تبنت جماعة ابي مصعب الزرقاوي أمس عملية انتحارية في بغداد، اسفرت عن اصابة وكيل وزارة الداخلية اللواء عبدالجبار يوسف. ونفت قوات "التحالف" انباء عن انسحابها من كربلاء جنوبالعراق، مشددة على تنفيذ عملية "اعادة انتشار"، ومؤكدة انها دفعت 1.3 مليون دولار في مقابل تسليم عناصر "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر اسلحتهم في مدينة الصدر، احدى ضواحي بغداد. في الوقت ذاته، اعلن مكتبا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني والصدر، أن انصار الأخير والقوات الأميركية في كربلاء، اتفقوا على الانسحاب من المدينة، ووقف القتال فيها بعد شهر من المعارك الضارية. وجاء ذلك في وقت يتواصل مسلسل فضائح تعذيب المعتقلين في سجن "ابو غريب"، اذ كشفت صحيفة "واشنطن بوست" ان ممارسة التعذيب كانت ل"تسلية" الحراس الأميركيين، وليس من اجل تسهيل الاستجواب. واعلن البنتاغون فتح تحقيقات في مقتل 37 شخصاً في سجون اميركية في افغانستانوالعراق، لكنه اعتبر معظم عمليات القتل "مبرراً". وبعد يومين على اقتحام قوات اميركية وعراقية منزل عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي احمد الجلبي في بغداد، علمت "الحياة" من مصادر اردنية ان عمان "ستجدد قريباً طلباً قدمته العام الماضي الى الشرطة الدولية انتربول لتسليم الجلبي الذي يتزعم "المؤتمر الوطني"، وذلك من اجل "اعادة محاكمته" في قضية فساد مالي اتهم بالتورط فيها عام 1990. في بغداد، اكد الناطق باسم القوات الاميركية الجنرال مارك كيميت ان نحو أربعة آلاف رشاش من طراز "كلاشنيكوف" وتسعة آلاف قذيفة "هاون" وصاروخ و260 قذيفة "آر بي جي" و2200 قنبلة يدوية وذخائر سلمت الى تلك القوات في مدينة الصدر، في مقابل دفعها 1.3 مليون دولار. لكنه اشار الى ان قواته لم تنسحب من كربلاء، واصفاً تحركاتها بأنها "اعادة انتشار". وافاد شهود أن مسلحين من انصار الصدر وجنوداً اميركيين انسحبوا من وسط المدينة، وهو ما أكده قيس الخزعلي المسؤول في "جيش المهدي". لكنه اضاف في مؤتمر صحافي ان "مقاتلي جيش المهدي مستعدون لانهاء وجودهم المسلح" في النجف وكربلاء "فور مغادرة القوات الاميركية واعطاء ضمانات بذلك". على صعيد آخر، كشفت مجلة "فوكس" الألمانية ان كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي اقترحت اسم السفير الأميركي في برلين دانيال كوتس، "خلفاً محتملاً" لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد في حال استقال الأخير بسبب تداعيات فضيحة التعذيب في سجن "ابو غريب". لكن السفارة الأميركية في برلين نفت ذلك، مشيرة الى ان "السفير سيبقى في منصبه الى ما بعد الانتخابات الرئاسية" الأميركية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. فضائح التعذيب تزامن ذلك مع كشف وثائق عسكرية سرية نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" تفيد ان تعذيب السجناء في معتقل "ابو غريب" كان ل"معاقبتهم" على جرائم اقترفوها ول"التسلية". واعلن مسؤولون اميركيون ان سلاح البر الاميركي فتح تحقيقات في وفاة 37 معتقلاً في سجونه في العراقوافغانستان، تشمل قتل عراقي ألقى حجارة على جندي اميركي، وآخر أُلقي به من على جسر "ليموت غرقاً". وأوضح مسؤولون رفضوا كشف اسمائهم ان بين الحالات التي يتواصل التحقيق فيها، ثمان اعتبرت عمليات "قتل محتملة" نتيجة أعمال عنف قبل الاستجواب او خلاله. ميدانياً، وبعد ايام على اغتيال رئيس مجلس الحكم الانتقالي عز الدين سليم، قتل خمسة أشخاص في هجوم انتحاري استهدف منزل اللواء عبدالجبار يوسف، وكيل وزارة الداخلية في بغداد. وافادت مصادر ان الهجوم في حي البلديات جنوب شرقي بغداد، اسفر ايضاً عن سقوط 13 جريحاً، فيما اصدرت جماعة "التوحيد والجهاد" التي يتزعمها الأردني ابو مصعب الزرقاوي بياناً على شبكة الانترنت، تبنى العملية ضد "الخائن المرتد" اللواء عبدالجبار. وأصيب ستة مدنيين عراقيين في اشتباكات بين عناصر "جيش المهدي" وقوات اميركية على مشارف مدافن مدينة النجف، فيما اعلن ناطق باسم قوات "التحالف" ان جندياً اميركياً قتل وجرح 19 آخرون في هجمات شهدها جنوبالعراق وغربه اول من أمس، كما قتل اربعة من عناصر الدفاع المدني وجرح ثلاثة في هجوم في المقدادية شرق بغداد. واكد "التحالف" في بيان ان جندياً اميركياً قتل الجمعة قرب الفلوجة حيث كان يشارك في عملية عسكرية. في عمان، اكدت مصادر اردنية ل"الحياة" ان "اعادة تحريك قضية الجلبي ليست مرتبطة بتدهور علاقته مع واشنطن"، مشيرة الى انه "ما زال يهاجم الأردن ويحاول افساد علاقاته مع مجلس الحكم، للتغطية على الحكم الذي صدر في حقه" بالسجن 22 سنة مع الأشغال الشاقة. وفي وقت يناقش مجلس الأمن اصدار قرار يتبنى نقل السيادة "كاملة" الى العراقيين في 30 حزيران يونيو، كما قال نائب السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جيمس كانينغهام، اكدت الادارة الاميركية انها ستمنح الحكومة الانتقالية سلطة تقرير بقاء القوات المتعددة الجنسية أو رحيلها. وكان نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج اعلن ليل الجمعة ان الحكومة الانتقالية ستتمتع بسيادة كاملة، لكنها لن تكون على ما يبدو "مطلقة الصلاحيات". واضاف في تصريحات الى شبكة "سي ان ان" التلفزيونية: "ستتخذ قرارات حول العملة والشؤون اليومية"، لكنها "لن تكون حكومة منتخبة، لذلك فإن أعضاءها لن يتخذوا من دون شك قرارات تلزم الحكومات على المدى الطويل. ولأن لسلطتها حدوداً لن تكون صلاحياتها مطلقة بل محددة". ليفينغستون وامام تظاهرة نظمت امس في لندن احتجاجاً على احتلال العراق، دعا رئيس بلدية المدينة كين ليفينغستون الى ملاحقة الرئىس جورج بوش بتهمة ارتكاب "جرائم حرب اشرف عليها وكان سبباً فيها". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ليفينغستون انه يأمل بأن "يُلقى بوش في مزبلة التاريخ في تشرين الثاني" نوفمبر المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.