسترخاء. ولن يدخل اللاعبون إلى أجواء الجدية إلا قبل 9 أيام من البطولة ومع انتقال المعسكر إلى كلير فونتين المقر الرسمي الدائم للمنتخب وخروج الزوجات والأطفال نهائياً. والفرنسيون حققوا نتائج ممتازة في العام الأخير، وهم لعبوا 14 مباراة متتالية في نعيم الانتصارات - عادلوا رقماً عالمياً - وتعادلوا في المباراة رقم 15 في هولندا، وعاشوا أكثر من 12 ساعة متتالية بلا هدف في مرماهم.