احتشد عشرات من أنصار الشيخ "أبو حمزة المصري" في الشارع الذي اعتاد ان يلقي فيه خطب أيام الجمعة أمام مسجده السابق المغلق في فنزبري بارك، شمال لندن، ونددوا باعتقاله بناء على طلب أميركي يزعم انه متورط في نشاطات إرهابية. ودعت "منظمة أنصار الشريعة" التي يقودها الإمام الموقوف، في كلمة في المصلّين، الى التظاهر الجمعة المقبل أمام ما سمّته "مقر الحكومة البريطانية الكائن في السفارة الأميركية" في لندن، في إشارة الى ان اعتقال "أبو حمزة" تم بناء على رغبة واشنطن. وقضى الشيخ المصري الأصل 47 سنة ليلته الأولى في سجن بلمارش، جنوب شرقي لندن، بعدما أمر قاضي محكمة البداية بإبقائه في السجن في انتظار تقديم الأميركيين مزيداً من التفاصيل في شأنه. وتؤوي زنازين هذا السجن الشديد الحراسة عدداً من الإسلاميين المتهمين بالإرهاب وعلى رأسهم "أبو قتادة الفلسطيني". وزعمت الولاياتالمتحدة في طلب تسليمه انه متورط في نشاطات إرهابية في اليمن قضية خطف جيش عدن أبين رهائن غربيين عام 1998 وفي أفغانستان إرساله مساعدات الى حركة "طالبان" ومتطوعين الى تنظيم "القاعدة" وفي الولاياتالمتحدة دوره في إنشاء معسكر للتدريب على الجهاد في أوريغون. وابتسم "أبو حمزة" عندما أُبلغ في المحكمة بهذه التهم، وبعضها قديم معروف منذ سنوات. وعندما سأله القاضي هل يمانع في تسليمه الى واشنطن، رد إيجاباً. ومدد القاضي اعتقاله من دون كفالة، على ان تُعقد الجلسة المقبلة الخميس المقبل. واضطر وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت أمس الى التدخل للدفاع عن الخطوة الأميركية، في وجه انتقادات ركّزت على ان بريطانيا الأولى بمحاكمته بما ان ثلاثة من القتلى الأربعة في حادثة خطف الغربيين في اليمن، يحملون الجنسية البريطانية. وقال ان بلاده كانت حاكمته بالتأكيد لو كانت تملك الأدلة المتوافرة لدى الأميركيين. ولم تذكر صحيفة الاتهام الأميركية الأدلة التي تملكها واشنطن ضده. لكن كان واضحاً من الإشارات فيها ان جيمس أوجاما، وهو أميركي أشهر إسلامه وكان قريباً لسنوات من "أبو حمزة"، وافق على الشهادة ضد "أميره" السابق لقاء حكم مخفف بالسجن سنتين عليه لدعمه "طالبان". وكان أوجاما يدير موقع "أنصار الشريعة" ل"أبو حمزة" ويُزعم ان الأخير أرسله حاملاً مساعدات لافتتاح مشاريع خيرية في أفغانستان وتقديم مساعدات لوزير في حكومة "طالبان". ومن بين الأدلة أيضاً هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية ارسله "أبو حمزة" الى زين العابدين أبو بكر المحضار، زعيم "جيش عدن أبين الإسلامي". ويُزعم ان "أبو حمزة" تحدث مع المحضار الذي أعدمته السلطات اليمنية لاحقاً، خلال عملية خطف الرهائن وقبلها. ولا يُعرف حالياً كيف ستسير عملية النظر في طلب تسليم "أبو حمزة" الى الأميركيين. لكن مراقبين يقولون ان واشنطن باتت تملك فرصة لا بأس بها في تسلّمه "خلال شهور" بعد تعديل معاهدة تسليم المطلوبين مع بريطانيا. وتجمع أنصار "أبو حمزة" أمام مسجده السابق في فنزبري لصلاة الجمعة، وهي الأولى التي لا يقودها الشيخ المصري المنزوعة عنه جنسيته البريطانية. وتلا "أبو عزيز"، الناطق باسم "أنصار الشريعة"، كلمة ندد فيها باعتقال "أبو حمزة" وقبله "أبو قتادة الفلسطيني" و"الشيخ فيصل" الذي دانته محكمة بريطانية بإثارة الكراهية العنصرية العام الماضي. وندد خطيب الجمعة أمام المصلين باعتقال "أبو حمزة" واعتبره يدخل في إطار سعي بريطانيا الى "استعباد المسلمين". وسأل البريطانيين: "أبو حمزة يعيش بينكم منذ سنوات طويلة، فهل قتل أحداً منكم؟". وأشاد بأسامة بن لادن الذي قال انه "يحمل راية التوحيد"، ودعا الى إطلاق الشيخ عمر عبدالرحمن والشيخ "أبو قتادة" والشيخ "أبو حمزة" الذي قال عنه انه "لا يشكّل خطراً على أحد". وختم: "نحن لاجئون هنا هرباً من بلادنا. فساعدونا بالعودة اليها".