رحب عاهل الأردن الملك عبدالله، في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت، بالبيان المرتقب لقمة الثماني الذي "سيدعم عمليتنا للاصلاح"، مشدداً على اهمية "دعم" الخارج للاصلاح "الذي يجب ان ينبثق من الداخل" العربي. وطالب العالم بأن يثبت انه "جدي في شأن الحرية الفلسطينية". وقال ان الرئيس الاميركي جورج بوش "أكد لي التزامه" الحق الفلسطيني في دولة مستقلة وبأن الحل النهائي للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي تقرره المفاوضات بين الطرفين من دون احكام مسبقة للآخرين عليه. وحذر الملك عبدالله من "التشكيك بصدقية العملية" الانتقالية في العراق لأن ذلك "سيساعد التطرف". وقال: "يجب ان نحترم الهوية الوطنية للعراق". وفيما أشار الى "الفرص التي اهدرت" قال ان "هناك فرصاً أمامنا" تنطلق من ضرورة ان يضع العالم العربي "تصوراً" يدعمه اجماع على التغيير، واقترح تشكيل فريق من الخبراء العرب لاعداد خطة لتنفيذها بحلول عام 2010 مشدداً على "سلام مبني على العدالة" و"تقدم مبني على الاصلاح"، وعلى ضرورة "الاتحاد ضد ثقافة الارهاب". وأضاف ان ما يحتاجه العالم العربي هو "الأهداف الواضحة، والخطط المفصلة والأطر الزمنية ذات المعنى"، مشيراً الى ان تسوية الصراع العربي - الاسرائيلي عامل ضروري لأي تقدم نحو الاصلاحات. وردّ وزير الخارجية الاميركي كولن باول في كلمته بأن بيان قمة الثماني للدول الصناعية التي ستعقد في جورجياالولاياتالمتحدة بعد اسبوعين "سيرحب بمبادرتكم المبادرة العربية للاصلاح". وقال: "نريد ان ندخل شركاء معكم ولا نسعى الى الموارد الطبيعية لأي بلد... نريد ان تكون للشراكة مؤسسات لاستمرار المساعدة". وزاد: "ان الولاياتالمتحدة لا تنوي فرض الاصلاح على أحد... وتدرك خصوصية كل طرف في الإصلاح". وأضاف: "القمة الصناعية المقبلة هي فرصة للتواصل مع العرب ولمساعدتهم على الاصلاح... فنحن لا نأتي الى الطاولة بأفكار وأموال لدعم الاصلاح، انما الاصلاح يأتي من الداخل... ولا يُفرض من الخارج". ورسم باول صورة لتصور الإدارة الاميركية للمرحلة المقبلة في العراق، وقال ان الحاكم الاميركي المدني بول بريمر، بعد نقل السلطة العراقية الى حكومة انتقالية في 30 حزيران يونيو "لن يحل مكانه السفير جون نغروبونتي... فالحكومة الانتقالية هي التي ستحل مكان بريمر". واضاف ان القوات الاميركية ستبقى هناك "لفترة" و"لضمان الأمن"، موضحاً انه بحلول مطلع تموز يوليو المقبل ستتولى القوات العراقية "ملاحقة بقايا النظام السابق" وان "الذين يستهدفون قوات الائتلاف الآن سيستهدفون شعبهم". وتعمد باول الإشادة بمستشار الأمين العام للأمم المتحدة المكلف ملف العراق السفير الأخضر الإبراهيمي، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة "تقف مستعدة مع مجلس الأمن للمصادقة على عمل الابراهيمي" عندما يعود بتقريره الى المجلس. وأقر باول ب "اننا ارتكبنا أخطاء" في العراق، ووصف ما حدث في سجن "أبو غريب" بأنه "يتنافى مع قيمنا". ولم يتقدم بالاعتذار أو بالأسف في أول لقاء لمسؤول اميركي رفيع المستوى مع حوالى ألف شخص شارك في المنتدى معظمهم من العرب والمسلمين، لكنه تعهد محاكمة المسؤولين عن الانتهاكات مؤكداً ان التحقيقات جارية على كل المستويات وأن "الديموقراطية الاميركية" ستظهر "كم نحن أقوياء". وأشار باول الى اجتماعه مع رئيس الوزراء الفلسطيني السيد أحمد قريع في مطار عمان امس السبت وقال: "آمل بأن تثبت له اننا على استعداد للمساعدة" في تحقيق رؤية الرئيس بوش لقيام دولتين "والذي يبقى كامل الالتزام بها". وزاد: "شجعنا الفلسطينيين على تحمل المسؤولية في غزة وتوفير الأمن ومكافحة الارهاب". وبرر باول رسالة التطمينات التي سلمها بوش الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بأنها كانت نتيجة التوقف التام في عملية السلام، معتبراً ان استعداد شارون لإزالة المستوطنات جاء "كفرصة". واكد ان "مسائل الوضع النهائي يجب حلها من جانب الطرفين، ولا يجوز فرضها" من الخارج. وزاد ان مرجعية المفاوضات هي "خريطة الطريق" والقراران 242 و338. ويعقد باول اليوم الأحد اجتماعاً مع وزراء الخارجية العرب المشاركين في المنتدى. ويقيم رئيس الوفد السوري وزير الاقتصاد الدكتور غسان رفاعي مأدبة غداء اليوم في مشاركة بارزة لسورية في هذا المنتدى الذي تحضره للمرة الأولى على صعيد رسمي.