دخلت مدرعات أميركية قلب مدينة النجف في جنوبالعراق أمس، بعد اشتباكات "مكثفة"، تردد أنها اندلعت اثر هجوم شنه أنصار مقتدى الصدر على نقطة تفتيش وقاعدة أميركيتين قرب المدينة. وفي حين استبدلت سلطة "التحالف" اللواء السابق في الجيش جاسم محمد صالح باللواء محمد لطيف لقيادة "لواء الفلوجة"، وضبط الأوضاع في هذه المدينة، أعلنت الأممالمتحدة فتح باب الترشيح لعضوية اللجنة التي ستنظم الانتخابات. راجع ص2 و3. في الوقت ذاته، كشف تقرير لوزارة الصحة العراقية نشر أمس أن الحصيلة الرسمية للضحايا في صفوف المدنيين، خلال المواجهات الدموية الشهر الماضي، بلغت 1028 قتيلاً و4234 جريحاً. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن التقرير أن تلك الحصيلة توزعت على تسع محافظات عراقية هي بغداد وكربلاء والنجف والحلة والناصرية والفلوجة والقائم والأنبار والبصرة، وسجل أعلى معدل للقتلى في مدينة الأنبار 323 تليها الفلوجة 280 وبغداد 246. وقبل "التحالف" استقالة وزير حقوق الإنسان العراقي عبدالباسط تركي التي قدمها في الثامن من الشهر الماضي، احتجاجاً على العمليات العسكرية الأميركية في الفلوجة. ميدانياً، أفادت وكالة "اسوشييتدبرس" أن مدينة النجف شهدت أمس تبادلاً للقصف بين انصار مقتدى الصدر والقوات الأميركية التي حركت مدرعات الى قلب المدينة تحت غطاء جوي، ولكن بعيداً عن مرقد الإمام علي، ثم اندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل خمسة عراقيين وجرح 16 آخرين. وصرح قائد القوات الاميركية في المدينة اللفتنانت كولونيل بات وايت بأن حوالى 20 مسلحاً قتلوا في الاشتباكات التي بدأت بعدما أطلق انصار الصدر نحو 20 قذيفة على قاعدة اسبانية، تمركزت فيها قوات أميركية الشهر الماضي، وردت هذه القوات بقصف مصادر النار. وقال وايت إن تقديره لعدد القتلى اعتمد على "جثث المسلحين"، لكن مصادر طبية في مستشفى النجف أكدت ان شرطياً عراقياً قتل فيما جرح 16 مدنياً بينهم امرأة. ووصف وايت الاشتباكات بأنها "كثيفة جداً"، مشيراً الى ان قواته لن تتقدم باتجاه المسلحين. واضاف في حديث الى شبكة "سي ان ان": "سنحافظ على الأرجح على هذا النوع من الدفاع حتى تسمح لنا القيادة العليا بالتحرك في المدينة". وتابع ان "العدو قطع الاتصال ونعزز مواقعنا حول قاعدتنا العملانية وسنحافظ على موقعنا الدفاعي طالما لم يغادر اعداؤنا القطاع". وأفاد شهود ان سحابة كثيفة من الدخان تصاعدت من مبنى اكدت القوات الاميركية ان مسلحين من انصار الصدر كانوا يختبئون داخله، كما تبادل القناصة اطلاق النار. واختارت سلطة الاحتلال اللواء السابق في الجيش العراقي المنحل محمد لطيف لقيادة "لواء الفلوجة"، وكان سُجن خلال عهد صدام حسين سبع سنوات، بدلاً من اللواء السابق جاسم محمد صالح، بعد احتجاج مجلس الحكم على ماضيه كضابط في الحرس الجمهوري "شارك في قمع" انتفاضة 1991. وقال مسؤول عسكري اميركي بارز ان صالح سيتولى قيادة الكتيبة الأولى في قوة حفظ الامن في الفلوجة. في حين أكدوأكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان مجلس الحكم "طلب من سلطة الائتلاف تغيير صالح بسبب مشاركته في قمع انتفاضة 1991" بعد حرب الخليج. وقتل جندي اميركي، وجرح اثنان في هجوم بالأسلحة في ضاحية بغدادالجنوبية. فضيحة التعذيب وفي سياق تداعيات فضيحة تعذيب السجناء العراقيين، أكد تقرير للجيش الأميركي "الطابع المنهجي" للتعذيب، ونشرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" مقتطفات من التقرير الذي وضعه الجنرال انطونيو تاغوبا. وجاء فيه ان المحتجزين في سجن أبو غريب تعرضوا إلى "ممارسات سادية من دون سبب". ووجهت القيادة العسكرية الأميركية توبيخاً خطياً لستة ضباط متهمين بالتعذيب، ما يعني عملياً وقف ترقياتهم. لكن المتهمة الرئيسية بين هؤلاء، الجنرال جانيس كاربينسكي، قالت إن مسؤولي الاستخبارات وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز يجب أن يتحملوا المسؤولية لأنهم كانوا على علم بالفضيحة. وعبر مجلس الوزراء السعودي عن انزعاجه واستهجانه الشديد ل"المعاملة المهينة واللاإنسانية" لبعض السجناء العراقيين، والتي "تتنافى وأبسط القواعد الدينية والأخلاقية، وتتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية". وأكد أن "مثل هذه الممارسات ما هو إلا افرازات لاستمرار الاحتلال. ما يحتم الاسراع في نقل السيادة إلى العراقيين وتسليمهم السلطة بشكل فعلي وليس شكلياً، من خلال إعادة تفعيل دور الأجهزة العراقية بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية من الكوادر البشرية العراقية المؤهلة والمتمرسة للتمكن من الاضطلاع بمسؤولياتها في تسيير دفة الحياة المدنية والسياسية والاقتصادية والأمنية، على النحو الذي يحفظ للعراقيين أمنهم، ويرعى حقوقهم في إطار وحدة أراضي العراق وسلامته الاقليمية". لجنة الانتخابات في غضون ذلك أ ف ب، أعلن ناطق باسم الأممالمتحدة في بغداد أمس بدء الترشيح لتشكيل لجنة تنظيم الانتخابات لتكون "مستقلة تماماً" عن السلطة التنفيذية. وأوضح أن خبراء تابعين للمنظمة الدولية سيتولون على مرحلتين غربلة اسماء المرشحين، ثم عرضها على مجلس الحكم، ليختار لاحقاً الحاكم المدني الأميركي بول بريمر أعضاءها ورئيسها. وبدأ قبول طلبات الترشيح أمس عبر موقع مخصص على الانترنت، أو في مقرات "التحالف" في أنحاء العراق، وينتهي في 15 الشهر الجاري. وتتألف لجنة تنظيم الانتخابات المقررة عام 2005 من سبعة أعضاء ورئيس "بمرتبة وزير"، من أبرز شروط اختيارهم أن يكونوا محايدين من دون انتماءات سياسية، ومحترفين لأن "صدقية الانتخابات ستكون مستمدة من صدقيتهم". وسيكون للجنة مشرف دولي تعينه الأممالمتحدة، لكنه لا يشارك في الاقتراع، وشدد الناطق على أن الانتخابات تتطلب "تجهيز 120 ألف شخص". وتزامن تصريحاته مع تأكيد الوزير زيباري أن مستشار الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي سيعود إلى بغداد قريباً "للتوصل إلى صيغة نهائية" حول سبل تسلم العراقيين السلطة. كما أقر الوزير بخلافات بين أعضاء مجلس الحكم.