ترددت أنباء في المغرب امس عن دخول واشنطن طرفاً في جهود أوروبية لتقريب وجهات النظر بين الرباطوالجزائر في شأن قضية الصحراء. لكن الحكومة المغربية قالت انها "لا تنتظر أي وساطة" من أي طرف في النزاع الصحراوي. وجاء ذلك بعد معلومات عن استقالة الوسيط الدولي جيمس بيكر الذي كانت الرباط انتقدت اقتراحاته لحل نزاع الصحراء الغربية. صرح مسؤول مغربي بأن بلاده "لا تنتظر اي وساطة في نزاع الصحراء". وقال وزير الاتصال الإعلام نبيل بن عبدالله أول من أمس ان المغرب "لا ينتظر وساطة أي أحد". وشدد على ان ما تريده الرباط "التعاطي البناء والايجابي مع الملف في الأممالمتحدة". واضاف: "الأمر يتعلق اساساً بعمل يجب ان تساهم الأممالمتحدة في دفعه". وكشف ان بلاده وجهت مذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ركزت على "ضرورة احترام السيادة المغربية في أي حل لقضية الصحراء". في غضون ذلك، نسب الى وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ان زيارته الأخيرة الى الجزائر "لا علاقة لها بقضية الصحراء". لكنه أوضح في مقابلة مع وكالة "أ ب ث" الاسبانية: "الأكيد ان من دون المغرب والجزائر لا يمكن حل القضية". واضاف: "هناك مساع من واشنطن وباريس ومدريد للتقريب بين المغرب والجزائر وحل المشكلة بين البلدين". وكانت معلومات، راجت أخيراً عن مبادرة اسبانية - مغربية تعول على جمع الأطراف الأربعة المغرب والجزائر وفرنسا واسبانيا للبحث في حل وفاقي لنزاع الصحراء. لكن كلام الوزير بن عيسى عن دخول واشنطن على الخط يضفي بعداً خاصاً على المبادرة، علماً ان مسؤولين اسبان رهنوا نجاحها برعاية الأممالمتحدة لها. وفي حال تأكد انباء عن استقالة الوسيط الدولي في نزاع الصحراء جيمس بيكر من مهمته، فإن ذلك قد يفسح في المجال أمام تطوير المبادرة المطروحة، خصوصاً انتقادات عدة صدرت من الرباط لاقتراحات الوسيط الدولي بيكر بوصفها تجاوزاً لصلحيات الأممالمتحدة، لجهة الربط بين صيغتي الحكم الذاتي واستفتاء تقرير المصير. وصدر عن واشنطن وباريس ما يفيد برفض فرض اي حل من الخارج على الأطراف المعنية. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يكون ملف الصحراء حاضراً في المحادثات التي ستجمع العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس جورج بوش في وقت لاحق في واشنطن، بينما يسود اعتقاد ان الجولة الافريقية للملك محمد السادس التي تسبق انعقاد القمة الافريقية ستركز على انتزاع مواقف مؤيدة لصيغة الحكم الذاتي لاقليم الصحراء، ما قد يسمح بتعليق اعتراف دول افريقية جديدة ب"الجمهورية الصحراوية". لكن زعيم بوليساريو محمد عبدالعزيز رأى في رسالة الى الرئيس جورج بوش ان منح المغرب صفة "حليف" من خارج حلف الاطلسي قد يشجع عدم الاستقرار في المنطقة.