أكدت المملكة العربية السعودية عزمها على الوقوف في وجه كل من يريد النيل من استقرارها وأمنها بكل صلابة وقوة، لافتة الى "ان الاعمال الاجرامية التي ترتكبها الفئة الضالة لن تزيد هذا الوطن الا قوة وصلابة في محاربة الارهاب وانها لن تثني رجال الامن عن اداء دورهم في تعقب المجرمين". جاء ذلك في الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء في جدة أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذي أشاد ببسالة رجال الامن وما أبدوه من شجاعة دفاعاً عن دينهم ووطنهم، مؤكداً انه "اصبح كل مواطن ومواطنة مجندين لخدمة بلدهم لمكافحة هذه الآفة وان كل مسؤول في الاجهزة الحكومية يعتبر جندياً هدفه الاول والاخير ان يعمل بقدر ما يحتاج إليه الموقف من جهد مضاعف ويقظة في أداء الواجب". وكان الملك فهد عبر في بداية الجلسة عن تعازيه لجميع أسر الضحايا من المواطنين والمقيمين، كما عبر عن شكره لقادة الدول العربية والاسلامية والصديقة ورؤساء المنظمات والهيئات الدولية على ما ابدوه من تضامن مع المملكة في مواجهة الاعمال الاجرامية التي وقعت في مدينة الخبر. وقالت وكالة الانباء السعودية ان الملك فهد "شدد على ان الاعمال الاجرامية التي ترتكبها الفئة الضالة لن تنال من قوة المملكة ووحدتها ومكانتها وتلاحم شعبها مع قيادته، وانها لن تزيد هذا الوطن الا قوة وصلابة". كما اكد ان "المملكة قيادة وحكومة وشعباً ستقف بكل قوة في وجه كل من يريد النيل من استقرارها وأمنها وكل من يحاول التأثير في دورها في خدمة الاسلام والمسلمين ومن يحاول التأثير في ما بنته من علاقات متميزة في العالم وما حققته من مكتسبات اقتصادية وحضارية وعلمية وثقافية". وكان ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز تلقى مكالمة هاتفية مساء امس من الرئيس جورج بوش استنكر فيها العملية الارهابية في الخبر، واثنى على زجال الامن السعوديين، وذكرت الوكالة السعودية أن الرئيس الأميركي قال: "ان ما قاموا به من انقاذ ارواح عدد كبير من الرهائن والحيلولة دون وقوع مجزرة دموية رهيبة هو انجاز كبير في جانبه الامني والانساني". وشكر الأمير عبد الله لمحدثه "مشاعره الكريمة"، مؤكداً "ان رجال الامن السعوديين سيكونون دائماً على مستوى من المسؤولية بحول الله وقوته، وان الشعب السعودي كله يقف وراءهم مؤيداً ومؤازراً مواقفهم البطولية". توقيف مؤذن وعلى صعيد ملاحقة قوات الأمن للارهابيين الثلاثة الفارين الذين نفذوا اعتداء الخبر، قالت مصادر امنية انه عثر في حي الطبيشي بالدمام على السيارة التي سلبها هؤلاء بقوة السلاح واستخدموها للهرب. وكانوا فروا من الخبر بسيارة نقل صغيرة وانيت ووصلوا الى الدمام حيث استولوا على سيارة من طراز "شيفروليه كابريس" سوداء. وفي الاطار نفسه اوقفت قوات الامن بعد ظهر امس مؤذن "مسجد سلمان الفارسي" القريب من منطقة الثقبة في الخبر بعدما طوقت المنطقة الموجود فيها. وفي لقاء مع "الحياة" قال سائق السيارة الشيفروليه شادي محمود شناعة فلسطيني انه كان يهم بركن السيارة التي يملكها صديقه سطام العتيبي عند الساعة الثالثة فجر الاحد، حين ترجل مسلح من سيارة "تويوتا هايلكس" وأمره بتحريكها حتى يركن سيارته مكانها، ثم ترجل مسلحان آخران من "الوانيت" وكان أحدهما مصابا في يده، واستقلا "الشيفروليه"، وقالا له "لن نؤذيك اذا اعطيتنا السيارة ولم تبلغ عنا"، فاخبرهم بأنها ليست سيارته فأمروه بالنزول منها وانطلقوا بها. وسارع هو الى ابلاغ الشرطة بالحادث. ويشير توقيت سلب السيارة الى ان الارهابيين الثلاثة فروا من المبنى الفندقي في مجمع الواحة بالخبر بعد محاولة الاقتحام الاولى التي نفذتها بها قوات الامن عند الساعة الثانية والثلث فجر الاحد. الى ذلك، علمت "الحياة" ان قائد المجموعة الارهابية الذي اعلنت القوات الامنية اعتقاله كان فر من مجمع الواحة ايضا بسيارة "بويك" حمراء سرقها من أمام المجمع ووصل بها الى منطقة العقربية القريبة حيث اصطدم بدورية امنية قبضت عليه بعد اصابته.