عشية الحرب الاميركية - البريطانية المتوقعة بين ساعة واخرى على العراق، قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي 12 فلسطينياً وجرحت واعتقلت عشرات آخرين. وأرجأ المجلس التشريعي الفلسطيني الى اليوم استكمال مناقشاته بشأن صلاحيات ومهمات رئيس الوزراء الذي تقرر تعيينه، وذلك بسبب خلافات بين النواب على تعديل مقترح تقدم به الرئيس ياسر عرفات. وفي غضون ذلك، نقلت مصادر اعلامية عن رئيس الوزراء الاسرائيلي تصريحاً اول من امس يعلن فيه نيته ضم منطقة غور الاردن التي تشكل 20 في المئة من مساحة الضفة الغربية الى اسرائيل. راجع ص 8 ومن بين الشهداء الفلسطينيين ال12 سقط عشرة في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة الذي اجتاحته قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي وفي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. واستشهد الاثنان الآخران، وهما من "كتائب شهداء الاقصى" التابعة ل"فتح" في قرية صيدا قرب طولكرم شمال الضفة الغربية. وشهدت مناقشات المجلس التشريعي الفلسطيني امس بشأن صلاحيات رئيس الوزراء المقبل ومهماته خلافات حادة بين النواب الذين تؤيد غالبيتهم صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء بينما يسعى معسكر الرئيس عرفات الى الحد منها. وانعكس الوضع الحرج في سقوط اقتراح الرئيس الفلسطيني اضافة عبارة الى المادة 67 من القانون الاساسي في عمليتي تصويت متتاليتين امس. وتنص المادة 67 ، بين امور اخرى، على ان "رئيس الوزراء يمارس ما يأتي: تشكيل مجلس الوزراء او تعديله أو إقالة أي عضو أو ملء الشاغر فيه". واراد الرئيس عرفات ان تضاف اليها عبارة "بعد عرضه على رئيس السلطة". وأعلن رئيس المجلس احمد قريع ان المجلس سيستأنف نقاشه اليوم. وقالت مصادر عليمة ل"الحياة" ان الرئيس عرفات سيصادق على القراءة الثالثة والأخيرة للمجلس ثم يعلن رسمياً تعيين محمود عباس أبو مازن ظهر اليوم وتكليفه تشكيل حكومته الجديدة التي ستعرض بعدئذ على المجلس لنيل ثقته. الى ذلك، توقفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية امس عند تصريح شارون لدى تفقده الاحد المنطقة المحاذية لمدينة جنين حيث يجري العمل على بناء "السياج الفاصل" بين الضفة الغربية وإسرائيل، ان السياج سيمتد على طول 700 كلم ليشمل منطقة غور الأردن أيضاً. واعتبرت الصحيفة التصريح "قنبلة سياسية" ونقلت عن بعض الوزراء الذين رافقوا شارون أنهم فوجئوا بتصريحه، وقال أحدهم إن إقامة الجدار ستقضم أراضي شاسعة من الدولة الفلسطينية العتيدة. وأضاف آخر ان شارون "يسلب الفلسطينيين دولتهم، بكل بساطة!".