منح صانع ألعاب فرنسا المتألق زين الدين زيدان منتخب بلاده حامل اللقب فوزا دراماتيكيا على إنكلترا 2-1 عندما سجل هدفيه في الوقت بدل الضائع من ركلتين ثابتتين، بعد أن تقدمت إنكلترا بهدف لفرانك لامبارد 38. وبات زيدان أول لاعب يسجل ثنائية في البطولة فتصدر لائحة الهدافين. ونجحت فرنسا في الوقت ذاته في تحقيق أول فوز لها على إنكلترا في بطولة كبرى، وتدين فرنسا بالفوز أيضا إلى حارس مرماها فابيان بارتيز الذي أبقاها في المباراة عندما تصدى ببراعة لركلة جزاء سددها قائد إنكلترا ديفيد بيكهام قبل نهاية المباراة ب18 دقيقة وكانت نقطة تحول في المباراة. وتصدرت فرنسا ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط بفارق نقطتين أمام كرواتياوسويسرا اللتين تعادلتا صفر-صفر مقابل لا شيء لإنكلترا. بدأ المنتخب الإنكليزي المباراة بشكل جيد وتبادل لاعبوه الكرة بثقة عالية معتمدين على تمريرات قصيرة لكن الدفاع الفرنسي الخبير كان يقظا وقطع التموين باتجاه واين روني ومايكل أوين. وكان المنتخب الفرنسي الأكثر استحواذا على الكرة لكن مهاجمه تييري هنري كان غائبا تماما عن مجريات اللعب خصوصا في الشوط الأول. وتركزت معظم الهجمات الفرنسية على الجهة اليمنى التي يشغلها روبير بيريس لكن الأخير واجه خصما عنيدا هو زميله في صفوف أرسنال إشلي كول. وأطلق المنتخب الإنكليزي الرصاصة الأولى عندما احتسب الحكم ركلة حرة إثر إعاقة بيكهام على الجهة اليمنى فانبرى لها بنفسه بطريقة متقنة ليتطاول لها فرانك لامبارد برأسه وسط غابة من المدافعين داخل الشباك لم يحرك لها فابيان بارتيز ساكنا. وقام روني بمجهود فردي رائع فانتزع الكرة من ليليان تورام في منتصف الملعب ثم راوغ سيلفستر متوغلا داخل المنطقة فأعاقه الأخير فلم يتردد الحكم الألماني ماركوس ميرك في احتساب ركلة جزاء سددها بيكهام بقوة لكن زميله السابق في مانشستر يونايتد بارتيز تصدى لها ببراعة منقذا منتخب بلاده من السقوط بالضربة القاضية 72. وطرق المنتخب الفرنسي المرمى الإنكليزي مرارا وتكرارا في الدقائق العشر الأخيرة لكن الدفاع الإنكليزي صمد حتى الوقت بدل الضائع عندما ارتكب إميل هيسكي مخالفة بحق فييرا على مشارف المنطقة فاحتسب الحكم ركلة حرة سددها الاختصاصي زيدان داخل الشباك وعجز جيمس عن التصدي لها. وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة ارتكب ستيفن جيرارد خطأ آخر عندما حاول إرجاع الكرة باتجاه حارسه لكن هنري انتبه لها وانقض عليها قبل زن يعيقه جيمس فأشار الحكم إلى نقطة الجزاء ونجح زيدان في ترجمتها وسط فرحة هستيرية في المدرجات. زيدان وقال زين الدين زيدان إن المباراة كانت واحدة من أفضل المباريات التي لعبها في حياته، "إنها بالتأكيد واحدة من أحسن المباريات التي لعبتها إلى جانب مباريات أوروبا 2000"، مشيرا إلى البطولة الماضية التي فازت بها فرنسا. وأضاف "لم نتوقع مثل هذا التحدي الصعب من جانب الإنكليز ولكننا أثبتنا أن لا شيء ينتهي قبل صافرة النهاية. الفوز على هذا النحو يعزز بوضوح معنوياتنا". وعن التشابه بين الهدفين اللذين سجلهما في نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم 1998 عندما فازت فرنسا على البرازيل 3- صفر قال زيدان: "لا يوجد تشابه، الليلة كنا مهزومين 1-صفر ونجحنا في العودة لنخطف الفوز. في عام 1998 كنا متقدمين". وأشاد زيدان الذي اختير أحسن لاعب في المباراة بحارس مرمى منتخب بلاده فابيان بارتيز الذي صد ركلة الجزاء التي سددها ديفيد بيكهام كابتن المنتخب الإنكليزي في الشوط الثاني. وقال: "فابيان هو الذي أحدث الفرق وسمح لنا بالبقاء مهزومين 1- صفر وأعطانا إمكانية الاستمرار في الإيمان بفرصنا، المباراة لم تكن تسير معنا وفي النهاية فإنها نتيجة إيجابية. لقد عانينا ولكن قلبنا الوضع". ورأى المدير الفني للمنتخب الفرنسي جاك سانتيني لاعبيه يستعيدون الزمام ليسرقوا الفوز بهدفين لزيدان في الوقت بدل الضائع، وقال: "ما أريد أن أشير إليه هو أن الفريق قوي وطموح، إنهم يعيشون معا بشكل طيب وإذا كان لدى أحد شكوك فقد قدموا أفضل رد في الملعب، سيطرنا بصبر على المباراة في الشوط الثاني ولكن ركلة الجزاء التي صدها فابيان ساعدتنا على تفادي الانهيار نفسيا وبدنيا، قلنا دائما إننا مستعدون للبطولة وقدم اللاعبون أحسن رد ممكن الليلة ولدي ثقة كبيرة في هذا الفريق". من جهته أكد مدرب إنكلترا السويدي زفن غوران إريكسون أن فريقه "سيبقى مرفوع الرأس برغم الخسارة، وستبقى رأسنا مرفوعة برغم الخسارة، سنستأنف تدريباتنا وأنا متأكد من أننا سنبلغ ربع النهائي". وأضاف "إذا أعيدت هذه المباراة فلن أغير خطتي التكتيكية، وسأطلب فقط من اللاعبين البقاء أكثر تركيزا في الدقائق الثلاث الأخيرة، لم نكن محظوظين على الإطلاق وأعتقد أننا لعبنا بطريقة تكتيكية رائعة وكنا مسيطرين على مجريات اللعب، كنت متأكدا من الفوز في الدقائق الأخيرة لأن المنتخب الفرنسي افتقد الأفكار، لكننا حتى التعادل لم يتحقق لنا". بيكهام اعتبر قائد منتخب إنكلترا لكرة القدم ديفيد بيكهام أن فريقه لا يستحق ما حصل له عندما سقط أمام نظيره الفرنسي وقال بيكهام: "لا نستحق ما حصل في الدقائق الأخيرة من المباراة، كنا الأجدر بالفوز لأننا قدمنا مباراة رائعة، ربما لو نجحت في تسجيل ركلة الجزاء لكنا خرجنا فائزين وأنا أتحمل المسؤولية، سددت الكرة بطريقة رائعة لكن بارتيز تصدى لها ببراعة". الصحف الفرنسية واعتبرت الصحف الفرنسية الصادرة أمس أن فوز فرنسا على إنكلترا 2-1 أمر لا يصدق وكالت المديح لصانع ألعاب المنتخب وقائده زين الدين زيدان صاحب الهدفين. وجاء تحت عنوان عريض في صحيفتي "ليكيب" الواسعة الانتشار و"لو باريزيان": "إنه أمر لا يصدق". وأضافت الأخيرة "زيدان يرسل فرنسا إلى الجنة"، من دون أن تنسى توجيه التحية إلى الحارس فابيان بارتيز الذي لعب دورا حاسما أيضا عندما تصدى لركلة جزاء انبرى لها ديفيد بيكهام عندما كانت النتيجة 1-صفر في مصلحة الإنكليز. وقالت "ليكيبش" إن زيدان بتسجيله هدفين في الوقت بدل الضائع، منح فوزا غير منتظر لفرنسا على إنكلترا. وذكرت تحت عنوان "يا رب احفظ زيدان" في إشارة إلى النشيد الوطني الرنكليزي وعنوانه "يا رب احفظ الملكة". لكن الصحيفة الفرنسية أشارت أيضا إلى أن المنتخب الفرنسي وقف عاجزا عن اختراق الدفاع الإنكليزي ولم يقدم أداء جيدا. وزضافت "حقق بارتيز وزيدان المعجزة، إنهما خالدان" وأشارت "ليبيراسيون" إلى أن ما حصل هو "نهاية تعجيزية للمنتخب الفرنسي"، وأضافت "وجد زيدان المفتاح الإنكليزي وأنار ضوء زيدان الأفق الفرنسي الذي كان مسدودا". وختمت "كنا نستعد لتكرار الذكرى الحزينة للخسارة أمام السنغال في مونديال 2002، وإذ بنا نشهد إعادة لما حصل في نهائي كأس الأمم الأوروبية الأخيرة ضد إيطاليا". سويسرا - كرواتيا نجح المنتخب السويسري بعشرة لاعبين فقط في تحقيق تعادل ثمين من دون أهداف مع نظيره الكرواتي على استاد ماغالايش بيسوا في مدينة ليريا في افتتاح لقاءات المجموعة الثانية. وحصل كل فريق على نقطة واحدة وتصدر ترتيب المجموعة في انتظار المباراة المرتقبة بين المنتخبين الفرنسي حامل اللقب والإنكليزي التي تقام في وقت لاحق في ثاني لقاءات المجموعة. وشهدت المباراة ثاني حالة طرد في البطولة وكانت من نصيب يوهان فوجيل لاعب خط وسط المنتخب السويسري للحصول على إنذارين. وجاءت المباراة متوسطة المستوى في مجملها لتؤكد أن مهمة الفريقين ستكون صعبة للغاية في هذه المجموعة. ووضح منذ البداية حرص الفريقين على تحقيق الفوز باكرا بعد أن استوعبا الدرس جيدا من مباراتي المجموعة الأولى التي أقيمتا السبت وكانت البداية لصالح المنتخب الكرواتي إذ حصل لاعبه تومو سوكوتا على ضربة حرة خارج منطقة جزاء الفريق السويسري مباشرة لكن الحارس السويسري يورج ستايل أمسك الكرة بثبات. وحصل السويسري يوهان فوغيل على أول إنذار في المباراة للخشونة مع نيكو كوفاتش. وسنحت الفرصة أمام المهاجم السويسري هاكان ياكين حيث وجد الطريق أمامه خاليا فسدد كرة قوية تصدى لها حارس المرمى الكرواتي توميسلاف بوتينا. وحصل دادو برسو مهاجم المنتخب الكرواتي على إنذار بسبب السقوط داخل منطقة الجزاء مدعيا العرقلة.