عزز النشاط المحموم لسلطات الاحتلال الاسرائيلي لاستكمال بناء "الجدار الفاصل"، خصوصاً شمال القدسالمحتلة وصولاً الى مشارف مدينة رام الله، وانفلات جيش الاحتلال في عمليات القتل والاعتقالات غير المسبوقة، والاعتقاد الراسخ لدى الرئيس ياسر عرفات بأن اسرائيل ستنفذ خطتها "المعدة والجاهزة بحسب اعتراف اسرائيل نفسها" لخطفه وابعاده أو أسره في القريب العاجل، وما يرافق ذلك من دعم اميركي وتواطؤ دولي، عزز ما كشفته اوسع الصحف الاسرائيلية انتشاراً عن مخطط اسرائيلي كامل من المقرر ان يعرض على انه "مبادرة اوروبية" يرى ان حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي يتمثل باعلان وصاية عربية - اميركية على ما يتبقى من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بعد ضم الكتل الاستيطانية الضخمة الى اسرائيل بما فيها القدس. يأتي ذلك في وقت ثارت اسرائيل غضبا، ممثلة بوزير خارجيتها سلفان شالوم، على مشروع تقدمت به فلسطين للأمم المتحدة يدعو الى تأكيد ان السيادة على الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزة، يجب ان تكون فلسطينية. أكدت صحيفة "يديعوت احرونوت"، كبرى الصحف الاسرائيلية، ان اللواء غيؤرا آيلاند الذي اشرف على صوغ خطة "فك الارتباط"، اعد خطة اسرائيلية جديدة "لاتفاق شامل في المناطق الفلسطينية"، وعرضها خلال الاشهر الاخيرة على جهات دولية من بينها مستشارة الرئيس الاميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بعد مصادقة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عليها واطلاع قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية على فحواها. وأشارت الصحيفة الى ان خطة "فك الارتباط" التي رفضها اعضاء حزب "ليكود" في عملية الاستفتاء الاخيرة، كان من المقرر ان تكون جزءاً من "الخطة الشاملة" التي اعدها آيلاند وأقر طرحها على انها "مبادرة اوروبية توافق عليها اسرائيل" على ان يتم تنفيذها باشراف "مصري - أردني - أميركي - أوروبي". ويستشف من مركبات هذه الخطة انها تغيب بشكل كامل الفلسطينيين واي دور لهم في الحل الذي تراه اسرائيل، ويشمل "تبادل اراض" بين مصر والدولة العبرية، ويعكس رؤية اسرائيلية مستحدثة ل"الشرق الاوسط الكبير" الذي تطالب واشنطن بانشائه. أما مركبات "الخطة" كما اوردتها الصحيفة فهي: - انسحاب اسرائيل الكامل من قطاع غزة واخلاء المستوطنات فيه. - تقوم مصر بتخصيص 600 كيلومتر من أراضيها على امتداد الحدود الفلسطينية - المصرية حسب الصحيفة الحدود الاسرائيلية - المصرية على طول 30 كيلومتراً وعرض 20 كيلومتراً، بما في ذلك قطاع الشاطئ الذي اقيمت فيه في السابق مستوطنتا "يميت" و"بتاح ريفياح" بحيث تصبح مساحة قطاع غزة ثلاثة اضعاف مساحته . - في المقابل، تحصل مصر على منطقة بديلة مساحتها 200 كيلومتر في وادي فران في النقب ونفق بري يربط بين مصر والأردن ويخضع للسيادة المصرية. - يحصل الاردن على منفذ الى البحر المتوسط عبر النفق البري كما تحصل السعودية والعراق على منفذ للبحر المتوسط بالطريقة ذاتها. - يحصل الفلسطينيون على 89 في المئة من أراضي الضفة فيما تحصل اسرائيل على مساحة 11 في المئة من المنطقة كافية لضم الكتل الاستيطانية. - يحصل الفلسطينيون على ميناء بحري كبير في غزة يتم تمويله من المجتمع الدولي، وعلى مطار دولي جنوب رفح. - تتولى مصر والاردن والولايات المتحدة الوصاية على المناطق الفلسطينية. - يتم توقيع اتفاق في مؤتمر دولي ينعقد في مصر برئاسة الرئيس حسني مبارك ومشاركة الرئيس الاميركي وقادة اوروبا وروسيا.