رأى مواطنون وعسكريون عراقيون في اعادة انتشار القوات الاميركية حول الفلوجة "انتصاراً" على قوات مشاة البحرية المارينز فاحتفلوا بأسلحتهم في شوارع المدينة التي بدأ المهجرون منها يعودون اليها. واعلن الجيش الاميركي ان "فوج الفلوجة" بقيادة اللواء جاسم صالح المحمدي لديه مهمة قتل او اعتقال عناصر المقاومة، وحفظ الامن، "ومنع اي اعتداء على المارينز" واعطى اللواء جاسم فرصة لإثبات جدارته، وإلا فإن وزارة الدفاع ومجلس الحكم لن يوافقا على تعيينه على رأس هذه القوة. وفيما يستعد مبعوث الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي للعودة الى بغداد الاسبوع المقبل ثار جدال بين اعضاء مجلس الحكم حول صلاحياته ودور الاممالمتحدة، فقال عنه عضو المجلس عبدالعزيز الحكيم انه ساعد الرئيس السابق على البقاء في السلطة في التسعينات، وان الشعب العراقي "ليس في حاجة الى وصاية" منه. لكن وزير التخطيط مهدي الحافظ "المرشح" الاوفر حظاً لرئاسة الحكومة الانتقالية رحب بالابراهيمي، وقال ان دور الاممالمتحدة سيكون "قيادياً". وبعد الضجّة التي أثارتها فضيحة تعذيب الجنود الاميركيين للمعتقلين العراقيين، كشفت صحيفة بريطانية امس ممارسات مماثلة للجنود البريطانيين في البصرة، ونشرت صوراً رهيبة لعمليات الإذلال والتعذيب التي يتعرضون لها. ويقول القادة الاميركيون ان المقاتلين الاجانب لعبوا دوراً رئيسياً في القتال الذي اسفر عن مقتل كثيرين. ويعتمدون على ما اطلق عليه اسم الكتيبة الاولى التابعة للواء الفلوجة في سحق المقاومة وتخفيف حدة الغضب في المدينة التي شهدت قصفاً جوياً ومدفعياً اميركياً. واعلن الجيش الاميركي ان القوة العراقية بقيادة جاسم صالح بدأت الوصول لتنفيذ مهماتها. وقال كونواي ان "لواء الفلوجة" سيزيد حجمه ليصبح قوة تضم ما بين 900 و1100 عسكري من الفلوجة وبلدات اخرى تقع في بوتقة مقاومة الجيش الاميركي غرب بغداد. وقال كونواي ان "لديهم القوات العراقية خطة. انها تتطور فيما يواصلون تطوير استخباراتهم مع زيادة التحرك داخل المدينة". وزاد ان اللواء صالح سيُمنح وقتاً محدوداً للتعامل مع العداء للاميركيين في الفلوجة وتحسين الوضع الامني. "سنمنحه بضعة ايام لحسم ذلك. لكننا خلال ايام قليلة جداً سندفع بأولى قوافلنا عبر وسط الفلوجة على الطريق السريع رقم 10 الذي يمتد من الشرق الى الغرب، ويُتوقع منه ان يوفر الامن". وقال الجنرال جيمس كونواي قائد وحدة "المارينز" الاولى في العراق امس ان القوات العراقية السابقة المسؤولة عن اشاعة الاستقرار في الفلوجة بقيادة اللواء جاسم صالح تعرف ان عليها اعتقال المقاومين او قتلهم. واضاف كونواي في مؤتمر صحافي "لديهم خطة انهم يعرفون وجهة نظرنا ان هؤلاء الناس المقاومة يجب اعتقالهم. وابلغ قائدهم اللواء جاسم مجموعة ضباطه هذا الامر". وانسحبت قوات "المارينز" من مناطق في الفلوجة بموجب اتفاق يتيح لجنود سابقين في جيش صدام حسين اشاعة الهدوء في واحدة من اكثر بلدات العراق تمرداً. في بغداد اعلن الجنرال مارك كيميت امس ان التحالف ووزارة الدفاع العراقية لم يعطيا موافقتهما النهائية بعد على تعيين اللواء صالح رأس "لواء الفلوجة". وقال مساعد قائد العمليات العسكرية في العراق: "اشك بأن تتمكن الفرقة الاولى من المارينز من الحصول على كل المعلومات حول اللواء صالح". واضاف: "من الاهمية بمكان ان ينال كل القادة في القوات المسلحة موافقة وزارة الدفاع والتحالف". واكد ان قادة لواء الفلوجة سيخضعون للاستجواب حول مشاركتهم او عدمها في جرائم النظام السابق. واعلن كيميت ان تعيين اللواء صالح يتوقف على موافقة قوات التحالف و"سننتظر ما ستؤول اليه هذه العملية". الى ذلك، قتل 4 جنود اميركيين في هجمات متفرقة امس. وفي حادث نادر في جنوبالعراق قتل عنصر من انصار الصدر في اشتباك مع القوات البريطانية في العمارة التي اعتقلت 10 من انصاره. وقال ضابط بريطاني ان ثلاثة جنود وشرطياً عراقياً اصيبوا بجروح في اشتباك مع "جيش المهدي" مشيراً الى ان القوات البريطانية انسحبت من اجزاء من المدينة وان محادثات جارية لاستعادة النظام. في غضون ذلك، اكد احد مساعدي الصدر الشيخ قيس الخزعلي وجود وساطة جديدة مع التحالف للتوصل الى حل سلمي لازمة النجف، واوضح ان "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" بقيادة عبدالعزيز الحكيم و"منظمة العمل الاسلامي" بزعامة تقي المدرسي يقومان بالوساطة، ويشارك قائد شرطة النجف اللواء علي الياسري وزعماء العشائر في المدينة في هذه المساعي الهادفة الى تجنب وقوع مجزرة في المدينة نتيجة هجوم اميركي.