دعا وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى الجزائر وجبهة "بوليساريو" الى الانضمام الى الجهود الدولية لإحلال السلام في الصحراء الغربية، والوصول الى اتفاق ينهي النزاع الذي دام أكثر من عشرين عاماً. وشدد على أهمية "الاتفاق الإطار" الذي صادق عليه مجلس الأمن أخيراً والذي يمنح المحافظات الصحراوية صلاحيات واسعة في ادارة الشؤون المحلية في اطار السيادة المغربية لمدة خمس سنوات، ينظم بعدها استفتاء. وقال بن عيسى ل"الحياة" ان هناك "فرصة تاريخية ثمّنها العالم وصادق عليها مجلس الأمن وتحظى بدعم كل محبي السلام". وأضاف: "يجب ان لا نضيع هذه الفرصة وان نجتمع نحن والجزائريون وجبهة "بوليساريو" والموريتانيون حول مائدة واحدة وان ندرس كيفية الوصول الى حل يحفظ للمغرب حقوقه الشرعية ويضمن وحدته الترابية ويستجيب اقتراحات الوسيط الدولي جيمس بيكر". وحول موقف الجزائر المتحفظ ازاء الاتفاق الإطار الخاص بالصحراء، قال بن عيسى ان "من السابق لأوانه تقييم المواقف وردود فعل الدول"، مؤكداً ضرورة الاحتكام الى المفاوضات المرتقبة مع الوسيط الدولي جيمس بيكر و"قد تصدر ردود فعل هنا وهناك، لكن الموقف يتوقف على الاتصالات الرسمية لبيكر مع بلدان المنطقة". ولم يحدد رئيس الديبلوماسية المغربية موعداً للجولة المرتقبة لجيمس بيكر في منطقة شمال افريقيا، وهل سيختار دعوة الاطراف المعنية بالنزاع الى هيوستن الاميركية للبحث في تفاصيل الاتفاق الإطار. بيد انه دعا الى "تسجيل" موقف جبهة "بوليساريو" التي أعلنت رفضها التام للخطة الدولية حول الصحراء، موضحاً ان "الكل يجب ان يتحمل مسؤوليته الكاملة". وأشار المسؤول المغربي الى ان بلاده تحتفظ بتحفظاتها ازاء بعض بنود الاتفاق الى حين إجراء محادثات مع الوسيط بيكر. لكنه أضاف ان الاتفاق يظل أرضية ملائمة لجولة المفاوضات التي يرتقب ان تكون عسيرة في ظل تباعد مواقف الأطراف المعنية بقضية الصحراء. واكد بن عيسى دعم بلاده الكامل جهود الاممالمتحدة لإنهاء نزاع الصحراء، وقد "أبدينا استعدادنا منذ البداية وما زلنا ولن نبخل بأي جهد لإيجاد حل سريع ونهائي وعادل لهذا النزاع المفتعل اتباعاً للطريق الذي رسمته الاممالمتحدة". وأوضح ان كل القضايا ستطرح للنقاش مع بيكر. و"نحن ننتظره لتبيان الموقف". ونفى من جهة اخرى، قيام جامعة الدول العربية بأي دور وساطة لرأب الصدع بين المغرب والجزائر، على خلفية الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام للجامعة السيد عمرو موسى لبلدان المغرب العربي. وأضاف: "لم يتحدث معنا موسى في هذا الموضوع البتة، كما لم يدع المغرب نهائياً لأي وساطة من أي طرف". وكان مجلس الأمن أقر "الاتفاق الإطار" في نهاية الشهر الماضي بعد مداولات شاقة، لكن الجزائر و"بوليساريو" رفضتا الاتفاق، في حين أبدى المغرب دعمه للخطة التي تمنح حكماً ذاتياً موسعاً للصحراويين. ومدد مجلس الأمن الى تشرين الثاني نوفمبر المقبل مهمة بعثة "المينورسو" في الصحراء.