ذكرت معلومات بريطانية أمس أن ليبيا التي سيزور وزير خارجيتها عبدالرحمن شلقم لندن قريباً، لجأت الى السوق السوداء لشراء معدات كاملة تستخدم في تخصيب اليورانيوم لبرنامجها النووي الذي تخلّت عنه. وذكرت صحيفة "ذا غارديان" ان ليبيا اشترت من السوق السوداء صواعق كاملة تستخدم في البرنامج النووي وهو أمر أصاب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين تفقدوا المنشآت الليبية أخيراً ب"صدمة". وكتبت ان سهولة حصول ليبيا على معدات معقدة لانتاج القنابل أدهش المفتشين الدوليين وأكد لهم مدى تشعب وخطورة الشبكات التي تتولى تزويد "دول مارقة" بما تحتاج اليه من معدات نووية من السوق السوداء. وتابعت الصحيفة ان شراء صواعق كاملة، إما مجمّعة أو بأجزاء صغيرة، يمثّل اتجاهاً جذرياً يختلف عما هو معروض حالياً في أسواق تهريب المعدات النووية. وذكرت انه ليس معروفاً بعد الجهة التي اشترت منها ليبيا أنظمة الصواعق، إلا انه تبيّن ان أكثر من ألف ماكينة اشتُريت في ماليزيا وصادرتها في تشرين الأول اكتوبر السلطات الايطالية خلال شحنها على متن سفينة ألمانية متجهة ليبيا. ونسبت الى مصادر ديبلوماسية ان البرنامج الليبي لانتاج اسلحة نووية يختلف في جوانب حساسة عن البرامج المماثلة في كل من العراق وايران وكوريا الشمالية. وأعلنت ليبيا الشهر الماضي تخليها عن برامج اسلحة الدمار بعد شهور من المفاوضات السرية مع بريطانيا والولايات المتحدة. الى ذلك أ ف ب، أفادت مصادر ديبلوماسية إن ديبلوماسياً أميركياً وصل إلى ليبيا الثلثاء للتمهيد لزيارة خبراء أميركيين وبريطانيين مكلفين مساعدة ليبيا في التخلص من برامج اسلحة الدمار. ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر تأكيد النبأ أو نفيه، لكنه أوضح أن المسؤول البارز في وزارة الخارجية المكلف شؤون التسلح جون بولتون سيعقد في فيينا محادثات مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تتناول إجراءات التفتيش.