انتقد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وحمله مسؤولية تضليل الإدارة الاميركية واستغلالها بهدف الحصول على دعم البيت الابيض لخطة الفصل من دون ان يكون ضمن تأييد مجلس الوزراء والكنيست الاسرائيليين. وبدا شارون أمس أمام خيارين، أحلاهما مر، بعدما رفض نحو 60 في المئة من أعضاء حزبه خطته الاحادية الجانب للانفصال عن الفلسطينيين في استفتاء الاحد: إما القفز عن قرار "ليكود" والمجازفة بمنصبه، أو الخضوع لإملاءات الجناح المتشدد في الحزب وطي فكرة الانسحاب من غزة بانتظار مبادرة جديدة تعيد له بعض ماء وجهه. وضاق مجال الحركة السياسية أمام شارون بعد تصريحات امس لقادة حزب "العمل" الاسرائيلي المعارض بأن الحزب سيعمل على تبكير موعد الانتخابات البرلمانية وبعد تلميحات قوية من أقطاب حزب الوسط "شينوي"، الشريك الاكبر في الائتلاف الحكومي، بالانسحاب منه. وقال رئيس "شينوي" يوسف لبيد ان حزبه لن يسمح بوقف العملية السلمية ولن يتردد في العمل من اجل تقديم موعد الانتخابات. راجع ص4 و5 وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية امس ل"الحياة" إن شارون "ارتكب خطأ كبيراً عندما سعى الى الحصول على تأييد البيت الابيض قبل ان يحصل على تأييد شركائه في الحكومة الاسرائيلية والذين شنوا حملة منظمة لإحباط الخطة". واضاف ان رفض حزب ليكود خطة الفصل الاحادية الجانب "وضع الرئيس الاميركي جورج بوش في وضع حرج وأضعف فرص اعادة اطلاق عملية السلام في المدى المنظور". وأعلن الناطق بإسم البيت الابيض سكوت مكليلان أن الرئيس بوش "يواصل ترحيبه بخطة الانسحاب من غزة وتفكيك المستوطنات في القطاع واجزاء من الضفة الغربية، ويراها خطوة شجاعة ومهمة نحو تحقيق السلام". واكد ان "المشاورات مستمرة مع رئيس الوزراء والحكومة الاسرائيلية للسير بالخطة الى امام". واعترف شارون امس بفشله في اقناع اعضاء حزبه بقبول خطة الفصل، وأعلن انه بصدد بلورة خطة مغايرة تمكنه من "دفع مصالح اسرائيل وتكون مقبولة عالمياً". وقال انه بعد التشاور مع وزرائه وشركائه في الائتلاف الحكومي سيطرح الخطة الجديدة على كتلة ليكود البرلمانية والحكومة والكنيست للتصديق عليها. وأفادت مصادر قريبة من شارون انه سيزور واشنطن منتصف الشهر الجاري للمشاركة في مؤتمر اللوبي الصهيوني ايباك، ويلتقي الرئيس بوش فيما اجرى مدير مكتبه دوف فايسغلاس حديثاً هاتفياً مع مستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس فور ظهور نتائج الاستفتاء ليؤكد لها ان شارون سيواصل عملية السلام! واسقط البرلمان الاسرائيلي الكنيست امس مشروعاً لحجب الثقة عن الحكومة تقدمت به الاحزاب العربية وحركة "ميرتز" حول سياسة الحكومة الاجتماعية والاقتصادية. وللمرة الاولى منذ اربعة اشهر صوّت نواب الحزبين اليمينيين "مفدال" و"الاتحاد الوطني" ضد المشروع ليضمنا غالبية من 62 نائباً مقابل 46 نائباً أيدوا حجب الثقة، وذلك تعبيراً عن ارتياحهما الى اجهاض خطة الفصل في استفتاء ليكود. اجتماع "الرباعية" وينعقد اليوم الثلثاء في نيويورك أول اجتماع لأقطاب "اللجنة الرباعية" للبحث في "خريطة الطريق" منذ تبني الرئيس بوش خطة شارون للانفصال عن الفلسطينيين. ويحضر الاجتماع وزيرا الخارجية الاميركي كولن باول والروسي سيرغي لافروف ومبعوث الاتحاد الأوروبي المكلف السياسة الخارجية خافيير سولانا ووزير خارجية ايرلندا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، ويستضيف الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان. ويأتي الاجتماع في أعقاب شيوع انطباع بأن تأييد بوش خطة شارون يحكم مسبقاً على نتيجة المفاوضات بتبنيه موقف شارون من حق العودة وحدود 1967 والمستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية. وتوقعت مصادر ديبلوماسية تأكيد "الرباعية" مجدداً التزامها "خريطة الطريق" والتشديد على ان الانسحاب الاسرائيلي من غزة يجب ان يكون كاملاً وتاماً. وعقدت أمس في مقر الأممالمتحدة لقاءات على مستوى مساعدي الوزراء وممثل الأمين العام لعملية السلام تيري رود لارسن. وكان الاجتماع التحضيري الذي عقد في لندن الاسبوع الماضي لم يخرج باستنتاجات. وقالت مصادر مطلعة ان التحدي الأكبر ل"الرباعية" في اجتماعها اليوم هو هل ستنجح في "تصحيح ما حدث من خلل" في مسيرتها، وبالذات نحو التزام واضح لأقطابها بأن مواقفها ليست حكماً مسبقاً على الوضع النهائي للأراضي التي احتلت في حزيران يونيو 1967 والذي يبقى رهن المفاوضات.