أعلن الرئيس جورج بوش ان التزام الموعد المحدد في "خريطة الطريق" لقيام الدولة الفلسطينية عام 2005 "قد يكون صعباً"، وهو ما اعتبر تراجعاً عن "خريطة الطريق" التي جدد لتوه التمسك بها في "رسالة التطمينات" التي اعطاها للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وأقر في مقابلة مع صحيفة "الاهرام" نقلتها وكالة "اسوشييتد برس" بأن "الاوضاع بالنسبة الى واشنطن في الشرق الاوسط صعبة جداً". وأسف لممارسات الجنود الاميركيين في العراق، مكرراً أسفه ست مرات في المقابلة. راجع ص6 و7 وأثار موقف بوش من تأجيل الدولة الفلسطينية دهشة المراقبين، ليس لان اعلان الدولة كان وشيكاً أو متوقعاً، بل لأن الرئيس الاميركي اعطى في اليوم نفسه العاهل الاردني "رسالة تطمينات" في شأن الحل النهائي، وفيها جدد تمسكه ب"خريطة الطريق" باعتبارها "تمثل أفضل مسار" نحو تحقيق رؤية الدولتين، علماً أن أحد بنود الخريطة يدعو الى قيام دولة بحلول العام 2005. ويتعهد بوش في "رسالة التطمينات" التي حصلت "الحياة" على نصها، أن تكون قضايا الحل النهائي "نتاج مفاوضات بين الاطراف المعنية وبالاستناد الى قراري الاممالمتحدة 242 و338". كما يجدد دعمه خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من غزة واجزاء من الضفة بوصفها "خطة جريئة يمكن ان تسهم حقيقة نحو السلام". ومن المرتقب ان يمنح رسالة منفصلة الى رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع الذي يلتقي مستشارة الأمن القومي الاميركية كوندوليزا رايس في المانيا في 17 الجاري. وقللت اسرائيل من شأن التطمينات الاميركية للأردن والفلسطينيين، في حين ابدى الفلسطينيون تفاؤلاً حذراً بإمكان انعاش "خريطة الطريق". وقال قريع في مؤتمر صحافي: "اذا أخذنا تصريحات بوش والملك عبدالله وقرارات اللجنة الرباعية، اعتقد ان في ذلك كله مؤشراً جيداً، اذا توافرت الجهود العملية، الى امكان العودة الى طاولة المفاوضات". وكانت الجمعية العامة تبنت ليل الخميس - الجمعة قراراً بغالبية ساحقة يؤكد ان "للشعب الفلسطيني الحق في ان يمارس بنفسه سيادته على ارضه"، وسط معارضة من الولاياتالمتحدة واسرائيل. في المقابل، اعلن السفير الاسرائيلي في واشنطن داني ايالون ان بوش "اطلع اسرائيل على فحوى رسالته لأبو علاء... وليس فيها ما يتناقض او يتعارض مع ضماناته لشارون". على خط مواز، واصل شارون جهوده لاحتواء الاضرار الناجمة عن اجهاض "خطة الفصل" في استفتاء "ليكود"، مؤكداً لسفراء الاتحاد الاوروبي عزمه تنفيذ الخطة وانه سيعمل خلال الاسابيع المقبلة على "ازالة العراقيل التي تعترض تنفيذ خطته"، مشيراً إلى انه وقع على قرار يقضي باخلاء ثلاث بؤر استيطانية. وفي واشنطن، اكد نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج امس التزام بلاده قرارات مجلس الامن الخاصة بالنزاع العربي - الاسرائيلي، بما فيها القرارات الرقم 242 و338 و1397، كأساس للتسوية السلمية في الشرق الاوسط. ووصف "رسالة التطمينات" للملك عبدالله بأنها "تمثل وجهة نظر الرئيس" لجهة التوصل الى "تسوية عادلة" للصراع، مشددا على ان البيت الابيض يبقى متمسكا بدعم خطة شارون. وأوضح ارميتاج في لقاء مع مجموعة من الصحافيين العرب أن تأكيد بوش على ضرورة أخذ "الحقائق على الارض" في الاعتبار في سياق تسوية سلمية "لا ينتقص من التزامه ضرورة ان يتم الاتفاق على ذلك من خلال التفاوض ما بين الجانبين" الفلسطيني والاسرائيلي. واشار الى ان بوش سيبعث رسالة مماثلة الى قريع. واعتبر ارميتاج ان خطة الانسحاب من غزة هي "بداية العملية وليست نهايتها" نحو التوصل الى تسوية للوضع النهائي. واشار الى انه رغم رفض "ليكود" الخطة، فإن 80 في المئة من الاسرائيليين يؤيدونها. ونوه بموقف مصر والرئيس حسني مبارك الذي وصفه بأنه "صديق لنا منذ زمن طويل، وسنعمل على ضمان ان يبقى كذلك في المستقبل"، مشيراً إلى ان بوش اجرى اتصالاً هاتفياً معه اول من امس. وعن توقيت فرض العقوبات على سورية، قال ارميتاج إن بوش وقع قانون محاسبة سورية الذي سيفرض قريبا، مؤكداً أنه "كان على سورية ان تتخذ قراراً أساسياً، ولم تفعل". ولم يشرح طبيعة القرار الذي كان يتوجب على دمشق اتخاذه.