سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قائدها في جنين يؤكد استعدادها لوقف العمليات اذا انسحبت قوات الاحتلال ."كتائب الأقصى" تطالب السلطة ب"حل جذري" لأوضاع مقاتليها وإقصاء "الفاسدين" عن موقع القرار
طالب القادة الميدانيون في حركة "فتح" السلطة الفلسطينية بالعمل من أجل "حل جذري وحقيقي" لمشكلتهم، بما يعيد لهم حقوقهم التنظيمية والاعتبارية كاملة". ويأتي هذا رداً على قرار اللجنة المركزية لحركة "فتح" تشكيل لجنة خاصة للبحث في اوضاع "كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية للحركة، في ضوء ما كشف عنه قادة الحركة ل"الحياة" من اوضاع مأسوية يعيشها خصوصاً المطاردون منهم من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلي واتهامهم للصف الاول في القيادة الفلسطينية ب"التخلي" عنهم. واكد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أمس ان السلطة الفلسطينية ستبحث في موضوع توفير الحماية لهؤلاء مع اسرائيل واللجنة الرباعية الدولية. حذرت كتائب شهداء الاقصى، الذراع العسكرية لحركة "فتح" من "خطورة التلاعب بالالفاظ واطلاق التصريحات غير المسؤولة"، مشيرة الى ان "مسيرة بيع وشراء الذمم لم تكن أبداً ضمن حساباتها". وطالبت "كتائب الأقصى" في بيان وصلت نسخة منه الى "الحياة" بتشكيل "لجان جادة ومسؤولة لتقييم الواقع التنظيمي والوطني ودراسة اسباب هذا الإنهيار الخطير الذي يجتاح ساحتنا الحركية والوطنية... وصولا الى اعتماد منهجية جديدة تضمن احداث التغيير المنشود واقصاء الفاسدين والمنحرفين عن مواقع السلطة وصنع القرار". واشار البيان الى تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع بالقول "ان الكتائب لم تشك لاحد سوء الاوضاع المعيشية لابنائها، فتلك واقع عام شديد المرارة والالم يعيشه كل ابناء شعبنا". واكد البيان ان "ابناء الكتائب الذين ما زالوا على درب التضحية والنضال مشاريع للشهادة ليس لهم اهتمام سوى المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وحقه في الحياة الكريمة ومجتمع العدالة والقانون وحقه في ممارسة كل اشكال النضال والمقاومة حتى رحيل الاحتلال وقطعان مستوطنيه". ودعا عضو اللجنة الحركية العليا ل"فتح" منسق الهيئة العليا لمتابعة شؤون المعتقلين على مستوى الضفة عبدالرحمن الشوملي القيادة الفلسطينية الى تقديم "حلول جدية وجذرية" تعالج اوضاع مقاتلي حركة "فتح" في "كتائب شهداء الاقصى" وكوادرها الناشطة ميدانيا. جاءت اقوال الشوملي في تصريح خاص ل"الحياة" تعقيبا على قرار اللجنة المركزية ل"فتح" تشكيل لجنة "لبحث اوضاع كتائب شهداء الاقصى" خلال اجتماع ليلة الاحد ترأسه الرئيس الفلسطيني وشارك فيه رئيس الوزراء واعضاء مركزية "فتح". وشدد الشوملي على ضرورة ان "لا تكون اللجنة شكلية وان يتم تشكيلها من أشخاص ضالعين وعارفين في شؤون الكتائب ومن كوادرها الذين هم أدرى بأوضاعهم"، مشيرا الى ان "الكتائب لن ترضى بأي محاولة للالتفاف على هذا الملف لاسكات الاحتجاجات المتصاعدة في صفوفها ولن يوافقوا على ان يتحدث باسمهم من لا يمثلهم". وقال "لا نريد لهذه اللجنة ان تكون شكلية وتنضم الى لجان سابقة لم تحقق شيئاً". واوضح رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء في رده على سؤال ل"الحياة" ان "اللجنة ستتكون من اعضاء في اللجنة الحركية العليا ل"فتح" وعدد من الوزراء المعنيين". وقال في مؤتمر صحافي عقد في ختام الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء ومجلس الامن القومي الاعلى في مقر الرئيس الفلسطيني المقاطعة في رام الله، ان السلطة "لا تخشى أحداً" في ما يتعلق بقرارها التعاطي مع "كتائب الاقصى". وكان يرد بذلك على سؤال حول ردود فعل اسرائيلية محتملة بهذا الخصوص. وزاد: "هؤلاء هم مناضلون حقيقيون قدموا وضحوا وهم في الخندق ايضا. هم من افرازاتنا ويجب توفير الحماية لهم من جهة، وتوفير الضمانات الاقتصادية لهم من جهة اخرى". وتنشط "كتائب الاقصى" التي تشكلت في ظل الانتفاضة ضمن جماعات ولا تتبع لقيادة مركزية واحدة. غير ان عددا من قادتها الميدانيين برزوا على مستوى المحافظات المدينية او الريفية. وكشفت مصادر ل"الحياة" ان العمل جار على توحيد قطاعات من هذه الكتائب في هيكلية واحدة لتنسيق مطالبها وتنظيم صفوفها. من جهة اخرى، اعلن زكريا الزبيدي قائد "كتائب الاقصى" الفتحاوية في جنين الذي نجا أول من امس من محاولة اغتيال جديدة ان "الكتائب" على استعداد لوقف العمليات العسكرية في حال انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من جنين. وقال الزبيدي في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية انه سيواصل القتال طالما بقي الجيش الاسرائيلي في منطقة جنين، موضحا "انهم يدخلونها لقتلي ولن أرفع يدي مستسلما ابدا. ولكن اذا انسحب الجيش الاسرائيلي من جنين وغادرها من دون عودة فسنوقف مقاومتنا في جنين وسنقنع "الجهاد الاسلامي" و"حماس" بالتوقف عن العمليات بما في ذلك الخروج من جنين لتنفيذ عمليات تفجيرية". وقال الزبيدي: "اذا طلبت منا رام الله في اشارة الى مقر القيادة الفلسطينية التوقف فسنتوقف واذا طلبت الانضمام الى الاجهزة الامنية فلا توجد معارضة. ولكن يجب على الجيش الاسرائيلي ان يرحل عن منطقة جنين". وكشف الزبيدي ان السلطة تجري اتصالات بهدف التوصل الى وقف اطلاق نار متبادل في حال تنفيذ اسرائيل انسحابها من قطاع غزة واربع مستوطنات في منطقة جنين.