رشح مجلس الحكم المؤقت في العراق الدكتور إياد علاوي، عضو المجلس وأمين عام حركة الوفاق الوطني، لشغل منصب رئيس الحكومة الانتقالية في خطوة قوبلت برد فعل إيجابي أمس الجمعة من مسئولين أمريكيين بارزين.وقال وزير الخارجية الامريكي كولن باول في تصريحات للصحفيين في واشنطن أمس إنه يرحب بترشيح علاوي. ولكنه قال: إن الولاياتالمتحدة لن تتخذ أي موقف تجاه أي مرشح قبل أن يقدم الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى العراق قائمة بأسماء المرشحين للمنصب.وحاز ترشيح علاوي على مباركة بول بريمر الحاكم الأمريكي في العراق. كما قال متحدثون باسم الإبراهيمي: إن المبعوث الدولي يبارك قرار مجلس الحكم. مع أنهم أعطوا انطباعا أن الإبراهيمي لا يبدو راضياً عن الطريقة التي تم بها الأمر. وأسندت الاممالمتحدة إلى الابراهيمي مهمة اختيار مرشحين لمنصب الرئيس ونائبين للرئيس ورئيس للحكومة في العراق. وأسس علاوي، وهو طبيب شيعي، حركة الوفاق الوطني العراقية التي كانت تدعو الولاياتالمتحدة إلى محاولة تشجيع انقلاب من داخل الجيش العراقي على نظام الحكم السابق بزعامة الرئيس المخلوع صدام حسين. وأكدت الولاياتالمتحدة أنها ستسلم السلطة في العراق إلى حكومة انتقالية في 30 يونيو المقبل. وقال احمد فوزي المتحدث باسم الابراهيمي أمس الجمعة: ان الابراهيمي رحب باختيار اياد علاوي رئيسا لوزراء حكومة عراقية مؤقتة تتولى السلطة في 30 يونيو.وقال المتحدث باسم مجلس الحكم الانتقالي حميد الكفائي: انه تم اختيار علاوي لرئاسة الحكومة المقبلة في العراق في اجتماع طاريء لمجلس الحكم عقد عصر أمس حضره مبعوث الامين العام للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي ورئيس سلطة التحالف المؤقتة بول بريمر. وكلف المجلس علاوي بالبدء فوراً بمشاوراته لتشكيل الحكومة والإعلان عنها خلال أيام. وكان اياد علاوي قد اختير ضمن الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم والتي ضمت اضافة اليه الدكتور ابراهيم الجعفري والدكتور احمد الجلبي والدكتور عدنان الباجه جي والسيد محمد بحر العلوم ومحسن عبد الحميد ومسعود البارزاني وجلال الطالباني اضافة الى عز الدين سليم والشيخ غازي عجيل الياور. وقال محمود عثمان عضو مجلس الحكم ان بريمر والابراهيمي قدما له (علاوي) التهنئة وكانا سعيدين. وينص قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية الذي اقر في مارس الماضي على ان يختار مجلس الحكم وسلطة الائتلاف بالتشاور مع الاممالمتحدة الحكومة التي ستتسلم السيادة في 30 يونيو المقبل. وقال احمد فوزي المتحدث باسم مبعوث الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي أمس الجمعة: ان الإبراهيمي سيجتمع خلال فترة قصيرة مع علاوي لمناقشة المرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس. ولا يعرف عما إذا كان الإبراهيمي قد شارك في اختيار علاوي إلا أن فوزي قال: لم توجه الينا دعوة لتعيين حكومة الآن وبعد التحديد فنحن نرحب بالاختيار. وقال فوزي: انه من غير المتوقع عودة الابراهيمي الى نيويورك قبل اسبوع او عشرة ايام اخرى لاطلاع مجلس الامن على التطورات. وكان الابراهيمي يأمل اصلا في ان يتم الانتهاء من اختيار الحكومة بنهاية مايو. ولكن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرد اكهارد أضاف جوا من عدم التأكد، أمس الجمعة، عندما أقر بان اعلان مجلس الحكم لاختيار علاوي رئيساً للحكومة العراقية لم يكن جزءا من خطة الاممالمتحدة. وقال: لم تكن الطريقة التي توقعنا من خلالها حصول ذلك، وعندما حشره المراسلون لمعرفة ما اذا كان الابراهيمي يرحب بعلاوي رفض الإفصاح. ولكنه قال: انه (الإبراهيمي) يحترم هذا القرار وهو على استعداد للعمل مع هذا الشخص. واوضح ان اللغة التي كان يريد الابراهيمي استخدامها هي نفسها التي استخدمتها. إياد علاوي إياد هاشم علاوي: وهو طبيب جراح شيعي، وثري، في السابعة والخمسين من العمر. حفيد وزير الصحة خلال الحكم الملكي. كان عضوا في حزب البعث العراقي بين العامين 1961 و1971, قبل أن يغادر العراق إلى بيروت ولندن. أنشأ حركة الوفاق الوطني العراقي في فبراير 1991. وعاد إلى بغداد بعد الإطاحة بصدام حسين. ويضم حزبه عددا كبيرا من الأعضاء السابقين في حزب البعث والعسكريين السابقين. ويشرف علاوي على الشئون الأمنية والمخابرات في مجلس الحكم، وأنشا علاوي صلات اتصال وتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) بحكم طبيعة مهامه في العراق. ويبدو أن الجفاء بين أحمد الجلبي وواشنطن قد مهد الطريق لعلاوي ليتسلم رئاسة الحكومة الجديدة. وكان يقدم دائماً على أساس أنه رجل وزارة الدفاع الأمريكية في العراق. ولكن تنكر واشنطن للجلبي ومهاجمتها منزله في بغداد الأسبوع الماضي، واتهامه بالتعامل مع إيران، أعطى ذلك إشارة إلى ابعاده عن أي خيار لرئاسة الحكومة. وقدم نوري بدران وزير الداخلية السابقة، ومن حركة الوفاق، استقالته من منصبه في أبريل الماضي. وقيل: إن علاوي حمل بدران على الاستقالة لكي تطالب الحركة برئاسة الحكومة،والبدران متزوج من شقيقة إياد علاوي.