اتسع نطاق الصراع بين السلطات الجورجية والانفصاليين في منطقة ادجاريا المتمتعة بحكم ذاتي والتي شهدت تظاهرات تطالب زعيم الاقليم الانفصالي أصلان أباشيدزه بالاستقالة، رد عليها المسلحون انصاره بإطلاق النار في اتجاه المتظاهرين، ما اسفر عن اصابة 30 من هؤلاء بجروح. وأثار وزير الدفاع الجورجي غويلا بيجواشفيلي قلقاً في باتومي عاصمة ادجاريا المطلة على البحر الاسود باتهامه الانفصاليين بزرع متفجرات في مرفأ المدينة لإلحاق ضرر بعملية تصدير النفط الجورجي، كما حذر من اقدامهم على مهاجمة القاعدة الروسية في المدينة، من اجل تحميل تبيليسي المسؤولية وجرّ الروس الى جانبهم في الصراع. وقال الوزير في تصريحات لقناة "روستافي - 2" الادجارية: "لدينا معلومات عن زرع متفجرات في المصب النفطي" في باتومي و"اذا ما تم تفجير هذه العبوات، فستؤدي الى دمار كبير". وتحدث عن "احتمال الإعداد لعمل استفزازي ضد القاعدة الروسية وضد الضباط الروس وعائلاتهم" في باتومي. ويشحن من خلال ميناء باتومي نحو 100 الف برميل نفط يومياً. ويذكر ان موسكو تقيم علاقات جيدة مع الانفصاليين الذين يحكمون ادجاريا، في حين شهدت علاقاتها مع تبيليسي توتراً منذ مطالبة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي روسيا بتسريع عملية سحب قواعدها من بلاده. وتحرص واشنطن التي تؤيد ساكاشفيلي على استقرار جورجيا التي سيمر عبر اراضيها خط أنابيب ضخم لينقل النفط من بحر قزوين الى ميناء جيهان التركي. الى ذلك، اذاعت وكالة انباء "ريا نوفوستي" الروسية أن نحو 15 ألف متظاهر تجمعوا في باتومي امس، في ظل انتشار الكثير من وحدات القوات شبه العسكرية وجماعات أخرى مسلحة بالبنادق ومنصات إطلاق القذائف، وجددوا مطالبتهم أباشيدزه بالاستقالة من منصبه رئيساً لادجاريا. كما أطلق مسلحون أعيرة تحذيرية لوقف حافلات تحمل متظاهرين جورجيين حاولوا عبور الحدود الادارية والانضمام إلى الجماهير في باتومي. ويأتي ذلك غداة استخدام الشرطة الهراوات وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين مناهضين لأباشيدزه ليل اول من امس، ما أسفر عن إصابة نحو 30 شخصاً بجروح. يحكم أباشيدزه هذه المنطقة المطلة على البحر الاسود منذ 13 عاماً وهو يتحدى في شكل متزايد الحكومة الجورجية. وأقدم انصاره الاحد الماضي على تدمير جسرين رئيسين مؤديين الى جورجيا، لمنع أي محاولة من جانب القوات الجورجية لدخول الاقليم. وعلى الاثر، وجه له الرئيس الجورجي انذاراً بنزع أسلحة انصاره خلال عشرة أيام، داعياً اياه إلى الاستقالة وتجنب استخدام القوة العسكرية.