اعتقلت السلطات البريطانية الثالثة فجر أمس الإمام السابق لمسجد فنزبري بارك في لندن الشيخ "أبو حمزة المصري" بناء على طلب أميركي لتسلّمه بتهم إرهابية. وجاء اعتقاله بعد ساعات من استنفار السلطات الاميركية اجهزة الاستخبارات في العالم للبحث عن سبعة أشخاص يشتبه في تخطيطهم لهجمات ارهابية داخل الولاياتالمتحدة هذا الصيف. راجع ص 8 ومثل "أبو حمزة" بعد الظهر أمام محكمة بلمارش جنوب غرب لندن حيث أُبلغ رسمياً بالاتهامات ضده وأبرزها يتعلق بخطف "جيش عدن أبين الإسلامي" مجموعة من السياح الغربيين بينهم أميركيان في اليمن عام 1998. وجاء في قرار الاتهام الذي حصلت عليه "الحياة" ان "أبو حمزة" ارسل هاتفاً يعمل بالاقمار الاصطناعية الى زعيم الخاطفين زين العابدين المحضار وناقش معه قضية خطف رهائن لاجبار الحكومة اليمنية على إطلاق أشخاص تعتقلهم. وقال وزير العدل الأميركي جون أشكروفت الذي أعلن قرار الاتهام ضد الشيخ المصري في مؤتمر صحافي في نيويورك، ان هذه التهمة تصل العقوبة فيها الى الإعدام او السجن المؤبد، وان بقية التهم 11 تهمة في الإجمال تصل عقوبتها الى السجن مئة سنة. ولاحظ مراقبون ان معظم التهم الموجهة اليه سبق ان وُجّهت في السابق ولم تؤد الى اعتقاله، خصوصاً قضية اليمن. ومن الاتهامات الأخرى زعم ارساله دعماً لحركة "طالبان" أجهزة كمبيوتر وبضعة آلاف من الجنيهات الاسترلينية وارساله متطوعين الى تنظيم "القاعدة" وعلاقته ب"معسكر للجهاد" في ولاية أوريغون الأميركية. ومددت محكمة بلمارش اعتقاله الى حين النظر في المرحلة الثانية من عملية تسليمه التي وافق عليها وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت. الى ذلك، كشف الرئيس الباكستاني برويز مشرف تورط عشرة ضباط من الجيش برتب صغيرة وآخرين في سلاح الجو، في المحاولتين الفاشلتين لاغتياله واللتين نفذتا في كانون الاول ديسمبر من العام الماضي واعقبتا عملية اخرى في نيسان ابريل 2002. وأكد اعتقالهم تمهيداً لمحاكمتهم في جلسات علنية في القريب العاجل. وكان الرئيس الباكستاني أعلن سابقاً ان ليبياً في تنظيم "القاعدة" وراء محاولة اغتياله. لكنه في مقابلة تلفزيونية أمس قال ان باكستانياً فاراً هو العقل المدبّر لمحاولة قتله، وان بعض المتورطين ليس لديه دوافع دينية. على صعيد آخر، بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية البحث عن الزعيم الإسلامي التركي المتطرف متين قبلان المعروف باسم خليفة كولونيا بعد اختفائه بصورة مفاجئة أول من أمس إثر صدور حكم من المحكمة الادارية العليا في مونستر يسمح للسلطات الألمانية بترحيله الى تركيا التي تطالب به لمحاكمته بتهمة التآمر على نظام الحكم في أنقرة. ويعتقد ان قبلان ربما توجه الى هولندا.