امهل الوسيط الدولي في نزاع الصحراء الغربية جيمس بيكر الاطراف التي نقل اليها اقتراحاته الجديدة لتحريك تسوية حتى مطلع آذار مارس المقبل لتقديم ردودها، فيما تحدثت اوساط مطلعة في المغرب ان الاقتراحات تتحدث عن إقامة كيان وحدوي بين المغرب و"بوليساريو" في اطار السيادة المغربية، مما يعني تطوير صغية الحكم الذاتي الموسع، يتم الانتقال بعدها الى استفتاء على الصغية النهائية للاندماج في اطار سيادة المغرب. أعلن الوسيط الدولي في النزاع في الصحراء الغربية الديبلوماسي الأميركي جيمس بيكر أنه أمهل الاطراف المعنية بحل هذا النزاع حتى مطلع آذار مارس المقبل لكي تقدم ردودها الكتابية على اقتراحاته الجديدة لإيجاد تسوية نهائية للنزاع في المنطقة. وأعلن بيكر، مساء الخميس أنه سلم إلى زعيم "بوليساريو" السيد محمد عبد العزيز، في مخيمات الجبهة في تندوف على الحدود الجزائرية - المغربية، نسخة من الاقتراحات التي كان نقلها الى الملك محمد السادس والرئيس عبد العزيز بوتفليقة وسلمها لاحقا الى الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع نواكشوط. وقال أنه طلب من كل هذه الاطراف "تقديم تعليقها على هذه الاقتراحات قبل أول آذار المقبل"، لافتا إلى أنه سيطلب في التقرير الذي سيرفعه إلى الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان تمديد ولاية البعثة الدولية الى الصحراء مينورسو مدة شهرين. ولم تكشف الأوساط الرسمية في الجزائر تفاصيل الاقتراحات الجديدة، لكن أوساطا سياسية مطلعة أكدت ل"الحياة" انها لا تخرج عن جوهر "الاتفاق - الإطار" الذي يعطي سكان الصحراء حكما ذاتيا في اطار السيادة المغربية. ورأت أن بيكر "تجاوز تنفيذ خطة تقرير المصير كما وردت في اتفاقات هيوستن". وأجمعت تعاليق صحافية نشرت على نطاق واسع في العاصمة الجزائرية على تأكيد قناعة جهات رسمية أن اقتراحات بيكر "تكرس سياسة الجمود في المنطقة، وهي السياسة التي تخدم مصالح الطرف المغربي". وفي الرباط، طلبت كتلة حزب الاستقلال في مجلس النواب المغربي من وزير الخارجية السيد محمد بن عيسى تقديم ايضاحات، أمام لجنة الخارجية والدفاع، عن الاقتراحات الجديدة التي عرضها الوسيط الدولي على الأطراف المعنية بقضية الصحراء. وتوقعت مصادر في الأممالمتحدة ان يكتفي مجلس الأمن في اجتماعه المقبل قبل نهاية الشهر بالتمديد لولاية جديدة للبعثة الدولية الى الصحراء "مينورسو" في انتظار تقديم الأطراف المعنية المغرب والجزائر وجبهة "بوليساريو" وموريتانيا اجابات عن اقتراحاته الجديدة. وكشفت المصادر ان الاقتراحات تتحدث عن إقامة كيان وحدوي بين المغرب و"بوليساريو" في اطار السيادة المغربية، مما يعني تطوير صيغة الحكم الذاتي الموسع من خلال مشاركة جميع الصحراويين في انتخاب هيئات تنفيذية واشتراعية يتم الانتقال بعدها الى استفتاء، بعد فترة خمس سنوات في شأن الصغية النهائية للاندماج في اطار سيادة المغرب. وثمة شعور بأن بيكر حصل خلال جولته على المغرب والجزائر ومخيمات "تيندوف" وموريتانيا على تأييد لاستمرار مساعيه بطلب من مجلس الأمن.