تصاعدت حدة التوتر في الاراضي الفلسطينية امس مع مقتل اربعة فلسطينيين عشية الانتخابات لزعامة حزب ليكود الاسرائيلي. وكان بين الاربعة الذين سقطوا قياديان ميدانيان هما قائد كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة "فتح" في مخيم جنين والآخر رفيق له من قياديي الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس. راجع ص 4 و5 وعلى رغم هذا التصعيد الذي اقترن بتهديدات انتقام فلسطينية بشن عمليات داخل اسرائيل، واتهام من السلطة الفلسطينية للحكومة الاسرائيلية بالسعي الى تخريب الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس" وصولاً الى "رؤية" سياسية موحدة. ودعا رئيسا المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء والبرلمان الاسرائيلي الكنيست ابراهام بورغ في ختام اجتماع بينهما امس في القدسالشرقية الى عودة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات. إلا ان قريع وبورغ نفيا ان يكون لاجتماعهما اي علاقة بالانتخابات الاسرائيلية المقرر اجراؤها في 28 كانون الثاني يناير 2003. من جهة اخرى اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مقابلات مع صحف عبرية امس السلطة الفلسطينية ومصر والأردن، "التي تريد تشرذمنا"، بمحاملة التأثير في الانتخابات الاسرائيلية، ملمحاً الى التهنئة التي بعث بها الرئيس المصري حسني مبارك الى الزعيم الجديد لحزب العمل عمرام متسناع وامكان دعوته لزيارة القاهرة قبل الانتخابات والى تصريح لوزير خارجية الأردن فسره قريبون من شارون بأنه دعم لمرشح العمل. ونقلت صحيفة "معاريف" عن هؤلاء قول شارون ان الاجتماعات التي تشهدها القاهرة بين حركتي "فتح" و"حماس" لوقف الهجمات المسلحة تستهدف اساساً دعم متسناع. ولاقت دعوة امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن اخيراً الى وقف عسكرة الانتفاضة الفلسطينية ردود فعل غاضبة واستياءً داخل اوساط "فتح"و"الجهاد" و"حماس". وقال امين سر مرجعية حركة "فتح" في الضفة الغربية حسين الشيخ ل "الحياة" تعقيبا على حديث "ابو مازن" الى اعضاء اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة والذي نشرته "الحياة" في عددها الصادر الثلثاء ان الانتفاضة الفلسطينية "قرار شعبي ... ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال". ووجد جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كلام "ابو مازن" "دعوة صريحة للاستسلام للشروط الاميركية والإسرائيلية". اما الدكتور محمد الهندي أحد قياديي "الجهاد الإسلامي" فاعتبر ان "ابو مازن يريد أن يعيدنا إلى نفق أوسلو المظلم". وانتقد إسماعيل أبو شنب احد قياديي "حماس" حديث "ابو مازن" معتبرا ان "السلام المزعوم شيء وهمي لا يمكن أن يتحقق من دون قوة، ولا يمكن للحق الفلسطيني أن يسترجع من دون قوة".