المكان: ملعب النور "ستاديو لا لوز" في العاصمة البرتغالية لشبونة. الزمان: الأحد 13 حزيران يونيو 2004، اليوم الثاني لبطولة أوروبا لكرة القدم. الحضور: 65 ألف متفرج يتقدمهم رئيس الاتحاد الأوروبي لينارت يوهانسون. الحكام: طاقم ألماني بقيادة ماركوس ميرك. الفريقان: منتخب فرنسا حامل اللقب والمرشح الأول للفوز باللقب ومنتخب إنكلترا المجدد ومعه طموحات شعب كان له الفضل في ظهور كرة القدم الحديثة. المدربان: الفرنسي جاك سانتين في مهمته الأخيرة مع منتخب بلاده بعد عامين من العمل الناجح حقق خلالها كأس القارات في ملعبه عام 2003، ولم يخسر أي مباراة منذ آذار مارس 2003 ولم تهتز شباكه بأي هدف في 1040 دقيقة، والعجيب أنه سيترك المنتخب برغبته للعمل في إنكلترا مدرباً لنادي توتنهام هوتسبيرز في لندن. والسويدي سفين غوران إريسكون أول مدرب أجنبي في تاريخ منتخب إنكلترا، ويعمل للعام الثالث على التوالي، وعقده ممتد حتى عام 2008 للحيلولة دون إغراءات وضغوط الأندية الفنية من استقطابه، ولم يخسر المنتخب الإنكليزي على يديه إلا مباراة واحدة في ربع نهائي مونديال 2002 أمام البرازيل 1-2. الطرفان غنيان بأشهر وأمهر لاعبي العالم، المنتخب الفرنسي يضم زين الدين زيدان الفائز بالكرة الذهبية عام 1998 وأحسن لاعب في العالم 3 مرات آخرها 2003 .. وزميله المهاجم تيري هنري الفائز بالحذاء الذهبي لهداف أوروبا الأول موسم 2003-2004 ونال ألقاب كثيرة لأحسن لاعب في أوروبا والعالم 2003، ومعهما باتريك فييرا أحسن لاعب وسط مدافع في العالم، والثنائي روبرت بيريس وديفيد تريزيغيه. والمنتخب الإنكليزي لديه ديفيد بيكهام كابتن الفريق واللاعب الأكثر حباً في العالم بين الجماهير، وزميله المهاجم مايكل أوين أحسن لاعب في أوروبا والفائز بالكرة الذهبية عام 2001، ومعهما نجوم الوسط الموهوبون فرانك لامبارد وستيفان غيرارد وبول سكولز، والمهاجم الصغير الرائع واين روني. أحداث وتصريحات المدرب سانتين سعى إلى تهدئة لاعبيه وجمهوره قبل المباراة وقال: لماذا نعطي المباراة كل تلك الأهمية؟.. وهي في البداية والنهاية مباراة في مجموعة ونتيجتها لن تؤثر على اللقب، رغم أهمية المباراة الأولى لكل منتخب إلا أن الأمر زاد عن حده جداً، واللاعبون معروفون جيداً والفريقان مثل الكتاب المفتوح، ولا أميل للقول الذي يرشح فرنسا للفوز أو يعطي للاعبيه هامشاً من التفوق النفسي لأنهم الأبطال والمرشحون أو لأنهم قادوا أرسنال لبطولة الدوري الإنكليزي بلا هزيمة، بل الأمر يمكن أن ينقلب عكسياً لمصلحة الإنكليز وتزداد حماستهم جداً. والمدرب إريكسون قال: المباراة ستكون صعبة جداً على الجانبين والتعادل يبدو قريباً بل ومقنعاً للطرفين، ولا أنكر أن المنتخب الفرنسي يضم عدداً من أفضل لاعبي العالم فنياً وعلى صعيد الخبرة، ولديهم الإدراك الكامل بالكرة الإنكليزية وزملائهم في الأندية الإنكليزية، ولكننا أيضاً تغيرنا تماماً خلال السنوات الأخيرة، وأصبح منتخبنا قادراً على تحقيق الفوز على أي منتخب آخر في أي زمان ومكان، ولا نخشى أحداً، وطموحنا الوحيد هو إحراز البطولة، وهو الطريق الذي يبدأ بالطبع الليلة. المنتخب الفرنسي أنهى استعداداته للبطولة بفوز محدود في باريس على أوكرانيا بهدف متأخر لزين الدين زيدان في الدقيقة 88، وعلى العكس تفوق الإنكليز بسهولة وجدارة على آيسلندا 6-1 في مانشستر وقدم لاعبوها عرضاً بديعاً في الفاعلية الهجومية. وحرص سانتين في مباراة أوكرانيا على تثبيت تشكيلته المرشحة للبطولة الأوروبية ولم يجر تغييرات إلا في الدقائق الوسطى من الشوط الثاني، وعلى العكس أيضاً أشرك إريكسون التشكيلة الأساسية في الشوط الأول ضد آيسلندا وتقدمت 3-1 وبعدها أشرك التشكيلة الاحتياطية من 11 لاعباً مختلفاً في الشوط الثاني وفازت أيضا 3-صفر. وغاب عن الفرنسيين في مباراة أوكرانيا الأساسيان كابتن الفريق المدافع مارسيل ديسايي ولن يلحق أيضاً بمباراة الليلة والمهاجم ديفيد تريزيغيه واشتراكه مؤكد، وغاب عن الإنكليزي قلب الدفاع الأساسي جون تييري للإصابة ولن يتمكن من اللحاق بالمباراة. وكانت قائمة الغائبين عن القائمة الإنكليزية ضمت الثلاثي ريو فرديناند أحسن المدافعين لإيقافه محلياً وزميله المدافع ساوث غيت لعدم شفائه الكامل والمدافع الثالث وود غيت للإصابة. ولم تشمل قائمة فرنسا اللاعبين غيلي للإصابة وسيسيه للإيقاف الأوروبي وأنيلكا لخلافه مع الاتحاد. صراع الوسط منطقة الوسط هي منطقة الصراع الحقيقي في مباراة الليلة، والمنتخب الأقدر على السيطرة والتمرير بنجاح في الوسط سيمتلك الفرصة لفتح الثغرات وخلق المساحات في دفاع منافسه. والفريقان هما الأفضل عالمياً في وسط الملعب وكلاهما يضم 4 من أفضل اللاعبين ويلعبان بنفس الطريقة، لاعبان للارتكاز ولاعبان نحو جانبي الملعب مع قيامهما بالاختراق الطولي في الجناح أو الانشطار إلى الداخل نحو منطقة الجزاء لدعم الهجوم. باتريك فييرا وكلود ماكليلي يمثلان الركيزة الدفاعية المهمة التي تستقبل الهجمات الإنكليزية السريعة، وهما مميزان جداً في عمليات الضغط على المنافس واستخلاص الكرة، ويتميز فييرا عن ماكليلي بالقدرة على الانطلاق بالكرة في العمق، وروبرت بيريس يتحرك أكثر إلى اليمين وكراته العرضية بالغة الخطورة ويجيد المتابعة أيضاً، ويبقى الفنان زيدان بتمريراته واختراقاته ومراوغاته وألعابه غير المتوقعة. والجانب الإنكليزي يضم فناناً أيضاً ديفيد بيكهام في اليمين وهو الأفضل عالمياً في إرسال الكرات العرضية من الحركة أو الثبات وتسديداته من الركلات الحرة لها نسبة عالية من الأهداف، وفي اليسار يوجد بول سكولز الأخطر على المرمى في الكرات الساقطة أو الحائرة داخل منطقة الجزاء، ويمثل الثنائي ستيفان غيرارد وفرانك لامبارد عنصري الارتكاز الدفاعي وكلاهما له ميول هجومية كبيرة. التقى المنتخبان من قبل في 35 مباراة دون أي لقاء في البطولة الأوروبية، وفاز الإنكليز 23 مرة آخرها في فرنسا عام 1997 بهدف نظيف وفاز الفرنسيون 7 مرات آخرها عام 1999 في لندن 2-صفر وانتهى لقاؤهما الأخير في باريس عام 2000 بالتعادل 1-1 في مهرجان وداع إيشان وبلان. ويبلغ متوسط سن لاعبي فرنسا الليلة 28 عاماً مقابل 25 عاماً و 6 أشهر للإنكليز.