اقدم مسلحون مجهولون في كراتشي امس، على اغتيال رجل دين باكستاني متشدد يعتبر المرشد الروحي لحركة "طالبان" في باكستان، في تطور لافت لم يخل من انعكاسات امنية سلبية تجسدت في تنظيم اتباعه احتجاجات عنيفة. وترافق ذلك مع حملة امنية واسعة شنها الجيش في منطقة القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان في اطار مطاردته لمطلوبين. وخيم التوتر على اقليم زابول الافغاني حيث اسفرت الاشتباكات بين قوات التحالف وفلول "طالبان" عن مقتل اربعة جنود اميركيين وستة من مقاتلي الحركة. قالت الشرطة الباكستانية ان مجهولين يراوح عددهم بين عشرة و12 مسلحاً قتلوا بالرصاص خارج مسجد في مدينة كراتشيجنوب امس، المفتي نظام الدين شامزاي الذي دعا الى الجهاد ضد الولاياتالمتحدة بعد غزو افغانستان والعراق، كما أصيب ابنه وقريب اخر وحارس شخصي وسائق. وأثار اغتيال شامزاي الذي يعتبر المرشد الروحي ل"طالبان" في باكستان حالياً، أعمال عنف طائفية واسعة النطاق، أسفرت عن اصابة 17 شخصاً على الاقل بجروح. ولم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم. وخرجت مجموعات صغيرة من المتشددين أتباع شامزاي الى الشوارع للاحتجاج ورشقوا سيارات بالحجارة وأحرقوا اطارات. وقال أطباء في مستشفى المدينة ان خمسة أشخاص بينهم شرطيان نقلوا اليه مصابين بجروح من جراء طلقات رصاص تخللت الاحتجاجات وأن 12 شرطياً اخرين أصيبوا بالحجارة. وقال طارق جميل وهو مسؤول كبير في الشرطة انه تم اعتقال 50 محتجاً. وقال وزير الشؤون الدينية اعجاز الحق للتلفزيون الباكستاني ان الهجوم عمل ارهابي يستحق الادانة و"ارتكبه من يريدون الفوضى وخلق توترات طائفية". وقال افتاب شيخ مستشار الامن للاقليم انه كان يعلم أن حياة شامزاي مهددة وان الحكومة وفرت له حراساً شخصيين مسلحين. وقال رفيق الدين قريب شامزاي المصاب للصحافيين: "ما أن جلسنا في السيارة حتى سمعنا دوي اطلاق رصاص وأخفضنا رؤوسنا فوراً. وشعرت بألم شديد في ساقي، اذ أصبت بالرصاص ثم رأيت المفتي شامزاي مغطى بالدماء". في غضون ذلك، طوقت قوات أمن باكستانية السوق الرئيسي في مدينة وانا المقر الاداري لمنطقة جنوب وزيرستان وسدت كل المنافذ منها وإليها، في اطار مطاردتها لفلول الارهابيين. وذكر أحد الشهود أن مئات من قوات الامن المدججين بالسلاح انتشروا في الطرق ومنعوا المرور، في ما يبدو مقدمة لعملية عسكرية لملاحقة عناصر "القاعدة" و"طالبان". وتأتي العملية عقب خطاب ألقاه حاكم الاقليم سيد افتخار حسين في جمع من رجال قبائل البشتون يوم الجمعة الماضي، اتهمهم فيه بأنهم لا يبذلون الجهد الكافي لتسهيل عملية اعتقال أو استسلام متشددين أجانب. واتهم حسين أيضاً بعض رجال القبائل الموالين ل"القاعدة"بالتنصل من اتفاق أبرموه مع السلطات يتعهدون فيه بالمساعدة في عملية تسجيل الاجانب المقيمين في المنطقة. واعتقلت السلطات في جنوب وزيرستان اول من امس، نحو 13 من كبار رجال القبائل لعدم التعاون في اتخاذ خطوة ضد متشددين أجانب يختبئون في المنطقة. افغانستان من جهة أخرى، أفاد بيان للجيش الاميركي امس، أن أربعة جنود أميركيين على الاقل قتلوا في معارك اندلعت في ولاية زابول جنوبأفغانستان اول من أمس. وجاء في البيان: "قتل أربعة جنود أميركيين من قوة العمليات الخاصة المشتركة". وفي الوقت نفسه، اعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الافغانية لطف الله ماشال مقتل اربعة عناصر من الميليشيات الموالية للحكومة وأحد عناصر "طالبان"في هجوم شنته الحركة في قلعة عاصمة ولاية هلمند المجاورة لزابول اول من امس. واعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال ظاهر عظيمي انه تم اسر عشرة اشخاص يعتقد انهم من عناصر "طالبان"، جرح ثلاثة منهم خلال محاولة نصب مكمن لقافلة عسكرية في هلمند.