أعربت الحكومة الاسرائيلية عن استعدادها للموافقة على اشراف دولي على الانتخابات الرئاسية الفلسطينية لضمان نزاهتها، في وقت استخدمت موضوع "مكافحة الارهاب" لتحجيم الهجمة الديبلوماسية الاوروبية واختزالها بمسألة الانتخابات، معلنة نيتها المساعدة في اجرائها بسلاسة. راجع ص 5 وفيما كان الفلسطينيون والمجتمع الدولي منشغلين بالاستعدادات للانتخابات، اعطت المحكمة الاسرائيلية العليا الضوء الاخضر للسلطات العسكرية بمواصلة بناء جدار الفصل العنصري في القدسالشرقية في قرية صور باهر، ضاربة بعرض الحائط شكاوى السكان والالتماس الذي تقدموا به لتغيير مساره. على مسار آخر، امهل المجلس التشريعي الفلسطيني امس السلطة الفلسطينية شهراً لتقديم تقرير عما توصلت اليه لجنة التحقيق الحكومية في وفاة الرئيس ياسر عرفات. واشار المجلس الى انه بعد الاستماع الى التقرير الحكومي، سينظر في امكان تشكيل لجنة برلمانية خاصة للتحقيق في القضية. في غضون ذلك، اجرى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ومن قبله نظيره الروسي سيرغي لافروف محادثات مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تناولت بشكل اساسي الانتخابات الفلسطينية والفرصة المتاحة لتحريك عملية السلام وضرورة تنفيذ "خريطة الطريق"، رغم محاولات اسرائيل حصر المحادثات بالانتخابات و"خطة الفصل" و"مكافحة الارهاب" بدلا من الحديث عن "خريطة الطريق" التي دعا وزيرا الخارجية البريطاني والروسي الى تطبيقها. واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم في ختام لقائه سترو، ان اسرائيل "ستبذل ما بوسعها لتسهيل عملية الاقتراع" لان من مصلحتها ان تكون الانتخابات "حرة ونزيهة"، مضيفا ان اسرائيل ستوافق على ان يشرف مراقبون دوليون على هذه الانتخابات لضمان سيرها بصورة نزيهة، معربا عن امله في ان تشكل الانتخابات فرصة لاحداث تغييرات ايجابية في المنطقة. يذكر ان فكرة الاشراف الدولي على الانتخابات ليست جديدة، اذ اشرف مراقبون دوليون على الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاولى التي اجريت مطلع عام 1996 في الاراضي الفلسطينية، بما فيها القدسالمحتلة، وهي انتخابات كان مشهود لها بالنزاهة وجاءت بالرئيس الراحل ياسر عرفات الى السلطة. من جانبه، دعا سترو الذي ارجئ لقاؤه مع رئيس الحكومة ارييل شارون الى اليوم بسبب مرض الاخير، الى تطبيق "خريطة الطريق" حالاً، معرباً عن استعداد بلاده تقديم المساعدة الى طرفي النزاع في تنفيذ التزاماتهما الواردة في الخريطة. وقال انه ينبغي مساعدة الفلسطينيين في فترة ما بعد عرفات. وكان لافروف الذي انهى زيارة لتل ابيب ورام الله، دعا الى اغتنام الفرصة الفريدة التي توفرها الانتخابات، مضيفا انه لمس "ارادة طيبة" لدى الجانبين للتحرك الى امام، وان الطرفين يدركان اهمية الخطوات التي تشكل المرحلة الاولى من خريطة الطريق". وقال شالوم ان نظيره الروسي ابلغه تجاوب الرباعية مع طلب اسرائيل عدم القفز عن المرحلة الاولى من خريطة الطريق التي تتضمن التزاما فلسطينيا بمحاربة الارهاب. من جانبه، قال شارون في بيان بعد لقائه لافروف ان اسرائيل "مستعدة لاستئناف المفاوضات في حال ابدت القيادة الفلسطينية القوة والارادة للتحرك ضد الارهاب"، معيداً الكرة بذلك الى المربع الاسرائيلي الاول، وهو الارهاب. وفي الوقت نفسه، اكد ان اسرائيل ستواصل تطبيق "خطة الفصل" وان شرط التنسيق مع الفلسطينيين هو تنفيذ التزاماتهم في محاربة الارهاب.