دعا الرئيس ياسر عرفات الفلسطينيين الى عدم استهداف المدنيين الاسرائيلييين قائلا ان العمليات ضدهم "ألحقت ضرراً بالغاً بقضيتنا". وجاءت هذه الدعوة مع اقتراب موعد الانتخابات العامة الاسرائيلية وتدني شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وحزبه ليكود بسبب فضيحة فساد مالي. في غضون ذلك دعا وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى الحديث بصراحة عن قيام شارون ب"تدمير" الجهود لاعادة عملية السلام في المنطقة الى مسارها وعرقلة محاولات السلطة الفلسطينية لإصلاح مؤسساتها. حض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات النشطين الفلسطينيين على وقف الهجمات ضد اسرائيليين مع اقتراب الانتخابات لاسرائيلية التي قد تغير مسار الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ اكثر من عامين. وفي بيان اصدرته السلطة الفلسطينية امس نقل عن عرفات قوله انه يرفض كل اعمال العنف التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين. ومضى البيان يقول: "وقد الحقت العمليات ضد المدنيين الاسرائيليين ضرراً بالغاً بقضيتنا سواء على الصعيد الدولي او الرأي العام الاسرائيلي". واستطرد: "في هذا الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات الاسرائيلية نتوجه الى كل ابناء شعبنا للتحلي بضبط النفس". وكان عرفات دعا مراراً النشطين الى وقف الهجمات الانتحارية وهجمات اخرى ضد المدنيين الاسرائيليين إلا أن محاولاته السابقة لوقف اطلاق النار فشلت. وتتهم اسرائيل عرفات بالتورط في تمويل العنف والتشجيع عليه وهي تهمة ينفيها. وتزامنت تصريحات عرفات مع فضيحة مالية قلصت بشكل كبير من شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وحزبه ليكود. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان التفجيرات الانتحارية خلال الانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ 27 شهراً أعطت شارون حجة لمواصلة اجراءاته العسكرية الصارمة لقمع الانتفاضة كما عززت من التأييد للجناح اليميني الاسرائيلي المعارض لاقامة دولة فلسطينية. وقبل فضيحة حصول ابن شارون على قرض من الخارج حجمه 5.1 مليون دولار لتعزيز حملة والده الانتخابية لرئاسة الحزب عام 1999 والتي تفجرت الاسبوع الماضي، كان من المتوقع ان يزداد التأييد للحزب ليصبح اكبر حزب في البرلمان الاسرائيلي بحصوله على 41 مقعداً من اجمالي 120 مقعداً. إلا أن نتائج استطلاعات الرأي في مطلع الاسبوع اشارت الى امكانية فوز حزب ليكود في الانتخابات الاسرائيلية على ما بين 27 و30 مقعداً مما يمنحه تقدماً بفارق بسيط على منافسه الرئيسي حزب العمل اليساري الذي تشير استطلاعات الرأي الى امكانية حصوله على ما يصل الى 24 مقعداً. والفوز بفارق صغير من الممكن ان يوقع حزب ليكود تحت ضغط من زعيم حزب العمل عمرام متسناع الذي يطالب باستئناف فوري لمحادثات السلام مع الفلسطينيين التي توقفت منذ اندلاع الانتفاضة. وحض عرفات ايضاً النشطين على اعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية و"عدم الانجرار وراء الاستفزازات والتصعيد الاسرائيلي في هذا الوقت الحساس الذي يمر به الشرق الاوسط". ويرفض شارون استئناف مفاوضات السلام ما دام العنف مستمراً وارسل قواته لإعادة احتلال كل مدينة فلسطينية في الضفة الغربية باستثناء اريحا رداً على التفجيرات الانتحارية. ودعا وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات امس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للحديث "بصراحة" عما تقوم به الحكومة الاسرائيلية ورئيسها ارييل شارون "من تخريب لعملية السلام ولكل محاولات السلطة الفلسطينية في مجال الاصلاح". وقال عريقات في بيان صحافي: "نطالب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالخروج الى العالم والحديث بصراحة عما تقوم به الحكومة الاسرائيلية ورئيس وزرائها شارون من تدمير كل جهد يبذل بهدف اعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي وتخريبها وتخريب كل محاولات السلطة الفلسطينية في الاصلاح". واضاف عريقات ان ذلك يشمل "خصوصاً عرقلة اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الذى كان من المقرر ان يبحث ويناقش مسودة دستور الدولة الفلسطينية، وعرقلة التحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كان من المقرر اجراؤها في العشرين من الشهر الجاري، ومنع سفر الوفد الفلسطيني الى لندن للمشاركة في مؤتمر يبحث كيفية احياء عملية السلام ومساعدة برامج الاصلاح الفلسطينية". وبعد رفض الحكومة الاسرائيلية السماح للمسؤولين الفلسطينيين بالسفر للمشاركة في المؤتمر، اتصل وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بوزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه ليبلغه ان المؤتمر سينظم عبر الهاتف بعد غد الثلثاء مع الوفد الفلسطيني، كما ذكر مصدر رسمي فلسطيني الجمعة. وتساءل عريقات: "اذا ما كانت بريطانياوالولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة وباقي دول الاتحاد الاوروبي غير قادرة على الزام رئيس الوزراء الاسرائيلي بعدم عرقلة سفر الوفد الفلسطيني الى لندن، فكيف يمكن لهذه الاطراف الزام الحكومة الاسرائيلية بوقف النشاطات الاستيطانية والانسحاب وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية؟". وأوضح: "ان استمرار التعامل مع اسرائيل كدولة فوق القانون بات يعتبر الخلل الحقيقي والمدمر الرئيسي لكافة الجهود التى تبذل لإخراج عملية السلام من مأزقها". وكان رئيس الوزراء البريطاني بلير دعا اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة، اضافة الى مصر والسعودية والاردن للمشاركة في المؤتمر بهدف البحث في عملية الاصلاح داخل السلطة الفلسطينية. وكان وزير الخارجية البريطاني اعلن مساء الجمعة انه ورئيس الوزراء بلير سيجريان محادثات هاتفية مع ثلاثة مسؤولين فلسطينيين هم اضافة الى عبد ربه وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث ووزير المال سلام فياض. وسيشارك المفوض العام الفلسطيني لدى المملكة المتحدة عفيف صافية في المؤتمر الذي سيشارك فيه أيضاً ممثلون عن اللجنة الرباعية الدولية. وكرر سترو مساء الجمعة الاعراب عن الأسف لقرار اسرائيل منع سفر الوفد الفلسطيني لحضور المؤتمر الذي شدد على اهمية جدول اعماله الذي يتركز على اصلاح المؤسسات الفلسطينية باعتبار ذلك "قضية مهمة ينبغي عدم السماح بتعطيلها كونها ضرورية في السعي الى تحقيق السلام". واعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر امس أن بلاده ستشارك في مؤتمر لندن، ولكن من دون ان يوضح مستوى المشاركة المصرية.