قال خبير نووي انه بعد أربعة أشهر من بدء عمليات التفتيش النووي على ليبيا تسربت شحنة من المعدات المتصلة بالتسلح النووي من أمام أعين وكالات الاستخبارات الغربية ووصلت الى الجماهيرية. وجاء كلامه في وقت ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان مسؤولين في الاستخبارات الليبية ابلغوا واشنطن عن اختفاء كميات كبيرة من المعدات النووية التي اشترتها ليبيا سراً. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين لم تكشف هوياتهم ان هذه المعدات المختفية تشمل عناصر لاجهزة تستخدم لانتاج اليورانيوم المخصب اشتُريت من السوق السوداء قبل اشهر. وافاد مسؤولون اميركيون ان الليبيين يريدون اعلام الاميركيين بامكان وصول معدات نووية جديدة الى طرابلس. وكتبت الصحيفة انه على رغم عمليات التفتيش المكثفة في العالم ما زال المحققون الاميركيون والدوليون يبحثون عن معدات حساسة اوصت عليها ليبيا لبناء مصنع لتخصيب اليورانيوم. وفي هذا الإطار قال ديبلوماسيون قريبون من الأممالمتحدة في فيينا ان ليبيا سارعت بكشف أمر شحنة جديدة من المواد النووية وصلت اليها في آذار مارس الماضي ولم تنتبه اليها الأجهزة الغربية. وقالوا ان ليبيا نفت ايضاً شراء مواد نووية من كوريا الشمالية مشككة في تقارير أفادت أن بيونغ يانغ أمدتها سراً باليورانيوم، وهو أمر نفاه الكوريون رسمياً أمس. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير صدر الجمعة وحصلت "رويترز" على نسخة منه: "وصلت شحنة من مكونات أجهزة طرد مركزي بالفعل الى ليبيا في آذار مارس 2004 من دون أن تنتبه اليها سلطات الدول الغربية التي اعترضت سفينة الشحن "بي.بي.سي تشاينا" في تشرين الاول اكتوبر عام 2003". وقال خبير الطاقة الذرية المطلع على التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقريرها الجديد الخاص بليبيا، ل"رويترز": "وصلت هذه المكونات في اذار وتم تجميعها في تركيا وأرسلت الى ليبيا عن طريق دبي". ولم يكن هناك ما يشير الى أن ليبيا التي تتعاون مع الاممالمتحدة حاولت اخفاء الشحنة. وقالت الوكالة "أخطرت ليبيا الوكالة بوصول هذه الحاوية وشحنت حينذاك الى خارج البلاد". وقال ديفيد اولبرايت، مفتش الاسلحة السابق في الاممالمتحدة رئيس مؤسسة بحثية أمنية تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها، ل"رويترز" ان هذا مثال واضح على "فشل أجهزة مراقبة الصادرات" التي سمحت باقامة سوق نووية غير مشروعة. وقال ديبلوماسي من احدى الدول الاعضاء في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه قد يكون هناك مزيد من الطلبات المعلقة التي أجرتها ليبيا قبل تخليها عن برنامجها للتسلح النووي والكيميائي والبيولوجي في كانون الاول ديسمبر وان بعض هذه الطلبات قد يصل الى ليبيا لاحقاً. وكان مسؤولو المخابرات الاميركية والبريطانية رتبوا لاعتراض السفينة في ايطاليا حيث كانت تحمل مكونات لاجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم صنعت في ماليزيا في طريقها الى طرابلس عبر دبي، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد موقع الشحنة التي أرسلت في آذار. وفي تقرير لشرطة ماليزيا بُني على شهادة بهاري سيد ابو طاهر وهو رجل أعمال سريلانكي جاء أن اسم تركيا ورد كأحد الضالعين في سوق نووية سوداء متصلة ب"ابي البرنامج النووي" الباكستاني عبدالقدير خان. وذكر اسما تركيين اثنين في تقرير الشرطة. أحدهما كان يعمل لحساب المؤسسة الهندسية الالمانية "سيمنز". وكانت ماليزيا أعلنت الجمعة أنها اعتقلت طاهر. وقالت واشنطن ان هذه خطوة أساسية نحو اغلاق شبكة خان التي تمتد من اوروبا الى افريقيا وعبر الشرق الاوسط الى آسيا.