لم يعد منتخب اليونان لكرة القدم مهملاً كما عاش طويلاً، ولم يعد لاعبوه ظلالاً لنجوم كرة السلة أو بعيدين عن اهتمام الصحافة، وانتهى العهد الذي يفشل فيه المنتخب في البحث عن ملعب جيد لأداء المران، وأسدل الستار على الحقبة التي تعمد فيها اللاعبون الهروب من تمثيل المنتخب وادخار جهودهم للعب مع الأندية المحلية. والنجوم دخلوا سباقاً للانضمام إلى المنتخب في الشهور الأخيرة وبات الاستغناء عن خدمات احدهم مشكلة كبرى في عيون اللاعب وناديه والصحافة، والإقبال الجماهيري على مباريات المنتخب قفز إلى إضعاف عدة بعدما اعتاد لاعبو اليونان خوض مبارياتهم الدولية على أرضهم وسط مدرجات خالية... ما هو الفارق بين العهدين؟ رجل واحد صنع الفارق، ألماني الجنسية، عمره 65 عاماً، يحمل على كتفيه خبرات عهود طويلة من كرة القدم لاعباً ومدرباً ... هو المدرب اوتو ريهاغل، أو الملك اوتو. تسلم المهمة في عام 2001 ونقل الكرة اليونانية بسرعة غير متوقعة، وهو خاض 15 مباراة بلا هزيمة وخسر للمرة الأولى ولكن بقسوة صفر-4 في هولندا في نهاية نيسان ابريل الماضي. كان ريهاغل صادقاً مع نفسه ومع لاعبيه ومع الصحافة حينما أعلن عقب نهاية التصفيات وصدارته لمجموعة انه سيرد المكافأة للاعبيه الذين شاركوا في هذا النصر، وان أماكنهم في النهائيات ستكون محجوزة مقدماً. وقبل أيام أعلن ريهاغل تشكيلته وظهر صدقه واعتمد على نجوم التصفيات وعلى رأسهم مهاجم باناثيناكوس العائد من الإصابة ديمتريس بابا دوبلوس الذي جاء ثانياً في هدافي الدوري المحلي رغم غيابه عن المباريات لمدة شهرين كاملين، ورفض الألماني ضم المهاجم يانيس اماناتيديس المحترف في انيتراخت فرانكفورت الألماني، ولم يخضع لضغوط الصحافة المحلية المؤيدة لاكيس زيكوس المحترف في موناكو الفرنسي وايركوليس ستوليتديس من اوليمبياكوس. حراس المرمى اليوناني انطونيس نيكوبوليدس من باناثينايكوس، عمره 32 عاماً وهو أفضل حارس في تاريخ الكرة اليونانية وأساسي في المنتخب رغم غيابه عن ناديه. وكوستاس تشاليكاس الحارس الأساسي في باناثينايكوس اثبت كفاءة منحته مقعداً مع ريهاغل. وفانيس كايتر غيانا كيس من اوليمباس 30 عاماً، ويكتفي بلقب الحارس الثالث رغم كفاءته في ناديه. المدافعون تريانوس دالاس المحترف في روما الإيطالي يمتاز بقوته الهائلة وبراعته في ألعاب الالتحام، عمره 28 عاماً. ويانيس غوماس من باناثيناكوس عمره 29 عاماً ويطلقون عليه في الصحافة المحلية لقب بيكنبارو اليوناني. ويوركاس سيتارديديس من باناثينايكوس يلعب ظهيراً ايمن. وتاكيس فيساس ظهير بنفيكا البرتغالي، يحتفل بعيد ميلاده الحادي والثلاثين في يوم افتتاح البطولة الأوروبية. ونيكوس دابيزاس المحترف في ليسيستر سيتي الإنكليزي صاحب خبرة ضخمة تصل إلى 66 مباراة دولية وعمره 30 عاماً. وميخاليس كابسيس من ايك أثينا نجل الهداف القديم انتيموس يلعب قلباً للدفاع وهو النموذج الجيد الذي يعتمد عليه ريهاغل في قيادة الخط الخلفي عمره 30 عاما. لاعبو الوسط كوستاس كاتسورانيس من ايك أثينا يكمل 25 عاماً خلال البطولة وهو من الوجوه الحديثة. وانغيلوس باسنياس من باناثينايكوس من المخضرمين عمره 28 عاماً. وثيودوروس زاغوراكيس من ايك أثينا المحور الرئيسي في وسط الملعب ورصيده 85 مباراة دولية، عمره 32 عاماً. وبانتيليس كافيس من اوليمبياكوس، يحتفل بعيد ميلاده السادس والعشرين خلال البطولة. وفاسيليس لاكيس من ايك أثينا عمره 27 عاماً وهو سريع جداً ومهاري إلى أعلى درجة. وفاسيليس تسارتاس من ايك أثينا وهو هداف رائع من تسديداته القوية وله 11 هدفاً دولياً، عمره 31 عاما. وغيورغيوس غيرغياديس من اولمبيا كوس أكمل 32 عاماً وهو الأقدم بين زملائه. وستيلوس غياناكوبولس نجم بولتون واندررز الإنكليزي يجيد اللعب في كل مراكز الوسط، عمره 29 عاماً. وغيورغوس كاراغونوس المحترف في انترميلان الإيطالي، قوي وسريع وعنيد وصاحب جهد وفير،. عمره 26 عاماً. المهاجمون ديمتروس بابا دوبلوس من باناثيناكوس من الصاعدين وعمره 22 عاماً ورصيده 4 مباريات دولية فقط. وزيسيس فريزاس نجم فيولا الإيطالي، أحرز 6 أهداف فقط في 43 مباراة دولية عمره 30 عاماً. وانغيلوس هاريستياس المحترف في فيردر بريمن الألماني، هداف جيد في الهواء وعمره 24 عاما. وديميس نيكولايديس من اتليتكو مدريد الإسباني خاض 47 مباراة دولية وله 16 هدفاً عمره 30 عاماً. المدير الفني نال ريهايغل عندما كان مدرباً لفيردر بريمن كاس الكؤوس الأوروبية 1992 والدوري الألماني عامي 88 و 1993، وترك بريمن إلى كايزر سلاوترن وقادة لبطولة الدوري في 1998، ورصيده يشمل 3 كؤوس لألمانيا مع بريمن وفورتونا دوسلدورف، واختير أعوام 88 و 92 و 1993 كأحسن مدرب في ألمانيا وعاد لينال اللقب عام 1998، وترك ألمانيا إلى اليونان في 2001. بدأ عمله في أيلول سبتمبر 2001 بمباراة فنلندا وسار بنجاح منقطع النظير حتى بات الرياضي الأشهر في البلاد. يؤمن بأهمية الدفاع المنظم كطريق جيد نحو الفوز، وهو ما حقق نجاحاً كبيراً بالحفاظ على مرماه نظيفاً في 6 مباريات متتالية في نهاية التصفيات. مشوار اليونان لا يضع اليونانيون امالاً كبيرة على مباراتهم الأولى في اليوم الافتتاحي للبطولة في ملعب دارغاو و أمام المنتخب البرتغال، وهم يعلمون حجم الضغوط التي ستواجههم أمام الجمهور وحماسة المضيف، ويعتمد ريهاغل خلالها على الخروج بنتيجة مقبولة، لأنه يركز على مباراتيه التاليتين ضد إسبانيا وضد روسيا. منتخب اليونان البعيد عن بطولتي أوروبا وكاس العالم منذ 10 سنوات عاد إلى الواجهة، وخسر مباراتيه الأولى والثانية في المجموعة السادسة صفر-2 في ملعبه أمام إسبانيا وعاد من أوكرانيا خاسراً أمامها صفر-2، ثم لم يخسروا أي نقطة واحدة عبر 6 مباريات متتالية.