أوحى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو للفلسطينيين بامكان انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من المناطق الفلسطينية التي اعادت احتلالها في ايلول سبتمبر عام 2000، وذلك قبل بدء الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية بداية العام المقبل. وقال سترو ردا على سؤال ل"الحياة"ان الاسرائيليين يدركون تماما مسؤوليتهم في تأمين بيئة امنية تتيح اجراء الانتخابات، مشيرا الى انهم اكدوا له خلال لقاءاته معهم انهم"يأملون في تتبع نموذج اتفاقية العام 1995 بما يخص الانتخابات العامة وتطبيقها في العام 1996". واضاف:"اعتقد ان ذلك سيحدث، لكن لست من يقرر". وكشف سترو ان مسألة الانتخابات واجرائها في اجواء طبيعية نوقشت قبل نحو اسبوعين بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس جورج بوش"بالتزامن مع مراسم جنازة الرئيس في القاهرة". واشار الى"الاولوية"التي تحظى بها انتخابات رئاسة السلطة والانتخابات التشريعية التي ستجري اواسط نيسان ابريل المقبل في السياسة البريطانية، مؤكدا ضرورة تنفيذ اسرائيل الاجراءات والخطوات اللازمة لضمان سلاسة العملية الانتخابية، ليس فقط في يوم الاقتراع بل من بداية الحملة الانتخابية في الثلث الاخير من الشهر المقبل. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده سترو مع نظيره الفلسطيني نبيل شعث في مقر وزارة الشؤون الخارجية في رام الله حيث توقف في احدى محطات زيارته المتعددة للقاء رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة احمد قريع والرئيس الموقت للسلطة روحي فتوح. وشملت الزيارة مقر"غرفة العمليات المركزية"للاجهزة الامنية الفلسطينية التي شاركت لندن في اقامتها بتوفير المعدات اللازمة والخبراء البريطانيين، واحد مراكز تسجيل الناخبين، وذلك في مسعى الى التدليل على الاهمية التي توليها الحكومة البريطانية الى مسألتي"الامن"والانتخابات في الدور الذي اعلنت نيتها لعبه وواشنطن في مرحلة ما بعد الرئيس الفلسطيني الراحل. واقيمت"غرفة العمليات المركزية"في اذار مارس من العام الحالي، ويعمل فيها نحو 110 ضابطا فلسطينيا من الرتب المتوسطة. وتتولى لندن منذ ذلك الحين اطلاع شركائها في اللجنة الرباعية الدولية على مجريات عملها. وبدت الانتخابات الفلسطينيية محورا اساسيا في زيارة سترو للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الذي ارجأ للمرة الثانية لقاء كان مرتقبا بين الوزير البريطاني ورئيس الوزراء ارييل شارون"لاسباب صحية". وما لبث الاسرائيليون ان اضطروا الى القول ان شارون"ليس مريض بل يواجه صعوبة في الكلام بسبب التهاب في الحلق"، بعدما ظهر وهو يشارك في مراسم تشييع رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق رفائيل ايتان اول من امس بعد اعتذاره عن استقبال الوزير البريطاني. وعرض سترو على الجانب الفلسطيني"كل المساعدة الممكنة ديبلوماسيا وفي مجال الامن والتطور الاقتصادي". وزار سترو ضريح عرفات المقام في مقر المقاطعة ووضع اكليلا من الورود يحمل اسمه الشخصي ولا يشمل العلم البريطاني، خلافا للاكاليل التي وضعها الوزراء الاجانب الذي سبقوه في زيارة الضريح والذين بدأوا بالتواتر على المقر الذي قاطعه معظمهم استجابة لقرار اميركي -اسرائيلي بمقاطعة عرفات. ووصف سترو رحيل عرفات مرتين ب"الخسارة الكبيرة"للشعب الفلسطيني، اولا في الكلمة التي كتبها في"كتاب التشريفات"، والثانية في المؤتمر الصحافي. من جهته، اكد شعث ل"الحياة"ان الجانب الفلسطيني تلقى"وعودا"بانسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي الفلسطينية لكن"من دون ضمانات". الى ذلك، نقل مصدر بريطاني ل"الحياة"عن ابو مازن الذي التقى سترو في المقر الرئاسي، قوله ان"ترتيب البيت الفلسطيني يقع على رأس سلم اولوياته"، مؤكدا نيته"جمع الاسلحة"من المجموعات الفلسطينية المختلفة بما فيها"كتائب شهداء الاقصى، بالاقناع والحوار فقط". وشدد شعث على ضرورة توقف اسرائيل عن سياسة الاغتيالات والقتل والتوسع الاستيطاني على حساب الاراضي الفلسطينية والاستمرار في بناء"الجدار الفاصل"الذي تقيمه اسرائيل داخل الضفة الغربية.