قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في لندن أمس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي مصر على تنفيذ "مبادرته" الرامية إلى الانسحاب من غزة، وهو يجري مشاورات حالياً مع أقطاب حزب ليكود والأحزاب الأخرى المشاركة في الائتلاف الحكومي معه "من أجل تحقيق الأمن والسلام لإسرائيل". وأبلغ شالوم مؤتمراً صحافياً مشتركاً عقده مع نظيره البريطاني جاك سترو عقب محادثاتهما في لندن، أن شارون يبحث في الأساليب التي تؤدي إلى اقناع زعماء ليكود للتحرك نحو تنفيذ خطته الخاصة بتنفيذ هذا الانسحاب. وقال إن شارون يمكنه أن يظل في الحكم حتى تشرين الثاني نوفمبر عام 2007 "من دون أن يفعل شيئاً لأن الانتخابات المقبلة ستجري عندئذ في ذلك التاريخ". ورأى أن شارون لن يواجه أي مشاكل إذا لم يقم بأي تحرك و"سيظل في السلطة حتى هذا التاريخ، ولكنه يرى أنه جاء إلى الحكم ليس فقط كي يظل فيه، ولكن لتغيير واقع المنطقة، وانهاء النزاع مع الفلسطينيين والعالم العربي". وكان سترو استهل المؤتمر الصحافي في مقر وزارة الخارجية البريطانية بالتشديد على أهمية نتائج اجتماع اللجنة الرباعية الذي عقد في نيويورك أول من أمس، معرباً عن ترحيبه بالبيان الذي أصدرته اللجنة في ختام اللقاء. وقال إن بيان اللجنة الرباعية جاء متوازناً، إذ ندد ب"الهجمات الإرهابية" المستمرة ضد إسرائيل، وطالب السلطة الفلسطينية بالتحرك فوراً ضد "الجماعات الإرهابية". وفي المقابل، قال سترو إن من المهم أن رد فعل إسرائيل، كما ذكرت اللجنة الرباعية بالنسبة إلى هذه الهجمات، ينبغي أن يلتزم القانون الدولي، في اشارة إلى مسلسل الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل ضد قادة "حماس" والمنظمات الأخرى التي تقاوم الاحتلال. واستعرض وزير الخارجية البريطاني بعض الفقرات التي جاءت في بيان اللجنة الرباعية، مؤكداً أهمية تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وضرورة بذل جهود جديدة للتوصل إلى ذلك "كخطوة نحو تفكيك البنية التحتية للإرهاب" وبذل جهود في إطار المجتمع الدولي للتوصل إلى تحقيق تقدم بالعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين. وبدوره قال شالوم إنه يرحب بما جاء في بيان اللجنة الرباعية حول "جهود إسرائيل لتحقيق تقدم في عملية السلام"، وقال: "إننا نقبل برؤية الرئيس الأميركي جورج بوش حول السلام في المنطقة وسنعمل على أن تصبح حقيقة قائمة". وطالب شالوم المجتمع الدولي بضرورة ممارسة النفوذ على الفلسطينيين لاجراء الاصلاحات الضرورية المطلوبة في السلطة الفلسطينية لبروز "قيادة فلسطينية مسؤولة تجعل التفاوض للتوصل إلى حل سلمي أمراً ممكناً". وتوقف شالوم في لندن في طريقه إلى دبلن للمشاركة في مؤتمر عملية برشلونة للتعاون الأوروبي المتوسطي في ظل الرئاسة الايرلندية الحالية للاتحاد الأوروبي. وكان وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث أجرى أيضاً محادثات مع سترو قبل سفره إلى دبلن للمشاركة في اللقاء نفسه. وحض شعث المجتمع الدولي على ضرورة إعادة احياء "خريطة الطريق" بعدما رفض حزب "ليكود" خطة شارون للانسحاب الأحادي من غزة.